عن الحضارات و القيم... من سنن النهوض و السقوط
"الزنا مش ذنب حضاري؟!".. هذا ما قاله لي ذات مرة إبراهيم الهضيبي ، فنظرت إليه مستفسرا، منتظرا أن يكمل طرقعته العبقرية؟! – مش تريقة فعلا، كنت مستني أسمع، لأنها فعلا كانت حاجة جديدة و أول مرة أسمعها، و أنا بحب جدا أفكر في الحاجات الغريبة دي ، المهم... – استكمل إبراهيم، قائلا أن هناك ذنوبا تؤدي بالحضارة إلي الانهيار ... بينما هناك ذنوبا لا تعد كذلك، و منها الزنا... و الدليل علي ذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية ينتشر فيها الزنا ، و رغم هذا لم تنهار...!(طبعا هو كلام إبراهيم كان أعمق و معلل أكتر، بس يعني هي دي الفكرة العامة، بس عشان الموضوع فات عليه أكتر من شهرين فمش فاكر قوي).
تركت إبراهيم قائلا... علي التفكير، لا أستطيع أن أحسم رأيي بهذه السرعة... و لكني لا أستطيع الموافقة...!
,و لقد فكرت و قررت... أني لا أتفق معك يا إبراهيم، فالزنا ذنب حضاري... و إذا ما تفشي في مجتمع فستنهار حضارته... لماذا أقول ذلك، و كيف توصلت لتلكم النتيجة الحاسمة؟ ده بقي اللي أنا جي أقولهولكم... بعد أن تعرضت لأكثر من موقف استشهدت فيهم بالفكرة الأساسية التي بنيت عليها رأيي بخصوص ما قاله إبراهيم، مما أشعرني بأهمية تدوينها حتي يتسني تطويرها و مناقشتها... و يمكن كمان إبراهيم يقتنع:)
مدخل للفهم... عن إنسانية الحضارة
من المعلوم أن الحضارات لها شروط داعمة، و مكونات لازمة، و سنن حاكمة للصعود و الهبوط، و كذلك للاستقرار و الاستمرار.
--
لست بصدد التحليل هنا للظاهرة الحضارية برمتها، و لكني فقط ألقي الضوء علي المفاتيح الأساسية، التي نستطيع بها أن نفهم لماذا الزنا هو ذنب حضاري.
--
الحضارة من الحضور، و الحضور هو حضور إنساني في المقام الأول، ليتفاعل من ثم مع باقي المكونات الحضارية، منتجا لتلك المنظومة الإنسانية الرائعة المسماة بالحضارة. و لهذا فالحضارة ينبغي النظر فيها علي أنها ظاهرة إنسانية، تسري عليها كثير من القواعد و القوانين الحاكمة في عالم الإنسان، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الهامة التي ستطرأ علي بعض تلكم القواعد و القوانين جراء تفاعل عالم الإنسان مع العوالم الأخري (عالمي الأفكار و الأشياء بالأساس).
الإنسان و القيم
و من القوانين الهامة الحاكمة في حياة الإنسان... هي وجوب ضبط التعاملات الإنسانية بضوابط مشتركة، تعرف و تحدد و تميز الصواب من الخطأ، و تلك الضوابط العامة، هي ما نستشعره في معاني "القيم"، فالقيمة في النهاية هي كل ما يقبل التقييم المادي أو المعنوي، و بذلك، نتجت القيم التي لا تنفصل عن الحياة السوية للإنسان... كالصدق و العدل و الحرية و المساواة...الخ.و لا يمكن أن يفهم كيف للإنسان أن يعيش بعيدا عن هذه القيم دون أن ينهار، و ينهار تكوينه الذاتي ، و الاجتماعي... و بالتالي يفقد الإنسان إنسانيته.. فهو لا شيء.
و إننا لنجد الإسلام في أكثر من موضع يحث علي الالتزام بالقيم المنتجة للآداب العامة، كالصدق و الوفاء و...، و الأمثلة علي ذلك كثير، يكفي أن سورة كاملة نزلت باسم (المطففين) يتوعد الله تبارك و تعالي في مطلعها "ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون، و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون...".فإذا رأينا هذا التهديد الشديد لمن خرق قيما و آدابا خاصة بالتجارة، حيث التعاملات المادية المالية بين البشر، فمابالنا إذا كان ذلك التعامل هو تعامل في الأعراض؟!
الزنا... بين القيم النقية و المشوهة
لقد وضع الإسلام قيما تحكم، و أدابا تلتزم، في مجال التعامل في الأعراض، فحدد العلاقة الشرعية بضوابط معينة، و هي الزواج، و فيما عدا ذلك – باستثناء ملك اليمين و هو شيء تاريخي مضي بزوال العلة – فهو من "الزنا" الذي كان فاحشة و مقتا و ساء سبيلا.
و المتأمل لعقوبة الزنا في التشريع الإسلامي، يجدها مغلظة، و قد يعجب المرء... كيف يكون ذنبا فرديا، و تكون قوبته بتلك القسوة؟! لأنه في الحقيقة ليس ذنبا عاديا... فالزنا يمثل انهيار كامل لمنظومة قيمية هامة، فالزنا فيه استهانة بالشرف، و استهتار بالصدق، و تناسيا للوفاء، و ازدراءا للمروءة و ... و الكثير من القيم التي تعد جريمة الزنا هدرا لها.
و لذلك، فانتشار الزنا في مجتمع ما، ينذر بانهيار المجتمع، فكما أنه ليس للإنسان أن يعيش بلا قيم دون أن ينهار، فإنه ليس لمجتمع أن يحيا بلا قيم، فهو إلي انهيار لا محالة.
و أما التحجج بأن أمريكا ينتشر بها الزنا و لم تنهر بعد، فهو غير صحيح. فما يحدث في أمريكا الآن هو تشوه في الضوابط الحاكمة، و بالتالي تشوه في الصورة الصحيحة لتطبيق القيم، فبدلا من أن يكون الزواج فقط هو الشكل الشرعي الوحيد للعلاقة ، إذا بنا نري شكلا آخر و هو باتخاذ "صديق من الجنس الآخر"، و مهما اختلفنا مع ذلك، و قلنا بأنه يمثل تشوها كبيرا في الضوابط الحاكمة، إلا أن المجتمع أعطي ذلك شرعية، و أخضعها لنفس القيم التي يخضع لها الزواج، من شرف و وفاء و إخلاص و غيرة و ...الخ. و ما زال المجتمع الأمريكي ينظر لأي علاقة خارج هذا الإطار علي أنها جريمة أخلاقية و مجتمعية و إن سموها باسم آخر غير الزنا و هو "الخيانة/ الغش".
و مما سبق يتضح أن القيم هي مكون ملازم للإنسان، و بالتالي للحضارة الإنسانية، و غيابها يعني إنهيار الحضارة، و من ثم فالزنا - باعتباره رمزا لتفشي عللا قيمية خطيرة في المجتمع – هو ذنب حضاري، إذا ما انتشر في مجتمع فإنه ينهار حضاريا. مع الأخذ في الاعتبار أن مجتمعات أخري قد تشوه فيها الأنساق التعاملية للقيم، و لكن تبقي القيم موجودة و لها احترامها في المجتمع ما دام المجتمع "حيا"، و لكن إذا ما حدث و استمرأ مجتمع ما ارتكاب جريمة قيمية معينة، فاعلم أنه إلي انهيار حتمي...!
و ختاما...
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر... ضاع قوم ليس يدرون الخبر
هناك ١٤ تعليقًا:
أنا المفروض آخد فى الموضوع ده وقت أنا كمان
بس مبدأياً
أنا شايف أن مفيش تعارض بين كلامك وكلام إبراهيم (مع أنك قولت مختصر كلامه)
لأنك فى الآخر قولت
باعتباره رمزا لتفشي عللا قيمية خطيرة في المجتمع هو ذنب حضاري
طيب لو كان زنا من غير ما يكون فى تفشى العلل القيمية
أصل التعفف عن الزنا مش قيمة بحد ذاتها
لكن اللى بياخده الزنا فى سكته من قيم هو اللى ذنب حضارى
مش الزنا بحد ذاته
لكن بقى فى التشريع الإسلامى
الزنا ذنب تشريعى
فلو كان التشريع بإباحة الزنا لكان لم يكن ذنباً
لكن فى الأصل فى الزنا واللى فى أمريكا كمان أنه لازم ياخد فى سكته القيم واحدة واحدة
يعنى فرق فى أمريكا بين الزوج وخيانته
وبين الفرندز وخيانتهم
فلا يزال الزواج أمر قائم
ده غير عافانا الله العلاقات الشاذة
إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً
بس صحيح الصورة ديه عجبتنى :-)
هناك أمران أحب أن أعلق عليهم يا طموح:
الأول أن الاستشهاد بحالة في العلوم الاجتماعية للتعميم على ظاهرة هو عيب شديد يخرجك من العلم إلى الفلسفة..وأعتقد أنك تفهمني
الثاني يا جميل أن المجتمع الأمريكي به خاصية تجعله مستمر وبقوة وهو أنه يتغيير بسرعة ، ومن أهم ما رصد في هذا الصدد ظهور الحزام الأوسط المحافظ، أو ما يطلق عليه مناطق المحافظين الجدد..
وفيه تحتفظ الفتاة بعذريتها حتى الزواج والمدارس غير مخطلطة ... إلخ.
فأرجوا مراجعة الوضع الأمريكي بصورة علمية قبل أن نحكم عليه من الأفلام...؟؟؟
وأما موضوعك أنت وإبراهيم
فالمسألة في رأيي أعقد من ذلك بكثير ، فانهيار الحضارات كما أعتقد لا تقف بالأساس على قيمة معينة تضيع
ولكن إلى تراكب كمي وكيفي لضياع مجموعة من القيم.
قد يكون منها عدم احترام الانسان ولو في صورة استباحته للمتعة بلا ثمن اجتماعي في صورة رابط الزواج..
وقد أتناقش معك في هذا الموضوع بصورة أعمق
لكن أنا معجب بأسلوبك كثيراً
أخوك أبو الفضل الكبير
يا حاج عبدو
التدوينة رائعة وعميقة، والمهم هو أن نفكر ونحلل في هذا الأمر، حتى لو اختلفنا في النتائج
بس احنا الحقيقة من مختلفين كتير
خليني أقول كلامي بطريقة أوضح شوية
هل هناك فارق بين ذنب الزنا، وبين ذنب الجهر بالزنا؟
طبعا
فالذنب الأول لا يعاقب عليه إلا الله عز وجل
والذنب الثاني تعاقب عليه الدولة
يعني من الآخر: اللي يقفل على نفسه باب بيته ويشرب أو يزني أو يولع في نفسه بجاز هو حر، محدش يقدر يعاقبه، حسابه عند ربنا
بس اللي يخرج بالزنا للطريق العام (على نحو يمكن معه وجود 4 شهود، ولك أن تتخيل وجود 4 شهود في زنا) دا بيتعدى على قيم المجتمع، وبينشر الفساد، فله من العقاب في الدنيا بقة لأنه تعدى على قيم المجتمع
دي بس كانت نقطة للتوضيح
موضوع بقة ذنب حضاري ولا لأ دا موضوع آخر
طبعا الزنا ذنب كبير، ربنا مش بس حذر منه، حذر من الاقتراب منه، فلم يقل لا تزنوا وإنما قال ولا تقربوا الزنا
وهو يهوي بالإنسان بلا شك
بس ممكن بيقى في مجتمع في ناس بيزنوا ومع ذلك المجتمع في مجمله قوي وأخلاقي وينهض وكل ده
ولكن الظلم مثلا: مش ممكن يكون في مجتمع يسكت عن الظلم وينهض
مش عارف فكرتي واضحة ولا لأ
ما أريد قوله هو أن ذنب كالزنا هو ذنب يتعلق أساسا بالأفراد، يعني ممكن يبقى في واحد بيتنيل يزني ولا يؤثر ذلك بالضرورة على حال المجتمع
ولكن مش ممكن يبقى في ظلم من ذون أن يؤثر ذلك على المجتمع
عموما أنا كاتب حاجة عن الموضوع ده هانشرها قريب إن شاء الله، وهابعاتهالك على طول، بس تجنبت فيها موضوع الزنا وتحدثت عن ذنوب أخرى لأن الزنا في أبعاد كثيرة غير التي تحدثت عنها تجعل دراسة تأثيره على المجتمع أكثر تعقيدا
أنا بس اللي كان أثار الفكرة دي في دماغي لما كنت بتكلم معاك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:إنما أهلك من كان قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم القوي تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد
فكرة الظلم وتأثيره على المجتمع اللي أصبحنا نتجاهلها ونقدم عليها قضايا اللحية والنقاب الخلافية، وقضايا قيام الليل وورد القرآن اللي أكيد مهمة بس في الآخر لا تكفي لقيام أمة، والحجاب اللي أكيد فرض بس مش الفرض الوحيد لدرجة إن الحطاب الإسلامي الموجه للمرأة كله بيدور حول الحجاب وبيخاطب المرأة كجسد، وهو جزء من الحقيقة ولكنه ينسى أجزاء أخرى مثل أن هناك عقل وقلب وروح، وهناك أدوارا اجتماعية ودعوية وثقافية وحضارية
الآية اللي حضرتك استخدمتها من سورة المطففين نفس الأمر: الغش ذنب حضاري، لأنه لا يؤثر فقط على من يقوم به، ولكنه يضر بالأساس من لا يقوم به بل يتعرض له
هو ذنب يتعدى ضرره الفرد الذي يقوم به
وبالتالي يؤثر على الأمة
وبصراحة موضوع استبدال الزواج بالعلاقات الأخرى الخارجة عن إطاره في المجتمع الأمريكي محتاجة تفكير في تأثيرها، ولكت بشكل مبدئي أرفض هذه المقارنة، لأنها تقضي على قيمة الزواج في الإسلام وتختزله في علاقة جنسية لا تترتب عليها أية مسؤوليات، والأخطر أنها تشرعن هذه العلاقة
يعني لا يمكن أن تكون هناك مقاربة بين هذا الأمر وبين "وجعل منها زةجها ليسكن إليها" أو "وجعل بينكم مودة ورحمة" فاهم قصدي؟
شكل الأسرة في الإسلام يختلف تماما عن هذا الموجود في الغرب، فلسفيا على الأقل
فالمقصود في الغرب بهذا الشكل الذي تتحدث عنه وما به من زنا هو الاستمتاع، ومن ثم أوجدت له هذه الالية
في حين أن المقصود بالأسرة في الإسلام الإعمار والاستخلاف
وهذا يجرنا إلى ما قلته عن تعقيدات الزنا التي جعلنتي لا أدخله في مقالي
وإن كنت أظن (مش متأكد أوي يعني) أو وجود الزنا أقل خطرا على المجتمع (لا على الزاني والزانية) من غياب العدل، والتزوير، والتعذيب، والتدليس..إلخ
وسلام يا عبدو
بصل خير
-عامة –أو خالة حتى
!سيبوني أفنكر سوية
وحمد الله عالسلامة
يا ناسييييينااااا
طيب... ناخد التعليقات كده واحد واحد...
محمود باشا ابن أخ
شوف... المقصود من كلامي... هو إن في طرف الخيط... اللي هو الزنا... بس الزنا ده لما ينتشر... ده مش معناه إنها بقيت عادة الناس اعتادتها، و إنما يجب أن نعي جيدا أن هذا مؤشر هام لانهيار المنظومة القيمية و الأخلاقية داخل هذا المجتمع...
و بالتالي فليس من الممكن أن نتصور تفشي الزنا بدون انهيار القيم... و التعفف يا سيدي أيضا بالمثل هو فعل نهائي ينبني في الأساس علي نموذج معن له نسق قيمي معين...
تمام كده... فالزنا مش بياخد في سكته... الزنامجرد مردود لانهيار تلك القيم...
الزنا ذنب تشريعي و شخصي و مجتمعي و قيمي و حضاري...
و معاك في حكاية إن في فرق بين خرق ميثاق الزواج في أمريكا، و خرق ميثاق الصداقة... و لو إن فيها كلام... بس ما علينا...
--
و يا باشا الصورة جامدة... اتفضل... و ابقي ظبطنا برضه:)
البقية تأتي.. بس مش دلوقتي... تصبحوا علي خييييييييييير
عموما الموضوع رائع يا عمرو
ولكننى أختلف معك
وسأناقشك فى ذلك عندما نلتقى
كنت سأرد هنا ولكننى للأسف مشغول
وعموما سأحاول الرد هنا ليتعرف حتى الاخرون على وجهة نظر أخرى
دمت فى طاعة
التعليق اللي عليه الدور ...
أستاذنا أبو الفضل باشا الكبييير... بداية... منور المدونة يا عمنا...
1-هو الأول أنا مش فاهم قوي الحتة بتاعة (الاستشهاد بحالة في العلوم الاجتماعية للتعميم على ظاهرة هو عيب شديد يخرجك من العلم إلى الفلسفة..)
يعني ممكن أكون لاقيلها أكتر من تفسير... و أكتر من فهم... بس برضه، مش متفق مع المعاني اللي في دماغي... فأرجو التوضيح...
2-و طبعا احنا متفقين في مسألة المجتمع الأمريكي دي، و إنه مجتمع متشتت و لا يمكن التعميم عليه بأي حال من الأحوال... بس برضه هو الكلام اللي اتقال ده مش كلام أفلام... هو كلام واقع... و نقدر نقول إن النوعيات دي موجودة و دي موجودة... بس الأغلب و الذي تغذيه الثقافات المنفتحة بدعاوي الحرية الفردية... هو النموذج المتسيب لا المحافظ... أو هكذا أري الوضع
3- بخصوص سقوط الحضارات.. الحقيقة نقطة رائعة ، و يمكن بتغيب عننا ساعات، إن الظواهر الإنسانية لا يمكن تفسيها بسبب واحد و إلا كان تبسيطا مخلا، نظرا لأن الإنسان في ذاته معقد و مركب بما لا يسمح بتفسير سلوكه بمسبب واحد فقط.
ختاما... يا باشا نتناقش دلوقتي و بعدين و في كل وقت... بس أهم حاجة تدعيلي أخرج من الأزمة المتأزمة اللي انا فيها دي في هذا الوقت العصيب من التيرم...
هيما باشا من بني الهضيبي...
سؤال بس كده في الاول... هو مين عبدو ده؟؟؟
هو آه أنا و عبدو واحد بس مش لدرجة إنك لما تيجي تنده لواحد تنده للتاني... يعني روحيا إحنا واحد، بس ماديا إحنا اتنين... دي برضه كانت حاجة بس كده للتوضيح
و بعدين ايه يا مولانا كل ده... مكنتش متوقع إنك ترد أصلا، ده فضللا عن إنك تكتب عريضة تعليقية:)
طيب شوف يا سيدي هعقب علي كلامك في نقاط.. علشان ماتهوش...
أولا.. هو أنا موافق فعلا إننا مش مختلفين كتير... و حتي لو مختلفين مش هتفرق في حاجة يعني:)))
ثانيا.. بخصوص الفرق بين الزنا و الجهر به... بالتأكيد الذنب له عقوبة، و الجهر به عقوبته أشد لأن الأخير يدعو لفعله القبيح و ينشره بين الناس بالقدوة... زي بالظبط الدعوة بالقضوة كده، بس في اتجاه سلبي... و لكن... هذا لا يقلل من آثار الذنب في ذاته... فما أقوله هوأن الزنا - كما قلت في تعليقي علي كلام ابن أخ - مجرد طرف للخيط... يعني هو الجزء الظاهر من جبل الجليد... و ما تحته و ما أنتجه هو منظومة متكاملة من القيم السلبية و قيم مشوهة، و يمكن كمان لاقيم... و بالتالي فهذا الذي يزني - عامدا متعمدا قاصدا و مرتبا - هو في الحقيقة إنسان قيمه فاسدة، و بالتالي أخلاقه ليست سليمة، و تعاملاته كلها تتأثر بمنظومته القيمية الفاسدة.. و بالتالي فهو يؤثر علي المجتمع بالتأكيد...
ثالثا... نقطتك عن الزواج في الإسلام و العلاقات الأخري في أمريكا جيدة جدا، و نا أؤيد هذا الطرح بالتأكيد، و لكن ما كنت أقصده فقط هنا هو أن العلاقات الخلية هناك محكومة بقيم أيضا، و إن كانت تنتقص من قدر العلاقة بين الرجل و المرأة، و تسطحها، و تذهب برسالية الكيان الإنساني الأسري، و هذه كلها بالتأكيد من المخاطر الرهيبة لمثل هذا الخلل في أي مجتم...
رابعا... عن الظلم و الفساد و التدليس و ...الخ ، و الله يابني كلامك صح، الحاجات دي خطر جدا علي أي مجتمع، و يمكن خطورتها تتجاوز خطورة انتشار الزنا، بس حاسس إنها - زي ما عمو أبو الفضل الكبير قال - بتتراكب و تتكامل لتهيء الوضع لسقوط المجتمع/الحضارة...
و ختاما... بخصوص بس موضوع الظلم.. ماهو ابن خلدون - رحمه الله - قال كده... (الظلم مؤذن بخراب العمران)... هو الظلم فعلا مؤذن بخراب العمران و البنيان و الإنسان، و كل شيء في الحياة.. و كما قال القائل العظيم... قولوا يا ناس لراس الدولة... عمر الظلم ما قوم دولة
دمت يا سيدي، و مستني موضوعك العبقري... اللي انت بتقول عليه
محمود من بني عاطف، و عبدو بن خلدون...
يللا يابني انت و هو كل واحد يدلي بدلوه... انتو هتعملولي فيها عالم مهمة و مش فاضية وللا إيه..
ده إيه الناس دي
يا أخونا سلام عليكم
المشكلة ببساطة إن احنا شايفيين حضارة قوية للغاية فيبدأ عندنا اختلال بعض المفاهيم وتغيرها ومحاولة تطويعها لتناسب واقع الحضارة الجديدة وهو ما حدث مع الماركسية سابقا من ظهور مفاهيم الاشتراكية الاسلامية وغيرها
ويحدث الان مع الحضارة الغربية للاسف الشديد
والاسلام كحضارة جاء ليتمم مكارم الاخلاق ومن هذا المنطلق يبدأ فى التحرك نحو عمارة الدنيا
فنحن لا نريد أن نبنى مجرد حضارة لا قطعا
ولكننا نريد ان نبنى حضارة اسلامية
الاسلام واضح جدا فقد أفرد للجهاد الكثير من التشجيع والحث ولا يستطيع أحد ان يبطل هذه الفريضة
وجاء الإسلام بمنظومة اخلاقية تنظم العلاقة الجنسية فى المجتمع وحرم الزنا تحريما قطعيا وجعل جريمة الزنا كجريمة الخيانة العظمى
يا أخوة الزنا فاحشة حضارية وليست مجرد ذنب حضارى
هذا والله أعلى وأعلم
عبدالرحمن رشوان
ماشى يا باشا
أنا هادلى بدلوى بس خايف المدونة تغرق
المهم
بص يا سيدى لازم نسأل سؤال مهم يا عمرو
هل الزنا نتيجة لأسباب أعمق وأبلغ أثرا على المجتمع ، أم هو سبب فى حد ذاته كفيل بسقوط أى حضارة ؟
فى رأيى أن الزنا كغيره من كافة القيم السلبية والانسحابية فى المجتمع هو نتاج مسبب اخر أكثر ضررا وأكبر إثما...الاستبداد ياعمرو
الاستبداد هو الشرارة الأولى والتى بانطلاقها نتأكد أن أى مجتمع إلى انهيار حتمى وسقوط بشع
كما ذكرت فإن ابن خلدون ذكر فى مقدمته فصل فى " أن الظلم مؤذن بخراب العمران " والكواكبى قال " الاستبدا أصل الداء " وخير من هذا وقبله قول ربنا فى محكم التنزيل " وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا "
كما ترى ، صور الهلاك وتداعيات الظلم لم تذكرها الاية فالهلاك قد يكون قيمى أخلاقى أو معاملاتى
على هذا فالزنا وحده ليس كفيلا بإسقاط أى حضارة ولكن انتشاره واستمرائه هو الكفيل بعملية الإسقاط...لم ؟ لأن استمرائه معناه أننا فى مرحلة متراتبة لتفشى عللى مجتمعية مبدأها فى نظرى ومنشأها هو الاستبداد
نقطة أخيرة
الزنا فى نظرى مهما كان فاحشا وإثمه عظيما إلا أنه يبقى محدود التأثير على المجتمع ككل وليس كباقى القيم الإنسانية العامة كالعدل والوفاء والحرية الخ... والقران أيضا يوضح لنا فرقا هاما بين عقوبة انتهاك القيم سالفة الذكر وبين غيرها كالزنا والسرقة مثلا فهاتين الأخيرتين وما شابههما حدد لهما الشرع عقوبة معينة - ولو كانت مغلظة - تردع صاحبها لأنه المعنى الأول بما فعل ، أما القيم العامة فإننا نلحظ شيئا غريبا وهو أن الشرع لم يحدد لها عقوبة رادعة - فى الدنيا - رغم أن انتهاكها أكثر ضررا على المجتمعات ولأذكر مثالك عن المطففين ، الله وعدهم بالويل - فى الاخرة طبعا دون الدنيا - ولم يردعهم فى الدنيا رغم عظم الضرر الواقع منهم على أنفسهم وعلى مجتمعهم
أليس ذلك مما يستدعى الدهشة والاستغراب والتفرقة كذلك ؟!
أرجو أن تكون وجهة نظرى واضحة
دمت فى طاعة
عبد الرحمن من بني رشوان...
كلام جيد، و هو مرتبط نوعا ما بمقولة ابن خلدون إن المغلوب مولع بتقليد الغالب... و هي دي سنة كونية فعلا
و النموذج الحضاري الإسلامي مختلف أكيد،بس ما هي الثوابت فيه و ما هي التغيرات؟ بس سؤال نطلي دلوقتي فقلت أقوله هنا...
محمود من بني عاطف...
غرقتلنا الدنيا الله يسامحك:)))))
بس بجد كلامك ابن حلال... يعني حاسس إنه بيجمع بين كلامي و كلام إبراهيم و كلام كتير من اللي اتقال...
و النقطة اأخيرة مهمة قوي... يا تري ليه ربنا قال علي دول، و سكت عن دول في الدنيا؟؟؟
salamu 3alaykom,
el 7adara ka2ema b shakl 2asasi 3ala el ensan, el ensan bshakl 3am men ro7 w gasad, ALLAH(swt) 7at kawa3ed mo3ayana 3lashan te7afez 3ala fetret el insan,
law gena netkalim 3an el zena, el zena tab3an garima 3lashan awalan 7aram w 3'ear kida ennaha btogared el insan men 7agat kteer el mafrood teb2a fih, zay el 7aya2 , el na5wa.....etc, mesh ha2ool el sed2 wel kalam dah 3lashan fil belad el 2agnabeya bye3milo kida 3alanan w b2ezn 2ahlohom 3adi
el zena tab3an zanb mesh 7adary, 3lashan howa shakl men ashkal el fasad,
w ba3dean 3ala el 2a2al mesh heya dih el 7adara el islamia elli e7na bnas3a liha
bas elli fehemto men kalam ibrahim en howa mesh byetkalim 3aal el zena b shakl absolute, howa byetkalim 3aliha b shakl relative;
ya3ni elli fehemto en law fi mogtama3 moshkilto el zena w mogtama3 zayena moshkilto el kahr wel 5of w salb el 7oreyat, yab2a tab3an el mogtama3 el tani absha3 w ana motafika ma3ah fil no2ta dih
ya3ni masalan law gena nekaren ben el zena wel e3'tesab, hanla2y en el e3'tesab absha3 men el zena 3lashan el e3'tesab dah bye7sal 3'asben 3annak ya3ni fi no3 men salb el 7oreyat
salam
إرسال تعليق