[ إضاءات ]

"من علمني حرفا... صرت به حرا" أستاذي سيف الدين .....| | | | |..... "هناك فرق بين أن تكون عالما، وأن تكون إنسانا" كولن .....| | | | |..... "إن الدعاة اليوم لا يفتقرون إلي الإخلاص... وإنما في كثير من الأحيان إلي الحكمة" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام" محمد إقبال .....| | | | |..... "الطاقة الإبداعية بحد ذاتها مطلب شرعي ومقصد إيماني‏" فالإبداع "صنو الاجتهاد، ورديف له، من الصعب أن ينفك أي منهما عن الآخر" طه جابر العلواني .....| | | | |..... "ولا تزال الدنيا عامرة وديار المسلمين في سلام ما أخبتت النفوس وهبطت ساجدة تردد: "رب زدني علما" محمد أحمد الراشد .....| | | | |..... السياسة ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس به أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا نزل به وحي، فإن أردت بقولك: لا سياسة إلا ما وافق الشرع: أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردت ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة" الإمام ابن عقيل الحنبلي .....| | | | |..... "طلب الحرية مقدم علي تطبيق الشريعة... تقديم ترتيب، لا تقديم تفضيل" فهمي هويدي .....| | | | |..... "الإنسان المعاصر إنسان ذو بعد واحد، فاقد الهوية، وصاحب نزعة استهلاكية، وقليل الحساسية تجاه الغير، ويعاني عزلة وضياعا، وهو أسير المرحلة الراهنة، والسرعة الفائقة، والوقائع السريعة الكفيلة بأن تُنسيه ما قبلها، وتتركه يتحفّز لما بعدها" مدرسة فرانكفورت .....| | | | |.....

الخميس، شعبان ١٧، ١٤٢٨

عمرو... ما تفتكرش إني باتعب لما بتسافر!



عمرو...
يا قلة!
واحشني كتييييير
بحبك
بس ما تفتكرش إني بتعب لما بتسافر



Get this widget Share Track details


الثلاثاء، شعبان ١٥، ١٤٢٨

إن الليل زائل!




كتب الشاعر العظيم محمود درويش يوما... فما كتب شعرا، وإنما سطر بمداد قلمه إحدى حقائق هذا الكون...

كتب درويش
عن إنسان...






وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى،
وقالوا: أنت قاتل!

أخذوا طعامه، والملابس،
والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى،
وقالوا: أنت سارق!

طردوه من كل المرافىء
أخذوا حبيبته الصغيرة،
ثم قالوا: أنت لاجئ!

يا دامي العينين، والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل!

نيرون مات، ولم تمت روما
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل!



تابعوا أيضا في السياق البتنجاني ذاته
1


أحمد + عبد الرحمن – عبد الرحمن = أحمد_نجوم الحيرة
ارفعوا أيديكم عن الإخوان_ابن توفيق
أنا المخ وهو العضلات_نجوم الحيرة
ترن ترن... مين عالباب؟ أمن دولة... افتح!_نجوم الحيرة
حاجات لازم نفتكرها_يللا مش مهم
الحرية للدكتور العريان_مصراوي أوي
الحرية للدكترو عصام العريان واللي معاه_لسه عايش
حسبنا الله ونعم الوكيل_سمية العريان
خليك في حالك_نجوم الحيرة
ساكتين ليه_نجوم الحيرة
ساعات معدودات_نجوم الحيرة
السجن في حياة الإصلاحي عصام العريان_عبد المنعم محمود
شكرا سعادة الرائد... بالواو!_نجوم الحيرة
قولي لأ يا مصر_نجوم الحيرة
لحد إمتى_إبراهيم الهضيبي
اللعب مع الإخوان_نجوم الحيرة
المحجوبيين_يللا مش مهم
نظام داعر_يللا مش مهم
النيابة النهاردة قمة في المهزلة_أسماء العريان
يا بلادي_نجوم الحيرة
I sAw Egypt… They SAWed Egypt!_Nojoomol7era

الأحد، شعبان ١٣، ١٤٢٨

اللعب مع الإخوان!



د. حسن نافعة - المصري اليوم - ٢٦ أغسطس ٢٠٠٧

تمارس الحكومة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين لعبة سياسية أقل ما يقال فيها أنها غامضة وملتبسة، وباتت، من فرط عشوائيتها، تهدد المشهد السياسي كله بالفوضي، وتصادر علي أي أمل بإرساء قواعد واضحة لنظام سياسي محدد الهوية، راسخ الآليات، ومقبول من الأطراف والتيارات الفكرية والحركية كافة في المجتمع الذي يقوده ويفترض أن يعبر عنه.
وتشير أحداث ووقائع الشهور والأسابيع الماضية إلي أن جديدا طرأ علي نمط العلاقة القائم بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان، حيث اتخذت الدولة فيما يبدو قرارا بالدخول في مواجهة أمنية شاملة مع الجماعة علي أمل القضاء عليها نهائيا هذه المرة.
وكان جهاز الأمن في مصر قد انقض منذ شهور قليلة علي عدد من المفاصل المالية والتنظيمية للجماعة، وصدر قرار سياسي بمحاكمة أهم وأبرز العناصر الممسكة بهذه المفاصل أمام محكمة عسكرية بتهمة التورط في عمليات «لغسيل الأموال»، وها هو يعود هذه الأيام لينقض علي عدد آخر من المفاصل السياسية والفكرية للجماعة ويلقي القبض علي أهم الممسكين بهذه المفاصل، وربما يحالون بدورهم للمحاكمة أمام القضاء العسكري، ولكن بتهمة الانتماء إلي جماعة محظورة هذه المرة!. وإن دلت هذه التطورات علي شيء فإنما تدل علي رغبة في تغيير نمط العلاقة القائم حاليا بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين.
ومن المعروف أن العلاقة بين الدولة والإخوان في عهد الرئيس مبارك كانت قد استقرت وفق نمط معين يسمح للجماعة بدور سياسي غير مقنن وبهامش من حرية الحركة السياسية، تحدد الدولة سقوفه وخطوطه من جانب واحد، ولكن دون معايير أو مقاييس واضحة أو متفق عليها.
غير أن الدولة عادت وقررت لأسباب مجهولة الدخول في مواجهة مفتوحة ومستمرة مع الجماعة، وهو أمر بدا واضحا خصوصا عقب تصريح الرئيس مبارك بأن الجماعة باتت تشكل «خطرا علي أمن مصر القومي».
صحيح أن هذه المواجهة لا تزال تبدو من طرف واحد حتي الآن ولم تتحول بعد، لحسن الحظ، إلي مواجهة متبادلة. فالدولة لم تكشف بعد عن مؤامرة سرية تقوم بها «الجماعة المحظورة» لقلب نظام الحكم، كما لا يوجد، في حدود علمنا، قرار من جانب الجماعة بالرد علي العنف بالعنف.
ومع ذلك أعتقد أنه ليس بوسع أحد أن يضمن استمرار التزام الجماعة بسياسة ضبط النفس وتحمل ضربات موجعة في ظروف محلية وإقليمية ودولية كالتي تعيشها الأمة العربية والإسلامية حاليا.
فقد يبدو الرد علي العنف بالعنف أمرا واردا، أو حتي مشروعا، بالنسبة للبعض بسبب حجم الهواجس والقلق وعدم الاطمئنان مما قد تخبئه قوادم الأيام، والتي تضطرم بها النفوس حاليا، خصوصا أن فترة الشهور الستة المقبلة تبدو مشحونة بأسباب توتر، بعضها ظاهر وأكثرها كامن، باتت تمسلك بتلابيب المنطقة من أقصاها إلي أقصاها.
المواجهة القائمة حاليا بين الدولة المصرية و جماعة «الإخوان المسلمين» ليست الأولي، والأرجح أنها لن تكون الأخيرة. فمن المعروف أن هذه «الجماعة»، والتي كانت قد لقيت ترحيبا عاما عند تأسيسها علي يد حسن البنا عام ١٩٢٨ باعتبارها جماعة دينية تدعو للمعروف وتنهي عن المنكر، ما لبثت أن راحت تصطدم بالنظام منذ تحولها إلي قوة سياسية تسعي للوصول إلي السلطة باعتباره ضرورة لإقامة النموذج المجتمعي الذي تؤمن به.
اللافت للنظر هنا أن صدام الجماعة مع النظام، والذي اتخذ طابعا دمويا أحيانا وقمعيا أحيانا أخري، جري في كل العهود والمراحل، بصرف النظر عن طبيعة النخبة الحاكمة أو توجهاتها الفكرية والأيديولوجية أو سياساتها الداخلية والخارجية.
ففي العهد الملكي دخلت الجماعة في مواجهة شاملة مع النظام عام ١٩٤٩ في وقت كانت فيه النخبة الحاكمة تتبني خطا «ليبرالي» التوجه، وفي الحقبة الناصرية دخلت الجماعة مرتين في مواجهة شاملة مع النظام: الأولي عام ١٩٥٤ والثانية عام ١٩٦٥, بينما كانت نخبته الحاكمة تتبني خطا وطنيا مستقلا أو خطا اشتراكيا مواليا للاتحاد السوفييتي.
وفي الحقبة الساداتية دخلت الجماعة عام ١٩٨١ في مواجهة شاملة مع النظام في وقت كانت النخبة الحاكمة تتبني فيه خطا محافظا ومواليا للولايات المتحدة وإسرائيل.
وها هي بوادر مواجهة شاملة تتجمع في الأفق عقب فترة هدنة طالت كثيرا مع النظام في عهد الرئيس مبارك، في وقت تسير فيه النخبة الحاكمة علي نفس النهج المتبع منذ عهد الرئيس السادات وتصر في الوقت نفسه علي نقل السلطة لنجل الرئيس ضمانا لاستمرار احتكارها السلطة والثروة.
قد يري البعض في المواجهات المتكررة بين جماعة الإخوان المسلمين ومختلف فصائل النخبة التي تعاقبت علي حكم مصر منذ الربع الثاني منذ القرن الماضي ـ دليلا علي أن المشكلة تكمن في فكر الجماعة وفي بنيتها التنظيمية، وربما أيضا في السياسات والتكتيكات والوسائل التي تبنتها للوصول إلي غاياتها، وهو ما لا نستبعده ابتداء.
فمن الواضح أن الجماعة عجزت عن التأقلم مع التطور الذي شهدته الساحة المجتمعية في مصر، كما عجزت عن طرح صيغة تمكنها من تجنب هذا النمط من العلاقة الدامية والمستمرة مع كل فصائل النخبة، علي نحو ما حدث في تركيا علي سبيل المثال. غير أن هذا الأمر لا يشكل إلا وجها واحدا من وجوه الحقيقة.
فالواقع أن الفشل لا يقتصر علي الجماعة وحدها وإنما هو كامن كذلك في بنية النظام السياسي المصري نفسه. فقد عجز هذا النظام عن التحول إلي نظام ديمقراطي قادر علي استيعاب الجماعة، ومعها التيار الإسلامي المعتدل، بداخله والقبول بقواعد لعبة سياسية علي أساس من تداول السلطة.
وقد سبق لي أن أشرت في مقال سابق إلي أنه آن الأوان لاستخلاص الدروس الصحيحة المستفادة من هذه المواجهة، والتي لخصتها في عدة أمور. الأمر الأول: أن جماعة الإخوان ولدت لتبقي ولم يعد بمقدور أحد استئصالها من تربة الحياة السياسية والاجتماعية المصرية التي أصبحت متجذرة فيها.
والأمر الثاني: أن الضربات المتلاحقة لا تزيد الجماعة إلا إصرارا وقوة، وأن حظر وجودها وتجريمها ودفعها للعمل تحت الأرض يجعلها أكثر تطرفا وانكفاء علي نفسها وأقل قدرة علي التواصل والحوار مع الآخرين.
والأمر الثالث: أن التضييق علي بقية الفصائل السياسية الأخري غير المشاركة في الحكم يصب في نهاية المطاف لصالح جماعة الإخوان وحدها، علي عكس ما قد يبدو ظاهرا فوق السطح، ويجعل منها البديل الوحيد للنظام القائم، خصوصا عندما لا يكون لدي هذا الأخير مشروعا وطنيا تلتف حوله الطبقة الوسطي علي نحو ما تتسم به المرحلة الحالية.
كما سبق أن أشرت إلي أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة أكدت وجود حالة استقطاب سياسي، خطرة جدا،بين جماعة الإخوان من ناحية والحزب الحاكم من ناحية أخري. ذلك أن أيا من طرفي الاستقطاب القائم حاليا لا يشكل حزبا سياسيا بالمعني الدقيق، وبالتالي قد لا يكون قادرا أو مؤهلا لطرح مشروع وطني بالمعني السياسي أو الاجتماعي للكلمة.
فالقوة الظاهرة للحزب الحاكم تعكس في الواقع قوة الجهاز الأمني والإداري للدولة بأكثر مما تعكس حجم التأييد الجماهيري لبرنامجه السياسي، والقوة النسبية الظاهرة لجماعة الإخوان تعكس قوة الدين في المجتمع بأكثر مما تعكس حجم التأييد الجماهيري لهذه الجماعة.
وبين نخبة حاكمة تحاول فرض هيمنتها المنفردة بعنف أجهزة القمع، وجماعة معارضة تحاول التصدي لهذه الهيمنة بقيم الدين، توجد حالة فراغ سياسي مخيف تحول دون تمكين أغلبية صامتة تمثل ثلاثة أرباع الناخبين من تنظيم صفوفها والنزول إلي ساحة العمل السياسي، وهو ما أكدته نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ويبدو واضحا أن هذه الأغلبية تأمل في كسر احتكار النخبة الحاكمة للسلطة والثروة، غير أنها لا تبدو مطمئنة في الوقت نفسه لجماعة الإخوان، وهو وضع تحاول النخبة الحاكمة استغلاله وتوظيفه لمصلحتها، وذلك بإظهار الجماعة وكأنها فزاعة تخيف بها القوي الراغبة في التغيير والحيلولة بالتالي دون حدوث أي تداول حقيقي للسلطة. وهنا تكمن مفارقة تجعل الوطن يبدو محشورا بين مطرقة الحزب الوطني وسندان الجماعة.
فالحزب الوطني يحتاج إلي تضخيم خطر الإخوان للتهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي ولتكريس احتكاره للسلطة والثروة، والقمع الواقع علي الإخوان يحول الجماعة في ظل الفراغ السياسي القائم إلي ضحية وإلي بديل وحيد محتمل للنظام القائم. وقد سبق أن أكدت في مقالي السابق المشار إليه إلي أن هذا البديل لن يأتي بالطريق السلمي وإنما في نهاية مرحلة من الاضطراب والفوضي يبدو أن النظام الحالي يسوقنا إليها لا محالة.
إنني أود أن أؤكد هنا مرة أخري علي أنني لست من الذين يعتقدون أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل بذاتها خطرا علي الوحدة الوطنية أو عقبة أمام إطلاق مشروع للتحديث والنهضة في مصر، الخطر الحقيقي هو استئثار طرف واحد، أيا كان، بالسلطة.
فالانفراد بالسلطة يقود حتما إلي تركيزها في يد فرد واحد يتحول بحكم طبيعة الأشياء إلي مستبد يشل عمل المؤسسات ويحول دون تطويرها. ولأن الاستبداد هو أقصر الطرق لشيوع وانتشار الفساد، فسوف يستحيل، في تقديري، إقامة مجتمع ديمقراطي حقيقي دون مشاركة نشطة وفعالة من جانب تيار الإسلام السياسي بشكل عام وليس جماعة الإخوان فقط. غير أن الأمانة تقتضي أن أؤكد هنا في الوقت نفسه علي أنه يستحيل علي تيار الإسلام السياسي، وفي المقدمة منه جماعة الإخوان، أن يصبح طرفا مشاركا في الجهود الرامية إلي إقامة نظام سياسي ديمقراطي حقيقي ما لم يتحول إلي حزب سياسي مدني يقبل بمبدأ المواطنة وينبذ العنف كوسيلة للوصول إلي السلطة.
وقد سبق أن أشرت إلي حوارات كانت قد جرت في خضم جهود شاركت فيها واستهدفت قيام «جبهة وطنية من أجل التغيير» ولدت لدي إحساسا عميقا بأن المشكلة لا تكمن في جماعة الإخوان المسلمين بقدر ما تمكن في النظام السياسي القائم. فهذا النظام لا يرغب في قيام أي أحزاب سياسية تتمتع بقواعد شعبية حقيقية، سواء كانت مرجعيتها الفكرية إسلامية أو مدنية.
الدليل علي ذلك أن أحزابا مثل الوسط والكرامة لا تزال تناضل في دهاليز القضاء منذ عشر سنوات للحصول علي رخصة رسمية تسمح لها بمباشرة النشاط. وقد يبدو غريبا أن ينقض الحزب الحاكم علي الجماعة في وقت تبدو فيه أكثر استعدادا من أي وقت مضي لحسم ترددها والتحول إلي حزب سياسي مدني ذي مرجعية إسلامية.
ولذلك لا أتردد في تحميل المجتمع المدني في مصر جانبا من المسؤولية عما يحدث الآن بسبب إخفاقه في العثور علي صيغة مبتكرة تسمح بتبديد الشكوك المتبادلة بين الإخوان والقوي الراغبة في التحول الديمقراطي، وهو شرط يستحيل في غيابه إقامة نظام ديمقراطي يسمح بتداول سلمي للسلطة.
لقد سبق لي أن أكدت أكثر من مرة أنه لا أمل في قيادة الحزب الوطني لعربة الإصلاح السياسي في مصر، لكن أين المجتمع المدني؟ هل يظل المجتمع المدني في مصر جالسا القرفصاء حتي وقوع الكارثة القادمة؟

تابعوا أيضا في السياق البتنجاني ذاته
1
أحمد + عبد الرحمن – عبد الرحمن = أحمد_نجوم الحيرة
ارفعوا أيديكم عن الإخوان_ابن توفيق
أنا المخ وهو العضلات_نجوم الحيرة
ترن ترن... مين عالباب؟ أمن دولة... افتح!_نجوم الحيرة
الحرية للدكتور العريان_مصراوي أوي
الحرية للدكترو عصام العريان واللي معاه_لسه عايش
حسبنا الله ونعم الوكيل_سمية العريان
خليك في حالك_نجوم الحيرة
ساكتين ليه_نجوم الحيرة
ساعات معدودات_نجوم الحيرة
السجن في حياة الإصلاحي عصام العريان_عبد المنعم محمود
شكرا سعادة الرائد... بالواو!_نجوم الحيرة
قولي لأ يا مصر_نجوم الحيرة
لحد إمتى_إبراهيم الهضيبي
النيابة النهاردة قمة في المهزلة_أسماء العريان
يا بلادي_نجوم الحيرة
I sAw Egypt… They SAWed Egypt!_Nojoomol7era

الجمعة، شعبان ١١، ١٤٢٨

أنا المخ... وهو العضلات!








نشرت جريدة الدستور يوم الخميس 23 أغسطس الحالي ما هو آتي:



اضغط للتكبير



طيب، أنا ليا تعليقين:

أوللا: إن تلك العملة كان وراءها اتنين: سعادتي، وأخو سعادتي، أول ما

قوات الأمن العظيمة اقتحمت بيتنا الآمن، الفكرة لمعت في دماغي، رحت علي طول للبازمهندز عمار، "عمار، عمار، معاك الإم بي ثري"، "أيوة"، "طب سجل لهم".
عمار الحقيقة كان جامد جدا؛ لإنه عرف يشغله من غير ما ياخدوا بالهم، وقدر يغير الإم بي ثري برده من غير ما ياخدوا بالهم، وعرف يوصل الصوت وفي نفس الوقت يخبي البتاع ده، وكان كل شوية يبدل معايا عشان يكون في المكان اللي فيه كلام، خاصة لما
سعادة الوائد كان بيقول.

تاني هام بأه، إنه نظرا لما سبق فمش طفل واحد اللي سجل، لأ دول طفلين!
ثم إنه انطلاقا من
إني فيبساوي، وفضلا عن إن عمار بازمهندز، فأنا أدفع بعدم صحة التوصيف المقدم من السيد المدعي في حق السادة المتـ...، قصدي يعني إحنا كنا اتنين مش واحد، وإننا تقريبا كده مش أطفال.
قشدة عليكمو...

الأربعاء، شعبان ٠٩، ١٤٢٨

قولي لأ يا مصر!









مهما كان الليل طويل
كله جرح وكله ويل
يبقي فجره أكيد دليل
إن طالع له نهار


عشت عمر طويل في ليلك
دوقتي حبي ودقت ويلك
بس قلبي مالوش بديلك
دي الحقيقة باختصار



قولي لأ أنا لسه غالية
لسه عالية
لسه رغم الحزن شايلة
كل أحلام الصغار

قولي إنك لسه
لامسة كل همسة
وبهوايا وحبي حاسة
رغم طول الانتظار
قولي لأ أنا لسه غالية
لسه عالية
لسه رغم الحزن شايلة
كل أحلام الصغار

قولي إنك لسه لامسة
كل همسة
وبهوايا وحبي حاسة
رغم طول الانتظار
رغم القصة القديمة
وجراح قلبي الأليمة



مش عارف ليه في بعدك
أنا بأشعر بالهزيمة




شي غريب أفضل أحبك
رغم بعدك
رغم اني عشت جنبك
طول حياتي ف إنكسار



الاثنين، شعبان ٠٧، ١٤٢٨

شكرا سعادة الرائد... بالواو!


إلي الرائد محمد...
قائد فرقة مخبري أمن السلطة وجنود القوات الخاصة التي اقتحمت بيتنا الآمن، وانتهكت حريته وقدسيته، وتعدت علي أمنه وخصوصيته، ودنست حرمته، وأزعجت أهله، وانتهكت براءة الأطفال الصغار: علي ومريم، وأقلقت نوم الأم المتعبة المثقلة في ليلها ونهارها برعاية زوجها وأبنائها السبعة وخدمة بلدها بدورها التربوي والإنساني في المجتمع، وأفسدت فرحة "العروسة" -علي رأي مريم- أختي سمية التي لم يمض علي زواجها بضعة أسابيع، وأسالت دموع البنتين فاطمة وآية علي خدودهن المتوردة، ولكنها كانت دموعا عزيزة أبية كريمة، أبت أن تتلوث بمرأي هؤلاء الوحوش، فانسكبت في الظلام، في صمت مرير تناجي الله... تشكي إليه سكوت الإنسان عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان…

يا عم الرائد -ولا تحب أقولك يا سعادة الرائد؟-، إنت يا كابتشن، ويا كل كباتشن أمن السلطة… اسمعوا مني!


سعادة الرائد… بالواو!


ناس كتير بقت بتشكك في ريادتك، وإنت كل ده كنت ساكت، لإنك جامد وعارف إنت ريادة بصحيح.
يا أيها القوم، جئتكم من أمن السلطة بخبر جامد طحن: عرفت هما ليه بيسموه رائد، حاضر هأقول لكم، بس الأول نتفق علي حاجتين:
1- إن الرائد من هنا ورايح، هندلعه وهنقوله ريادة.
2- لازم يكون واضح إن "ريادة" باشا غير حصة الريادة اللي كنا بناخدها في المدرسة.

قشدة عليكمو…




القاعدة:
الرائد يعني ريادة، وريادة يعني وأد، بالعربي يعني علي رأي المثل "الرائد وائد".

الشرح:
الريادة في البلد دي للناس الرائدة، والناïrx÷
- لا يا شيخ!
ما تسيبوني أكمل طيب... إيدوني فرصتي في الحياة يا بشر!

الريادة في البلد دي للناس الرائدة، والناس الرائدة هي اللي عندها ريادة، والريا@i~…
- يا سلام!
ما قلنا سيبوني أكمل بقى... إيه يا عم الناس دي عالصبح.

تاني من الأول ومحدش يقاطع سعادتي!
الريادة في البلد دي للناس الرائدة، والناس الرائدة هي اللي عندها ريادة، والريادة من الوأد…
هتلاقي إن كل ما الناس في بلدنا بتكبر بتزيد عندها القدرة علي دفن كل حاجة... والكعس صحيح: لو عايز تكبر في البلد دي، لازم تجيب "سكور" عالي في الدفن… عليكو نور، بلد حانوتية بصحيح!
عايز تكبر، اتعلم إزاي تدفن… إزاي تدفن مواهب البشر، إزاي تدفن حرية الناس، إزاي تدفن مشاعر البني آدمين، إزاي تدفن عيالك: بنات أفكارك، إزاي تدفن كل حاجة وأي حاجة، إزاي تدفن الإنسان… بس خلي بالك ده مش أي دفن يا بيه، ده دفن بالحيا، وأد يعني، ومن هنا تنبثق الريادة.

ويكون في معلومك لو مش عايز تكون ريادة يبقي هتدفع يا معلم… ما هو كما قال الشاعر: "يا الدفن… يا الدفع".


شكرا!


شكرا سعات الرائد…
شكرا بجد…
شكرا لإني وأنا بكلمك عرفت أنا مين، ومكاني فين… شكرا لإني اتأكدت وإنت بتفتش بيتنا وبتقلبه وبتبهدله، وبتمن علينا بإنك محترم وابن حلال، إن كان فيه وهم كبير قوي، بيدلعوه ويقولوله الخوف، ما يعرفوش إنكم بتمثلوا علينا، بتحاولوا تخبوا حقارتكم ودناوتكم -لا مؤاخذة يعني بس هي دي الحقيقة يا عاصم-، وتداروا الذل والقهر والرعب اللي إنتوا عايشين فيه -للأسف يا مدحت هذه هي الحكيكة برده- بالشخط والنطر ومحاولاتكم الفاشلة لتخويف الناس وإذلالهم وتركيعهم…
خلاص، طلع مجرد سراب، الحقيقة واضحة، مشكلتنا عجزنا، عجزنا ده شيء من الخوف، لكن من النهاردة كله هيتغير…


فؤادة بدأت تمشي علي شط الترعة، عالطريق اللي الناس مترطرطة عليه، حاطين إيديهم علي خدودهم، وقاعدين يتفرجوا علي الأرض اللي نشفت من قلة المية... وقاعدين يسبوا ويلعنوا في عتريس اللي قفل الهويس…
فؤادة ماشية، خطوتها ثابتة، وعينيها مليانة إصرار وتحدي، وشها بينطق بالعزيمة، قلبها بينبض بحب أهل البلد الغلابة المساكين… بقوا مساكين، لإنهم ساكتين... وهيموتوا مساكين، لو فضلوا ساكتين...
فؤادة خلاص وصلت وهتفتح الهويس!

يا ريادة، الدنيا دي كلتها ما تساويش لحظة…
لـحـظـة سـكـون، لـحـظـة صـفـا، لـحـظـة سـلام، لـحـظـة رضـا…



شكرا… برده بالواو!





رغم إن ده أعلي سِنِّتِين تلاتة من مستوى "الآي كيو" بتاعكم بس سؤال صغير، هي "شكرا بالواو" تساوي إيه؟…

غُلب حماركم؟
ما هو أصلا مغلوب من زمن! ما علينا...

أم هند… شكرا بالواو = شكوا!

واسمعوها مني يا كل الوائدين…
اكتب التدوينة دي شكواً…

إلي الله،
أشكو ضعف قوتي، أشكو قلة حيلتي، أشكو هواني علي الناس، أشكو إلي الله ظلما عَلا فتجبر، وخَبِر فقهر، وتمكن فظلم، وملك فأفسد…
يا رب العالمين، يا ناصر المظلومين ولو بعد حين، اللهم هؤلاء الظالمين قد حكموا البلاد فملكوها، وملكوا الحرث والنسل فأهلكوها، وضمائر العباد أفسدوها، وفطرة البشر دمروها، وحرية الإنسان أضاعوها وسجنوها…
اللهم إنهم طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم يا ربنا سوط عذاب، أرنا فيهم مكرك الذي لا يحيق إلا بالقوم الظالمين، أرنا فيهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
أشكو إلي يا معيني في شدتي، ويا ناصري في محنتي شعبا استطاب المر، واستطعم العلقم فبات في فمه ماءا زلالا... أشكو إلي قلوبا غافلة، ونفوسا لاهية ملهية متلهية... أشكو إلي شياطينا خرسا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، تركوا حريتهم وضيعوها، وأذهبوا كرامتهم وباعوها... أشكو إليك إنسا ما عادوا إنسا، وبشرا ما أصبحوا إلا شرا...

إلي نفسي،
أشكوها إليها، أشكوها عجزي وأبثها عبثي، أشكوها فراغي ولعبي، وانقطاع جدي وعملي... ولكن عزائك يا نفسي المكلومة أنك تعلمين وتثقين، وتعملين وتترقبين، يوما يأخذ الله فيه الظالمين… بأيدينا وأيدي كل الأحرار المؤمنين… فالله يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ونحن عليه يومئذ شاهدين…
فاصبري يا نفس ووطني نفسك علي اليقين، وازرعي الفسيلة وإن نودي هذا يوم الدين، فحريتنا آتية ولو بعد حين…


إلي كل حر وشريف علي ظهر هذا الكوكب الأزرق،
أشكو طغيانا عبث بإنسانية البشر، وأفنى أعمارهم خلف القضبان القاسية والأسوار العالية… أشكو يأسا تركوه يسري في قلوبهم بتخاذلهم وخذلانهم… أشكو جهلا نشروه في أمتهم بتقاعسهم… أشكو حرية انتهكت وضيعت واغتصبت علي مرأي ومسمع منه ولم يحرك ساكنا… أشكو ظلما تجبر بسكوتهم و"تنفيضهم" وإذعانهم… أشكو ذلا أضاعنا لما رضينا بالسكات حتى الممات…






أشكو وما من الشكو بد
ولا والله ما لغير الإله أبوح
بشكوي وشوكي ووجدي

رحت أشكو فشكوت للشكو شوكي
فشاكني الشكو وشكا للشوك شكوي



-بالمناسبة اللي يقولها مرتين صح ليه ربع جنيه-



خلاص يا ريادة، كلامنا دلوقتي خلص… ما اتمناش أشوفك تاني علي ظهر هذه البسيطة، وفي رواية أخرى يا ريت ما اتنورش بسعادتك تاني في الدنيا دي، بس أكيد لينا معاد إنت وكل الوائدين، ويوميها مش هتعرفوا تقولوا لأ مش جايين… أوعي تنسي، علي ميسدات بقى…
يللا سلام!


السبت، شعبان ٠٥، ١٤٢٨

ترن ترن... مين عالباب؟... أمن دولة! افتح!








دقائق قليلة... تلك التي مرت منذ خروجي من المسجد ووصولي إلي بيتنا، وأنا أقطع تلك الثواني أردد ترنيمة حبيسة الصدر...
بعد دخولي المنزل، ذهبت أبحث عن تلك الكمثرى التي وضعتها في الثلاجة -وفي رواية أخرى المبرد وفي رواية تاسعة ريفريجيريتور- لكي تبرد، ونصيحة من الشيف عبدو: أجمد فاكهة الفاكهة الساقعة.
يا للهول!







وجدت تلك الثمرة الباردة ترقد في سلام في ذلك الركن الذي تركتها فيه... الجو حار قليلا لكنه لا يوحي بأية مفاجآت علي الإطلاق، ومن ذا يريد مفاجآت بعد أن قضي يومه بين التمشية مع الأصدقاء، والحديث عن "الروم" الذين احتلوا مسجد محمد علي -علي رأي
ابن رفعت-...
تتوالى المشاهد والأحداث المملة بذات الرتابة، بإيقاع بطيء وهادئ بعد يوم مزدحم وليلة -الجمعة 17 أغسطس- لم أستخلص منها سوى 90 دقيقة حاولت فيها إراحة هذا الجسد المتعب، وذاك القلب الذي لا يهدأ، وذينك العقل الذي لا يهدأ -برده! شوف البلاغة-.
تكتمل الحلقات تباعا... "ترن ترن" أحدهم يرن جرس الباب، كانت رنة هادئة خفيفة مهذبة للغاية، حتى أني استبعدت أن يكون
كريم ابن جارنا قد أتى يطلب الملح كرة أخرى... ولكنها -رنة الجرس- كانت أيضا باردة كالثلج، غامضة لا توحي بأن هذا الطارق "من النوع الحلوف"...






افتح الباب! أرى أمامي ثلة من الجنود والعسكر، يتقدمهم من يفوقهم رتبة وخيلاء وحاجات تانية كتير.
لم يكن الأمر بحاجة إلي مزيد من الذكاء، ولم أكن في حاجة إلي مزيد من الوقت كي أفهم ما يدور... إلا أنني بكل سذاجة وبراءة ولا مبالاة، وفي محاولة جادة للاندهاش سألت: مين عالباب؟
هو: الرائد محمد، من أمن الدولة، معانا أمر بتفتيش البيت.
أنا: مش عيب، بس فين التصريح.
هو: التصريح ده تروح تاخده منهم هناك.
أنا: هناك فين؟
هو: في أمن الدولة، ممكن ندخل؟!
أنا: أيوة طبعا، تنوروا! بس فيه ناس نايمة، هأصحيها وبعدين تتفضلوا.
كما هي العادة، كدت أغلق الباب، ولكنه عاجله بقدمه التي حالت دون انغلاق الباب، ويردد في قليل من العنجهية، وكثير من الغرور، ومزيد من الطغيان: الباب ده مش هيتقفل.
أنا: طب بس أصحي الناس.
هو: صحيهم، إحنا واقفين هنا.






تلخصت الحالة الديموغرافية للأسرة في الآتي: مامي -اللي بقول لها أماه- نائمة من فرط الإجهاد والتعب، سوما خارج المنزل، زلازيلو -يعني عمار بس بالزيزا- يستفرج علي التفلزيون، فاطمة وآية ومريم وعلي يلعبون.

بكل بساطة ناديته: عمار، صحي أماه.
يأتي عمار يسبقه صوته الهادئ: هوا مين عالباب؟
أنا: لا مفيش، أمن الدولة، جايين يمسوا علينا.
ازدحمت عدة مشاعر داخله وانعكست علي صفحة وجهه المشرق: أهي الفخر بهذا الموقف الذي لا يتعرض له إلا كل حر وكل شريف، أم تراها الخنقة من هذا القرف، أم عساها لحظة انتظرناها طويلا.
تختفي من علي وجهه شبح ابتسامة يتيمة كادت تصفي عكارة هذا الموقف الذي كان من المفترض أن يكون كئيبا.


تأتي أمي مسرعة وتعلم الخبر...
قشدة عليكمو...
روى الوائد محمد عن زغلول في أمن
سلطة مصر أن الحاج دادي -اللي بقول له أبي- بقى من النوع اللي هو "معتقل سياسي"، وحضراتهم بقى تاعبين نفسهم وجايين يفتشوا الشقة؛ عشان يستأكدوا إن ما فيهاش حاجة تضر بأمن أو سلامة أو حسين أو سعدية الوطن.
من الساعة تمانية ونص وحتي قرابة العاشرة والربع، ونحن ما بين جري وراء هؤلاء المغاوير، وبين المحاولات الغبية لإقناعهم بأن تلك الأشياء ليست ذات أهمية لهم، ولكنك في قرارة نفسك تعلم أكثر من أي أحد -وسبت- أن الهدف ليس مجرد التأكد من أنك لن تضر بسلامة الوطن -ألا هو بالمناسبة مين سلامة ده؟ يكونش قريب الريس من بعيد وإحنا مش واخدين بالنا؟-، الغاية ليست مجرد إزعاجك وانتهاك حقك في بيت آمن، وفي حياة مستقرة، ليس من المناسب أن "يمنحوك" جوا طبيعيا تأمن فيه علي أطفالك من وحشية هؤلاء، وتحمي أرواحهم البريئة من قسوة مشاهدة جثثهم الهامدة تتحرك... ومع كل حركة تستشعر وخز خناجرهم التي تتوالى...
خناجر متواصلة، تقتل في داخلك كل شيء كان له في يوم من الأيام لون أو طعم أو رائحة، ولكنهم يقصدون: ف
القمع في الصغر كالنقش علي الحجر.
تدرك أن الهدف أكبر من مجرد إيلامك، يريدون ما هو أكثر من معاقبتك وكل أهلك علي اختيارك وعلي قرارك الغبي...
الغاية أن يموت الإنسان... أن تفقد كل الأزهار عبيرها، أن تفقد أقواس القزح ألوانها، أن تنسى يداك ملمس الرمال الناعمة التي كنت تخط عليها وجوه من تحب يوما من الأيام، أن تجف عينيك من دمعة رحمة أو حب أو وفاء، أن تيأس روحك من التطلع إلي آفاق أرحب تسع هذا العالم ومن فيه، أن يعجز قلبك عن الشعور بحب أي إنسان في هذا المكان، الغاية أن يضل الحلم طريقه إلي عالم الواقع في فيافي التيه المظلم التي صنعها أولئك الظلمة الظلاميون، فما الظلم إلا ظلمات بعضها فوق بعض.
مرادهم أن تتدنى همتك، فهمتك تهمتك، وحُبُّك دليل الاتهام المحبوك، فحرارة روحك الأبية تؤذي برد قلوبهم...






أقل من ساعتين أو أكثر، ربما، دقائق معدودات...

بس تصدقوا إننا كنا وحشين خالص مالص، يعني جنود مصر البواصل جايين في مهمة قومية من أجل أمن الوطن، ومن أجل تفتيش بيت أحد أخطر المجرمين الذين عرفهم التاريخ: أبويا، أصله للأسف دكتور في الجامعة، وأصله -نتيجة الحظ الأكثر ميلا من برج بيزا- بني آدم حر بيعلم ولاده إزاي يخلوا بلدهم أحسن، إزاي يقدروا يغيروا العالم ده كله، إزاي يحبوا الناس والدنيا اللي عايشين فيها، إزاي إن ليهم صوت لازم يطلع، وعقل لازم يفنكر، وقلب لازم يحب...
تهمة بشعة طعا، بس الأبشع اللي إحنا عملناه معاهم... كفاية يا شيخ إننا استلمناهم -أنا للأسف- تريقة وإفيهات من أول ما دخلوا فيا حبة عيني أعصابهم باظت والمهمة القومية اتهزت، وبعدين غلط شنيع إني أحاول أكلم بتوع القوات الخاصة عن يعني إيه أركان الإسلام وإن هي الأساسات بتاعة البني آدم في حياته، لكن هي مجرد البداية، لإن العمارة لسا ما طلعتش، كده غسيل مخ يا حضرت، وبعدين معاكم بقى: غسيل مخ وغسيل أموال، كده الدنيا بقت ملزقة أوي.
طب بلاش دي، يا عم كفي بكم جرما إنكم جبتوا لهم كانز عشان يشربوا ويظبطوا، ويؤدوا مهمتهم التاريخية التاريخانية البتنجانية علي أكمل وأحسن وأفضل وأشرف وحسين ولطفي وتوفيق ومزروق... والله حرام عليك اللي عملته ده، أصلهم فتحوا الدرج بيتاعي فلقوه مليان
مصاصات تشوبا تشوبس، وشوكولاتة، وشوية حاجات، طبيعي إنك تديلهم منها، بس ما كانش ليها لازم تديهم شوكولاتة باشيونال، عيب يعني.
ثم يا ولد يا عمار يا قليل الرباية، إزاي لما سعادة البيه -خلوها الباشا- يسألك "هو إنت الزلزال المسلم؟" تقوله "مش إنتوا الحكومة عارفين كل حاجة"، ما ترد علي البيه -الباشا يعني- عدل يا أيها القلة.

لأ وإيه، أضحككم، عمو الوائد -المفروض بيقولوا عليه رائد، وهو فعلا رائد: ريادة في الوأد- مامتي كانت بتحكي له إن أنا كان حصلت لي حادثة وكده وبناع ولبان بالنعناع، بس هو كان عارف! لأ وإيه كمان، طلعني أنا وأخويا من الأودة، وقال لمامي -اللي بقوللها أماه- ما هو آت: سيبك من ده كله، حادثة إيه؟! بيني وبينكم كده الحادثة دي إنت عارفة إنها ما حصلتش ولا حاجة، وعبد الرحمن ده مش صغير... وقعد يحكي لها قد إيه انا خطر علي أمن هذا البلد بأفعالي الفظيعة، وأخذ يكلمها عن حاجات المفروض إن أنا اللي بعملها، وماسك إيه وبعمل بيه وشغال فين وأي هتش في أي حتة، قالها حاجات كتير بس هو كان ناقص يقول لها إني أنا المرشد كمان بس مستخبي، عادي يعني هي اللغة العربية أحسن مننا في إيه؟، عندها ضمير مستتر، وإحنا عندنا مرشد مستتر، ومحدش أحسن من حد -ولا سبت حتى-.




وأنا اللي كنت قاعد إمبارح بعمل سيديهات عشان أديهم هدية لدادي -خلاص بقى، ما قلنا أبي- بمناسبة العربية الجديدة، بس أساسا كان فيه مشكلة منهجية: وهي إننا أصلا مش وش عربية، ما نستاهلهاش.
أم هند، إحنا أصلا كنا مسافرين بكرة -اللي هو النهارده 18 أغسطس- الساحل الشمالي، بس يللا خيرها في غيرها... وكمان في هنا بقى مشكلة منطقية: إزاي نبقى إخوان ونصيف في البحر زي بقيت مخاليق ربنا، ده اللي والدك علمهولك يا قليل الحيا! لازم نستضيفكم عندنا نصيف سوا: كلنا مع بعض، وفي مكان ولا أروع: طرة لاند.
بس علي الأقل، أتاحت هذه الحملة القومية لمكافحة محبي البامية باللمون فرصة سعيدة إني أدي لعلي ومريم الهدية بتاعتهم، أصلي كنت فاكرنا في بلد ممكن نصيف فيه، فجبت لأختي الصغيرة مايوه، وحبيت أغير فجب لأخويا الصغطوط -فيه فرق علي فكرة- حاجة مختلفة: مايوه.

في هذه اللحظة التاريخية -منتصف ليلة الجمعة 18 أغسطس-، أبويا في مكان ما من مقرات أمن السلطة -اللي سعات بيدلعوها أمن الدولة- المنتشرة في كل ربوع مصر (المخروسة - المفروسة - المحبوسة) اختر الأصح مما سبق من وجهة نظرك بس أوعي تقول لحد -أو سبت- علي اختيارك، أصلها تبقى وجهة نظر، وبعدين ده تشويه لصورة مصر وإزدراء للبتنجان المخلل والكوسة بقرع العسل: رمزا العدالة في مصر.
مريم وعلي في البانيو بيلعبو ابالمايوهات -أو خدها، مش هتفرق- الجديدة... مامي وزلازيلو وسوما وفطوما وأيوي في انتظار عرض أبي ومثوله أمام العدالة المطلقة ليدفع ثمن ما اقترفته يداه من إصلاح في هذا الوطن... يا إخواننا حد يناد صلاح!

نقفل بإيه؟
عملت كليب صوتي صغير، وفي إنجاز تاريخي غير مسبوق، استركيس صاحبي من المريخ زارني إمبارح وجاب لي معاه هدية: كان مسجل لي كل حاجة حصلت تقريبا، من أول ما وطئت أقدام هؤلاء البؤساء بيتنا الطاهر، وحتى اللحظة التي غادروه فيها.
بس هتلاقوا أجزاء هتحتاجوا تعلوا صوتها عشان كان واطي شويتين، حاولت أعالجه علي قد ما أقدر،
يللا مش مهم!

حاجة أخيرة...
أيها الشعب،
ادعوا لنا... ادعوا لنا بالصبر، ادعوا لنا بالثبات، ادعوا لنا بالرضا، ادعوا لنا إننا نفضل بشر، نفضل نحب بلدنا، ادعوا لنا إننا نعيش ونحيا عشان البلد دي تبقي أحسن، ادعوا لنا إننا نموت عشان البلد دي تبقي أحسن، وأهل البلد دي يبقوا أحسن...





إلي كل عيال العادلي ومبارك، ما عاد لي إشي أجوله غير إن لينا يوم، في الدنيا قبل الآخرة... ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون: اللي هما إنتم منك له له له.

إنسى يا حسني، مش هننسى!
يا حسني، وآل حسني، وعبيد حسني، وقوم حسني، وهامانات حسني:



إنتوا عارفين نهايتكم كويس، وعارفين نهاية الفيلم... شايفين الأرض اللي عايشين عليها دي؟
عمرها طويل قوي! يا ما شافت نفس الفيلم بيتعاد وبيتكركر... الأشخاص بيتغيروا، الأماكن بتتبدل، الأفكار بتتحول، والزمن بيمر...
لكن بتفضل نفس القصة: قصة الخير والشر، قصة الحق والباطل، قصة النور والظلام، قصة الحرية والاستبداد...
ده فيلمنا معاكو الصيف ده، ودي مجرد بداية القصة من تاني... يا مسهل!


Get this widget Share Track details

الخميس، شعبان ٠٣، ١٤٢٨

!Topless



حمدي رزق – المصري اليوم – 14 أغسطس 2008


الليلادي - أقصد- ليلة الأحد، كانت ليلة عمرو الملط - أقصد عمرو دياب - بجد، حوارين جامدين في «الدستور» و«روزاليوسف» عبوة صفحة، جمع عمرو بين الحسنيين، جمع بين من فشل في جمعهما الإنس والجن ونقابة الصحفيين، يستحق جائزة الفنان الجامع، ربنا يهدي النفوس.

في «الدستور» ارتدي عمرو دياب ملابسه الشتوية وزيادة فوق راسه آيس كاب، التلج كان نازل طوال الحوار، زميلتي «دعاء سلطان» كادت تموت من البرد، أعتقد أنها تعاني زكاماً حاداً، قُطعت الحوارات الشتوية في الشهور الصيفية، مالها حوارات بورتو مارينا.

في «روزاليوسف» عاد عمورة لموضة الأكتاف العارية، يبدو أنها أكثر إثارة، كلما تغطت مواطن الفتنة صارت أكثر إلحاحا، عمرو مثل دور رعاة البقر علي زميلتي «مها متبولي» جينز وحزام عريض ولوازم البقر، احتفظ بأكتافه عارية بناء علي طلب الجماهير.

كثيرون يفضلون عمرو بلبوصاً TOPLESS علي طريقة أنريكي أجلاسيوس، علي الأقل عاري الكتفين، لكن لا أظن حد يصدق أن عمرو في عز أغسطس يرتدي آيس كاب وعلي صدره كتابة بالياباني، فاكرنا هنادوه.

نفسي أعرف في أي الصحف يفضل عمرو خلع ملابسه لأحجز نسختي من الآن، وفي أي الصحف يرتديها لأتجنبها، لا أعتقد أن عمرو ضل الطريق إلي الدستور، أراد أن يهديها صوراً شرعية، ولكن بوستراته كلها TOPLESS بأنواعه: عري كامل، نص عري، نص كم، بحمالات، كت، بلبوصة، أعطاهم صوراً بالآيس كاب، وكلها صور، حد واخد باله الدنيا تلج في أغسطس، مثل أكل الآيس كريم في ديسمبر.

لا أعرف ماذا سيرتدي عمرو في حواره المنتظر مع صحيفة «اللواء الإسلامي»، عندي فكرة غلاف لزميلي رئيس التحرير محمد الزرقاني، عمورة يرتدي العباءة الإسلامية TOPLESS ، يمكن يتهدي ويبطل قلع في الشوارع، الواحد مش طايق وبيفكر يقلع.

في «روزاليوسف» قدم عمرو تفسيراً عارياً لصورته العارية علي بوستره العاري، أظنه جديراً بالتسجيل، يقول: «يكفيني أن الصورة عملت ضجة، لأن هناك من يقدم فيلماً مدته ٣ ساعات ولا يصل إلي نتيجة»، طبعاً ياعمورة معاك حق، لقطة أحسن من فيلم، ثانية خلع أبرك من ٣ ساعات تمثيل، لقطة من عمورة بأغنية كاملة من أنريكي، عندك حق لا تهتم بمثل هذه الأمور، ياعم اخلع.

صورة واحدة تكفي، المراهقون يبحثون عن صورة، بعضهم اقتني بوستر الليلادي، علي الأقل متاح ومباح ولن يسألهم أحد عن اقتنائه، العيال خلعت برقع الحياء في الشوارع، المودة TOPLESS .

يكشف عمرو سرًا: «كنت طالع من الجيم وكان معي الكوافير والماكيير والمصور كريم، وهو - أي كريم - فنان وشاطر وحساس ولديه رؤية جديدة، فقلت له إيه رأيك نأخذ بعض الصور بالإضافة إلي صور أخري بطريقة مختلفة، ولكن عندما شاهدت الصور TOPLESS أعجبتني جداً وقلت هي دي».

ربنا يزيدك كمان وكمان، ويفتح عليك كما فتح علي لقمان، كوافير وماكيير وفنان وحساس كل دول في الجيم، والجيم في البيت، وهي دي هي فرحة الدنيا دق ياقلبي غني ياعنيا، الله يرحمك ياعبدالحليم.

(سؤال مهم فات علي الزميلتين «دعاء ومها» متي يخلع عمرو ملابسه، ومتي يرتديها، ومتي يكشف عن صدره المشعر، ومتي يلعب الأكتاف الناعمة، لماذا يخالف مواعيد خلع الملابس الرسمية في أجهزة الدولة وبيخلع في أغسطس؟).

الثلاثاء، شعبان ٠١، ١٤٢٨

الشهر الماثل بالمغفرة





إن كان هناك شهر لا تنتهي نشوته، ولا تنفد بهجته، ولا يبلى الوجد عنده فهو شهر رمضان. إن أيام شهر رمضان ولياليها التي تقدّم لنا بأعذب لغة لُباب وجوهر جميع المواسم والشهور العطرة للسنة وروحها ومعناها الحقيقي، وما يترشح منها من عصارة، تحيط كل لحظة القلوب بعذوبة وسعادة وبهجة لا مثيل لها، وتحتضنها بحنان وشفقة، وتربّت عليها بكل محبة، وتستجيشها بأشواق الحياة.

إن أيام رمضان في كل أرجاء العالم ولا سيما في البلدان الإسلامية وبين المسلمين، وبالأخص في دنيانا وفي جونا وعالمنا تكون مركزاً لكل الاهتمامات، وميداناً لجميع الأذواق الروحية، ومسرحا لجميع العواطف الجياشة، وعمودا حلزونيا من النور للتسامي، وفرصة لتطوير كل الخصائص الإنسانية وتوسعتها وتطوير مزاياها.

إن أيام شهر رمضان الذي يطلع كل نهار فيه وكل ليل بمشاعر مختلفة... إنه أيامه تمس القلوب بروح جديد، وبرفق قبل الرحيل، وتجمع أشتات المجتمع وتلملمها في بوتقة واحدة، وتفتح طريق الجماعة أمام المنـزوين، وتزيل الغربة عن قلوبهم، وتقدم للجميع وليمة فكر ومشاعر مختلفة الأبعاد، وتهيؤهم للحياة من جديد.

يتضمخ كل شيء في شهر رمضان بالعطر والنور... بدءً من الكتابات بين مآذن الجوامع إلى القناديل الموجودة على يمين وعلى يسار الطرق المؤدية إلى المساجد، إلى مصابيح بيوتنا، إلى الطهر البادي في وجوه المؤمنين، إلى النور في القلوب. أما أوقات السحور التي تهبّ عليها نسائم السحر في هذه الأيام التي يسترجع فيها الدين شبابه، والإفطار الذي يكون مظهرا لألطاف سرية... فهي أوقات ذات طعم وذات ضياء خاص ولهجة خاصة تخالط القلوب. ولا يصل إلى مرتبة هذه السعادة سوى العشق الذي يطير بأجنحة أمل الوصال... كأنه كان هناك ستار بين الإنسان وبين شوقه إلى اللانهاية حتى مجيء شهر رمضان، وكأن هذا الستار ينفرج بالصوم. وكأن العشق والشوق اللذين كانا في غفوة في ركن من أركان القلب حتى تلك اللحظة يستيقظان فجأة، ويفوران ويستوليان على كيان الإنسان، وينقلبان إلى رغبة لا تقاوم في الوصال. وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة المقدسة يحاول الإنسان اغتنام التجليات التي تهبّ في أوقات السحر، وتقييم أوقات الصلوات التي هي منافذ تنتظر الإنسان لمشاهدة آفاق وراء أفق الدنيا هذه. وفي صلوات التراويح تفور المشاعر وتتصاعد بالرَّوْح والريحان، وتعبّ الأرواح من النفحات الإلهية كؤوسا بعد كؤوس، فإذا بكل واحد -كل حسب درجته- قد انقلب إلى شخص أخروي، واقترب من طهر الملائكة.

ونظراً لكون شهر رمضان شهر القرآن يجد الإنسان -حتى الذي ابتعد عن القرآن طوال السنة- نفسه الظامئة في الجو النوراني للقرآن... عند ذلك تنهمر عليه المعاني والأسرار القرآنية وألطافها، وتسقي كل وديان نفسه وروحه التي أوشكت أن تجفّ وتيبس، وتقلب عالم قلوبهم من أدناها إلى أقصاها إلى بساتين وحدائق زهور وورود، وتبعث فيهم فرحة الوجود، وتجعلهم يسمعون بالقرآن كل عالم الوجود ويحسون به، فيرتفعون بهذه الأحاسيس والأفكار ويسمون... يحسون بأن الوجود كله والخلق كله يتنفس بالقرآن، فيرتجفون ويرتعشون ويكادون يغيبون عن أنفسهم. وفي أحيان كثيرة تنهمر دموعهم على خدودهم، ويشعرون بأن الستار يرتفع، وأنهم أصبحوا أقرب إلى مولاهم وخالقهم من كل قريب، فيحسون بلذة لا يستطيعون وصفها.

إن فهم المحتويات اللدنية للقرآن لا يتيسر إلا لمن يسمع في القرآن صوت الوجود كله، ويستمع في أعماقه إلى كل موسيقى روح الإنسان من خوف وأمل، ومن حزن وفرح، ومن غم وبهجة. والأرواح السامية المتجاوزة للزمن التي تستمع إلى القرآن وكأنه أنزل عليها تجد فيه لذة فواكه الجنة وألوان وجمال حدائق الفردوس، وأنهار وشلالات سفوح الريّان ومناظرها، فتتوحد وتنساب معها. وأصحاب القلوب الصافية الذين ينكبون على القرآن في الأيام الشفيفة لشهر رمضان، وبمقاييس القلب المملوءة توقيرا واحتراما، وينـزلون إلى أعماقه، يصلون كل لحظة إلى قيمة مختلفة من قيم الآخرة، ويتعرفون في كل آن على بعد آخر من أبعاد البقاء. المادة في فكر هؤلاء وفي حياتهم تكمل ما وراء المادة، ويكون المعنى هو المحتوى الحقيقي للمادة وقيمتها، ويظهر كل شيء بقيمته المتخفية وراء الأستار. ترى في أوجه هؤلاء -لكونهم متهيئين لاستقبال تجليات الأسماء الإلهية وصفاتها- قابلية خفية للحدس، وفهما متميزا وفريدا، ونضجا وكمالا متأتيا من امتزاجه بالقرآن والبكاء عند تلاوته، وارتباطه بالآخرة، وصفاءً وغنى وصدقا وإخلاصا ولطافة مزينة بالأذواق الذهبية للإيمان، وجاذبية وسحرا ومروءة وشهامة. وحتى لو لم ينطق هؤلاء أو يتكلموا فإن هذه المعاني تبدو وتظهر وتطفح على السطح من سلوكهم وتصرفاتهم وأطوارهم ونظراتهم وتنعكس وتجد صداها فيما حواليهم.

لا يوجد شهر آخر مليء بالقرآن، يكون ليله بهذا النور، ونهاره بهذا الضياء المضمخ بعطر القرآن. والإنسان في كل شهر رمضان جديد يرى من جديد نضارة القرآن ونبعه الآتي من وراء السماوات، وما يحويه من زينة المعارف الإلهية، وإشاراته المنبثة في أرجاء الكون وأرجاء المكان. فيفور عنده العشق الإلهي، ويرى ويسمع ويحدس آثاره التي تبرق في وجوه المؤمنين به. أجل!.. ففي شهر رمضان يبرق القرآن ويلتمع في هذه الوجوه المضيئة التي نحتها القدر، وفي هذه العيون التي تبرق بأعمق المعاني المتعلقة بالآخرة. ونرى الجميع رجالا ونساءً... شيوخا وشبابا... فقراء وأغنياء... عامة الناس وخاصتهم ... علماء وأميين... نراهم وقد أخذوا -من ناحية طراز المعيشة والحياة- نصيبهم من هذا الجزء من الشريط الزمني فامتزجوا بشهر رمضان وتشربوه وتنفسوا به.

أجل!.. كل إنسان -حسب قابليته واستعداده- يصعد به إلى بعد آخر، ويتخلص من العديد من الرذائل التي تحط من قيمة الإنسان، ويتطهر من الأدناس والأوساخ المعنوية، ويزداد نورا ويكون أهلا للجنة. إن شهر رمضان بِيُمْنه وبركته غنيّ إلى درجة أن كل من يلتجئ إلى ظله يستفيد من ثروته وغناه، ويستطيع الوصول إلى سلطنة الآخرة شابا كان أم شيخا... مؤمنا قويا كان أم واهنا... ذكيا كان أم أحمق... عاقلا كان أم مجنونا... عارفا بما وراء الأستار أم جاهلا به... مؤهلا كان للعمل أم غير مؤهل... مُوَسْوِساً كان أم مقداما لا يبالي بشيء... مخلوقا لكي يكون حاكما وزعيما، أم مخلوقا تابعا ومحكوما... صامدا كان أمام جميع المصاعب، أم فَرقاً يسقط من أول هزة... متشائما يئنّ طوال حياته أم محتفظا بأمله حتى وهو في جهنم... طُفيْليا كان ومعتمدا على الآخرين طوال عمره أم صاحب إرادة لا يفلّها الحديد أمام جميع المصاعب والهموم... أم إنسانا خطط حياته للأكل والشرب والنوم والراحة والكسل فقط. أجل!.. كل هذه الأصناف المختلفة بعضها عن بعض لا بد أن يستفيدوا من الجو النوراني لشهر رمضان وإن كانت الاستفادة بمقاييس ودرجات مختلفة، ويتغير شيء فيهم كل حسب حاله ويتميزوا، حتى يصلوا إلى حال وإلى مرتبة أخرى.

إن جمال شهر رمضان ونورانيته في العيون المتفتحة لهذا النور، وعظمة معنى الوجود التي يحتويها، تجد صداها السرّي ضمن أطياف معينة وبدرجات مختلفة على هذه المجموعات المختلفة، بروح وطعم وجو ومعنى خاص بهذا الشهر، وتسري في القلوب سريانا لا تستطيع أكثر الرؤوس عنادا أن تقاومه بل تستسلم لـه.

ليالي شهر رمضان التي تلف بأسرارها كل شيء تكون مؤنسة وحلوة، ونهاره الذي يحتضن مشاعر الإنسان وأفكاره بلطف وحلاوة يكون دافئا وحريري الملمس... تكون الصدور المؤمنة فوارة بالمشاعر العميقة... والأصوات الداعية إلى الله تنضح بالحنان... والمعاني التي تعبر عن كل هذا مؤثرة إلى درجة أن الذين يستطيعون فتح صدورهم وقلوبهم لشهر الغفران هذا يبتعدون -ولو بشكل مؤقت- عن القلق والهموم ويشعرون بسعادة الجنة.


الاثنين، رجب ٣٠، ١٤٢٨

هأعتزل وأروح مارينا!

أقولكم إيه ولا بيه ولا سيه ولا زد؟ خلاص هأعتزل!
- هدي نفسك يا ابني مش كده... صحتك بالدنيا.
لأ أنا هادي وكل حاجة في اللذيذ، بس الصراحة سعات الواحد بيقابل ناس المفروض ما يعملش معاهم حاجة غير إنه يسيبهم لربنا، لإن الأشكال اللي زي دي ما تستحقش أصلا إن الواحد -أو حتى الاثنين أو الجمعة- ينزل لأسفل عشانهم.
- فيه إيه بس يا كابتشن... وشوشتني.
لأ ولا حاجة سعادتك...

الحكاية وما فيها إن فيه شوية طلبة، عددهم -الصراحة عددهن- لا يزيد عن أصابع اليد إلا قليلا، طلبة مصريين
فيبساويين، من أكتر من دفعة، بيحبوا مصر، وبيحبوا مصر، وبيحبوا مصر، وبيحبوا مص... إيه ده؟ هوا أن علقت ولا إيه؟!






أم هند...
الطلبة دول كانوا حاسين إنهم لازم يعملوا حاجة عشان بلدهم، عشان العالم يبقى أحسن، مش عارفين هيعملوا إيه، بس متأكدين إنهم هيعملوا حاجة، فقرروا يقعدوا يتكلموا، ويتحاوروا، ويفكروا بصوت عالي إزاي يثقفوا نفسهم والطلبة اللي زيهم، إزاي وعيهم يزيد، إزاي يقدروا يختلفوا ويحترموا بعض، ويفهموا ببعض عشان يعرفوا يعيشوا مع بعض، إزاي نبقى أحرار بجد، مسئولين عن أفعالنا، وإزاي ننهض بأمتنا، ونغير الواقع الواقٍع اللي عايشيه...
لا عيب...
ولا حرام...
-أكيد
بس ممنوع سعادتك!




مستغربين قوي كده؟

سعادتك هوا ده اللي اتقالنا، ومش أي حد كمان، ده سمعناه بوداننا من أحد وكلاء الكلية!

حصلت حوارات وقصص كتير، بس المشهد الأخير يلخص الفيلم بأكمله...


- - - - -


كنا قاعدين في أمان الله، في مخيم اللاجئين في الكلية الفيبساوية -ومخيم اللاجئين لمن لا يعلم هو جزء من الدور الأول والثاني في المبنى الجديد يأوي إليه كل من لا يجد مكانا يجلس فيه في الكلية، مش من كتر الناس القاعدة، لا لا لا، المرحلة دي عديناها من زمان، أصلا مفيش أي كراسي أو حتى شيزلونج عشان التلبة تقعد وتتمجلس عليها-... وبعدين بعد عشر دقائق تقريبا، واحد كده من حرس الكلية العظيم -اللي هو موجود عشان يحافظ علي المباني والمؤسسات التعليمية زي ما بيقولوا- نورنا ووقف جنبنا...
ما علينا، مش فارقة، أصلا كلامنا لو قريته حتحس إنك بتقرا المصري اليوم، عديها يا بيه...
هو بس تقريبا الحيطان اشتكت من صوتنا العالي؛ أصل زي ما إنتوا عارفين تلبة الجامعة صوتهم عالي -عايزين يعملوا "ميوت"-، وزي ما إنتوا عارفين برده الحيتان ليها ودان، يا عيني دماغها صدع من كتر الكلام، ودانها تعبت من الصوت العالي يا حرام.

بعد شوية، لقينا واحد تاني طلع لابس ملكي، قالنا النشاط ممنوع في الصيف ولازم تمشوا!
نحن: بتطردنا يعني من الكلية.
هـو: لأ طبعا، أنا بس بقولك التعليمات.
نحن: طيب، قدامنا خمس عشر دقايق كده وهنطرد نفسنا.
هـو: لأ محدش بيطردكم، بس لازم تمشوا.
نحن: خلاص هنخلص، وهنطرد نفسنا بنفسنا.

الحمد لله الراجل عقل وسابنا...

مفيش، خمس دقايق لقيناه طالع تاني ومعاه واحد كمان...

هـو: ممنوع الاجتماع!
نحن: طب إحنا مش في اجتماع، ده لقاء.
هـو: الدكتور ... بيقول لكم مفيش نشاط أثناء الأجازة!
نحن: طيب، هما خمس دقايق خلاص بنخلص.
هـو: لأ، إما تمشوا دلوقتي، أو حد يروح معايا لدكتور ...

وبعد شد وجذب، وعك هندي ملهوش لازمة، ذهبت معهما للعميد برفقة إحدى الزميلات...




هـي: دكتور، إحنا كنا قاعدين عشان بنظبط حاجات لنشاط.
الوكيل: مفيش أي نشاط أثناء الأجازة، روحوا اقعدوا في بيوتكم.
أنــا: بس مش فاهم، يعني المفروض مفيش نشاط ونقعد في بيوتنا.
الوكيل: أيوة، الكلية فيها صيانة دلوقتي، اقعدوا في بيوتكم، شهر تمانية كله أجازة، بعد تسعة نشاط.
أنــا: فعلا! يعني قبل الدراسة مفيش نشاط، وفي الدراسة نعمل اللي إحنا عايزينه.
الوكيل: أيوة!
أنــا: لأ، كده بقى نغير الخطة، أنا هأروح أقعد في
مارينا.


- - - - -


بصراحة قمة الاستهانة بينا، وقمة الاستحقار للشباب، وقمة الاستحمار للمصريين، قال إيه عشان الكلية فيها صيانة، وإحنا دلوقتي في أجازة، عامل زي اللي راح المسجد لقاه مغلق للصلاة!
الغريب إن الوكيل ده هو نفس الوكيل اللي كان واقف معانا في يوم
نضال الباتون ساليه، ودخل معانا يوميها المدرج وقعد يكلمنا بكل هدوء واحترام ومش عارف إيه، يعني عشان كنا يوميها تلتميت ربعميت واحد يعني! طب مش تقولوا كنا جبنا معانا صعايدة.

آه ياني، بس برده كل ده مش هيأثر علي حبنا، هأفضل
بجبك يا فيبس، بس مؤقتا غالبا هأعتزل شوية، وأروح مارينا -رغم إني مش بحبها- مش عشان أغير جو الكآبة والسخافة والسخامة ده، بس عشان مأبقاش كدبت علي الراجل، وبعدين إحنا اتفقنا نتقابل هناك في "لا بلاج".

بس لما أرجع هيكون لي تصرف تاني!

غالبا هأعمل زي ما
مستر عدولا قال: اتوكل علي الله واشتغل رقاصة!



الأحد، رجب ٢٩، ١٤٢٨

When I need U








When I need you
Just close my eyes and I'm with you
And all that I so want to give you
It's only a heart beat away

When I need love
I hold out my hands and I touch love
I never knew there was so much love
Keeping me warm night and day

Miles and miles of empty space in between us
A telephone can't take the place of your smile
But you know I wont be traveling for ever
It's cold out, but hold out and do like I do

When I need you
Just close my eyes and I'm with you
And all that I so want to give you babe
It's only a heartbeat away

It's not easy when the road is your driver
Honey, that's a heavy load that we bear
But you know I won't be traveling a lifetime
It's cold out but hold out and do like I do
Oh I need you

When I need love
I hold out my hands and I touch love
I never knew there was so much love
Keeping me warm night and day

When I need you
Just close my eyes and I'm with you
And all that I so want to give you
It's only a heart beat away


الخميس، رجب ٢٦، ١٤٢٨

اللي عايز يتسقف -بالثي-... يروح الدورة دي





إزيكم يا بشر...
فيه شيء من بواقي الأسطورة اللي بيسموها "الزمن الجميل"... ما علينا، الشيء ده عندنا في الكلية الفيبساوية، من غير مقدمات كتير: هي دورة فخيمة وجامدة وبنت حلال وحلوة ولذيذة ودمها خفيف، وكمان سنها صغير، لأ لأ ما تخلوش دماغكم تاخدكم لبعيد -!- دي دورة اسمها:


دورة التثقيف الحضاري


مش هاكلمكم عنها كتير ومش هأقولكم عنها غير شوية حاجات صغنطوطة...
- أول حاجة أقولها كفاية الناس اللي نوروا الدورة السنة اللي فاتت، خدوا عنديكم: د. إبراهيم البيومي غانم، د. سيف الدين عبد الفتاح، م. طارق البشري، د. علي جمعة، د. نادية مصطفى، د. هبة رءوف
- رابع حاجة مش مهمة قوي فمش هضيع وقتكم بيها.
- سابع هام هو إن الدورة دي بجد حلوة قوي لو علي الناس اللي بيحاضروا أو علي الناس اللي بنقابلهم ونتعرف عليهم أو علي الجو الجديد اللي مش بنحسه غير فيها.
- ثم إن الدورة دي كانت أول حاجة أعملها في حياتي بعد الحادثة السنة اللي فاتت، كانت أول مرة أخرج من البيت لمكان غير المستشفى أو العيادة أو التمرين، وكنت ماشي ساند علي
الكابتن عمار، بجد كانت دنيا تانية خالص.
- السنة دي يمكن أن نعتبر إن الدورة اتفطمت وكبرت ونضجت بشكل يجعلها


جدول السنة دي




للتكبير


تشتركوا إزاي



روحوا ع

الكلية الفيبساوية، الدور التالت، المبنى القديم، هتلاقوا مكان مهم جدا، وصغير جدا؛ -زي أي حاجة حلوة في بلدنا-، اسمه: "برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات"، "برنامج حوار الحضارات سابقا"... المكان ده من أكتر الأماكن اللي بحبها، وبنسميها في الشلة المويكاوية "المحمية"...
أم هند يعني، هناك كل حاجة، والاشتراك خمسين جندي سعادتك.


إلحقوا اشتركوا



باب الاشتراك مفتوح حتى يوم 14 أغسطس، أو حتى اكتمال العدد المطلوب وهو 100، أيهما أقرب... وطبعا غريب إني أقولكم قبلها بيومين بس، لكن حقكم عليا، أنا الكبير!

لو تروح وتقول مسافر... يا عمرو


عمرو النهاردة سافر خارج مصر المخروسة/ المفروسة... كلمة واحدة هأقولهالك يا قلة: ارجع كويس!

وبهذه المناسبة السعيدة، أحب أسمع الأغنية دي:

الثلاثاء، رجب ٢٤، ١٤٢٨

حلم كسيح منتهي.. برغم كونه ما ابتدا



(1)

قبل البدء.. كلمات.. لم أكتبها أنا.. كتبتها ابنة عمتي.. و لكني أجدها الآن تعبر عما بي كثيرا...
---
كل الأراضي أزهرت.....
إلا أنــــــــــا..
فلقد غرقت ببحر شوق وضنا...
أفنيت صبري في إنتظار وريدةٌ....
تنمو....فأشتم الشذي....
جنَّ الظلام.....
ورأيت برعمها الصغير....
يمد نفسه للمدي....
أدنيت شعلتي كي أراه ميمما....
فاشتبت النيران....بل صارت لظي
ورأيت شيئا من رماد....
شويــــكة....
حلم كسيــــح منتهي....
برغم كونه ما ابتدا.....

-------------------------------
(2)

هو أنا ليه بعاملني كده؟؟


مش عارف فعلا... أنا بعاملني بمنتهي القسوة اللي في الدنيا..

حاسس إني أذيتني جامد... و عاوز أعاقبني...

شايفني بنضارة سودة و زي الزفت... من منظور زي الهباب..

شايف كل حاجة فيا وحشة..

كل الذكريات اللي عندي عن أي حاجة.. هي أسوأ مواقف مرت بي في حياتي..

أسوأ مشاعر.. أسوأ مشاهد...

كل شيء عني.. هو شيء سيء..

يعني.. من الآخر.. في تصوري الحالي لنفسي... أنا شيء يستحق النسف..

و بعدين؟؟؟

مش عارف و الله...

لما بكلم أي حد عني.. بفتكر كل حاجة سلبية..

و لو حد قاللي حاجة واحدة بس كويسة.. و لو بهزار عني ..

بحس بمشاعر كلها غضب و خنقة و ضيق.. مني..

أعمل ايه؟؟

حد يقوللي أعمل ايه بجد في الموضوع ده؟؟؟
---

(3)
كنت مع مجدي من أسبوع.. و الكلمة اللي قعد يكررها خمسميت مرة.. "محدش هيمسح دمعتك إلا انت يا عمرو"... و من وحيها كتبت:

حادث علي طريق الحياة


شيء ممدد فوق هاتيك الطريق..
لوح خشب؟
فليزاح قبل أن يؤذي أحد
اقتربت
ألقيت نظرة
و فجأة..
احتبس النفس
بركة دماء
في وسطها
جسم بشر
ملقي
و لا أحد يبالي ما به
و الكل مر
لم يلتفت
لم ينتظر
بل سار من فوق الكليم المحتضر
أنخت رحلي كي اراه
أتفقد الأحوال، أعرف ما المصير
صاحوا بي
لا تلتفت
هذا طريق حياتنا
من سار فيه فقد نجا
ساءلتهم.. و من سقط؟؟
قالوا : يقوم و ينطلق..
قلت اسمعوا.. صوت الأنين المستعر
قالوا خداع مفتعل..
يرجو به تعطيل من سبق
قم و انطلق
فليس لمثله يمد المدد
ثم ساروا
فتركتهم
و دنوت من ذاك الرجل
الجسم في ألم
و الصوت..
في أنين خافت ..
يصارع الجراح
يحاول النهوض
و لكنه يقع
يعيدها مرة
و لكنه في كل مرة
يقع
"خذ بيدي"
تردد يجتاحني.. لا أدري لمَ
هاك كفي يا أخي..
و تلاقت الكفان
و ارتجف الجسد
ساندته.. لا تأبه لهم
ستعود تسبقهم
ما هكذا يكون الجلد
و حينها... بكي
مازلت أمسك كفه
علا النحيب
قلبي انفطر
حاولت مسح دموعه
لكنه كان مطئطئاً رأسه
فرفعتها
و حينها
أبصرت وجها
لست أخطئ مثله
هذا "أنا"
أنا الكليم المحتضر
و أنا الأنين المستعر
و أنا الفؤاد المنفطر
نفس الملامح
و القواسم
و المعالم
تماسكت للحظة
و مسحت دمعته
فأمسك كفي
و قال
شكرا يا "أنا".
---

يا دابلوناتك يا فيبس


عارفين فيبس طبعا، كليتي اللي بموت فيها، عامة -وساعات خالة- للي لسا ما عرفش، فيبس ده الاسم النيكنيمي بتاع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية... أم هند، ندخل في الموضوع علي طول:
لإن أكتر من حد -وسبت كمان- سألني عن الدبلومات اللي فيبس بتقدمها، قلت أكتبها هنا عشان يكون الموضوع أسهل...



دبلومات 2007-2008



قسم الاقتصاد:
- تقويم المشروعات ودراسات الجدوى.
- تحليل سوق الأوراق المالية.

قسم الإحصاء:
- قياس الرأي العام.

قسم العلوم السياسية:
- الدراسات البرلمانية.
- دراسات إسرائيلية.
- المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
- المفاوضات الدولية.

قسم الإدارة العامة:
- إدارة المنظمات غير الحكومية.



أوراق التقديم



- أصل شهادة الميلاد.
- أصل المؤهل [أي بكالوريوس أو ليسانس].
- الموقف من التجنيد.
- [4] صور.



مواعيد التقديم



أي يوم من أيام الأسبوع من الأحد إلي الأربعاء، من الساعة 9-12 ظهرا، وينتهي التقديم 31 أغسطس.



كام لحلوح؟



الاقتصاد: 1207، العلوم السياسية: 1407.



مواعيد الدراسة



- يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع [حسب الجدول].
- المحاضرات تكون من 3-9.
- تبدأ الدراسة أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر.
- الدراسة علي فصلين -ترمين يعني-.
- فيه امتحانين، الأول في يناير، والتاني في مايو.




يللا الحقوا!

الأحد، رجب ٢٢، ١٤٢٨

البقية في حياتكم...!


لا أستطيع أن أمنع نفسي من الكتابة
والطرقعة، ولو اجتهدت... هذه هي الحقيقة؛ فالكتابة لي كالسمك للماء، قصدي يعني كالماء للسمك!




ما علينا...
الأسبوع اللي فات كنت في بلدنا... في بلدنا بجد، خال مامي -اللي بقول لها أماه- توفي -ربنا يرحمه-. وبلدنا دي بقى مش مركز من مراكز الأقاليم، لأ سعادتك دي قرية من آلاف القرى المصرية المتنطورة علي جانبي نهر النيل -اللي بيدلعوه ساعات ويقولوله خالد أو محسن-.
أم هند يعني، بِعَضّ الجزر عن أيتها حاجة، فيه كام إشي علقوا ببالي ولازم أحكي هادولا المشاهد.

[ 1 ]




الناس تعبااااانة قوي!
تقريبا يا جماعة المصريين بقوا مجرد "حاجات" كده بتتحرك، محض هياكل عظمية تسير بحكم القدر ربما، بصوا علي المصريين!
عيونهم مكسورة... ضهورهم محنية... خطوتهم تقيلة كإنهم مش عايزين يخطوها؛ طبيعي! كل خطوة جديدة مش معناها غير مصيبة أو كارثة.

رجالة مصر مش هما "مصيلحي" اللي يطلع في إعلانات الضرائب... ستات مصر مش "ريهام" اللي بتطلع في إعلانات إيديال... ولاد مصر مش هما العيال الروشة اللي بتطلع في إعلانات اتصالات... بنات مصر مش هما خالص البناتيت اللي فاكرين نفسهم حلوين وقاعدين علي "لا بلاج".

المصريين تعبانيين بجد!

لو عايز/ ة تعرف/ ي المصريين بحق وحقيقي... اقفل/ ي التكييف وانزل/ ي!
اركبوا أول أوتوبيس يقابلكم... أو اقفوا قدام أي فرن عيش تلاقوه... أو خدوا دوركم في طابور جمعية... ولمحبي كرة القدم روحوا التالتة في أي ماتش أهلي وزمالك...
هناك تلاقوا المصريين.


[ 2 ]




كان لطشيف قوي منظر شوية "بني آدمين" قاعدين في العزاء، وعمنا المقرئ قاعد مديها، وهما قالبينها قهوة: كلام ما بيخلصشي، وسيجارة ورا سيجارة... كان ناقص بس تاخدهم الجلالة وحد فيهم يصحي من العك اللي هما كانوا قاعدين بيعكوه ويقول: واحدة تفاح هنا!



[ 3 ]



محشي ورق عنب... محشي كرنب... محشي باذنجان... رز معمر... رقاق... لحمة... فراخ... سلطة... مخلل...

لأ فضيلتك، اللي فات ده مش فقرة مالهاش لازمة في برنامج صحتك بالدنيا، ده اللي كان محطوط قدامنا علي السفرة!
- واحدة واحدة يا عم إنت... هو فيه إيه!
حاضر يا كباشن، أجيب لكم القصة من أولها...

لمن لا يعرف، تقضي عادات وتقاليد أهل مصر الطيبين بإنه لما تكون فيه حالة وفاة في أسرة معينة أن تقوم باقي أسر العائلة أو الجيران بعمل أكل؛ عشان الناس اللي جايين العزاء ياكلوا!

الحقيقة أنا في البداية كنت متضايق شوية؛ فرغم احترامي لهذا المبدأ الكريم الخلوق، بس ما كنتش فاهم برده ليه كل الأكل ده يتعمل؟!
باليل فهمت، أتاري الناس اللي عملت الأكل ما كانتش عاملاه عشان العزاء ولا حاجة، دول كانوا عاملينه عشان كان فيه خطوبة في العيلة ليلتها، يللا خير، علي رأي المثل: تبقى في بق أحمد، وتتقسم للحج أحمد.
كل ده كويس، بس هو ليه كل حاجة في مصر مرتبطة بالأكل، عيل اتولد... ناكل، حد مات... ناكل برده، العيد فرحة... كل كمان، شم النسيم... الفسيخ كله، المولد... ما يضرش، ده حتى عاشوراء ومن أيام الفاطميين بياكلوا فيها برده... هو فيه إيه!