أنا إخوان... طب يللا مش مهم!
- قيد التطوير -
التدوينة دي مجرد ملاحظة صغيرة!
بس هي طولت شوية، وما كانش ينفع تتقسم!
بس أظنها ملاحظة مهمة، وهي متعلقة بـ"أنا إخوان" و"يللا مش مهم"...
- إشمعنى يعني؟
بصوا يا جماعة، أنا عارف إن فيه ناس ممكن تكون سبقت "أنا إخوان" و"يللا مش مهم"، فلهم كامل -ومحسن برده- الاحترام والتقدير... بس أنا شفت -ووارد جدا أكون غلطان- إن النموذجين دول هما الأكثر قدرة علي التعبير عما أقصده، أو أريد الوصول إليه... ولا يقلل ذلك إطلاقا من الجهد المهم لمن سبقوا، ولا يعني هذا أبدا الانتقاص من حقهم، فلهم فضل المبادرة والشجاعة والريادة، وبيقولوا كمان في المواإف الذي زي دي إن لهم قصب السبق -مش السكر-...
المهم، نحنا هنقارن بينهم، وهنتكلم عن حاجة اسمها "تطور الطابع التدويني الإخواني"... وخلي بالكم! ده مُعْدِي...
أريد المقارنة بينهما: كنموذجين مهمين وواضحين يمثلان تجربتين ناضجتين، وهما لم يجتمعا إلا ليفترقا، وما بيتخانقوش إلا عشان يتصالحوا ويرجعوا لبعض تاني!
يعني إيه؟
استسمحكوا بس في الأول هأتكلم دون ألقاب، مع حفظ المقامات للجميع، وهما في مقام إخواتي الكبار، وعلي دماغي من فوق، وعلي أم رأسي كمان.
أول ما نلاحظه دون جهد كبير: العنوان أو اسم المدونة!
فمن رغبة واضحة لدى "منعم" في إعلان الهوية: "أنا إخوان"، تجد "مجدي" يقول ببساطة -وربما بلامبالاة واعية-: "يللا مش مهم"!
قد يبدو للوهلة الأولى أن تدوين "منعم" هو توجيه لرسالة أكثر منه إعلان عن هُوية -يا كباتشن ويا كابتشنات: الهاء عليها ضمة مش فتحة!-... ولكن متابعة "مجدي" تشي بأن لديه رسالة أيضا، بل وتضمنت إعلانا عن الهوية بشكل لا يقل عن "منعم"، بل وعلي نحو أقوي أثرا، وأكثر عمقا في تقديري!
كان "منعم" حريصا منذ البداية علي تأكيد "إنه إخوان"، تلاحظ أن جزءا كبيرا من صوره تجمعه برموز إسلامية، إن لم تكن رموزا تنظيمية "إخوانية"، وهو دءؤب في إتخام مدونته بما يحشده من أخبار الجماعة خصوصا، وأنباء الحركة الإسلامية بصفة عامة، وحركة المجتمع المصري بصفة أعم... كيف لا؟ وهو "رويتر الإخوان"!
في ظني أن سلوك "منعم" يُظْهِر وارءه دوافعا قوية، ومشاعرا مرهفة تتلخص في حب الأم الشديد، وخوف الأب الشفيق، وخنقة الشاب اللي مرارته اتفعقت وجاب آخره من التشويه الإعلامي المقصود، والمتعمد، والغبي، والأهبل في الوقت ذاته... فخرج بمدونته لكي يقول: "لا، إحنا مش كده! والدليل: إن أنا إخوان"! خاصة بأه إن هذا هو مجال عمله، ومتنفس إبداعاته.
ما علينا...
انطلق "مجدي" في التدوين في سلاسة وببساطة يغبط عليها، وبدأ يروي ويحكي قصة "إنسان"... إنسان وإن كان إخوان...
ساعده في ذلك خبرته الإنسانية والاجتماعية الواسعة رغم صغر سنه -تصدّق إنك لسا صغير يا صاحبي، يعني هتتجوز إن شاء الله-، وأكثر من ذلك نشأته في قلب مصر: وسط القاهرة، السيدة زينب، أحسن ناس، ورانا إيه؟ ورانا إيه؟
من يعرف "مجدي" عن قرب يمكنه أن يجزم بأن معظم أحداث حياته موجودة علي المدونة...
بالتأكيد لن تجد عليها فيلما تسجيليا -دوكيومينتري يعني، زي المتأزمين هُويتيا ما بيحبو يقولوا، زي حدانا في الكلية الفيبساوية- عن حياة "مجدي"، لكنك هتلاقي كل اللي هو بيعمله في حياته: أنشطته، مشاويره، أصحابه، وكمان كل اللي بيحصل جوا قلبه: انفعلاته، وأزماته، اللي بيحبه، اللي بيخنقه، وحاجات أكتر من كده...
ممكن تعرف حاجات كتير، بداية من علاقته الإنسانية بالدكتور حسن الحيوان -الله يرحمه-، حكاية أوسو أوسو صاحبه لما اتقدم واترفض، قصته مع الإنجليزي وميس منى، تعليقاته علي افتكاسة الأزهر: حماقات حركية، إضاءات حركية، حتى لا نذبح الحركة الطلابية الإخوانية، وكذلك حواره الراقي مع رحاب، حالته أثناء معرض الكتاب، بعد المعرض، لأ وكمان نفسه يتجوز، قصة محاولة ارتباطه التي لم تكلكل بالنجاح: اللهم اني مستني التليفون، راضي بقضائك يا رب، اسكت، هوامش علي دفتر "اللي جري"... والهوامش الأخيرة دية هي السبب المباشر في الانفجار التدويني اللي بعيشه حاليا -واللي بحاول أهديه شوية-.
لم يكتفِ "مجدي" بذلك، بل وصل إلي إحدى أكثر الدوائر سكونا، وسخونة، وخطورة، والمحاطة بنوع من الحظر "التطوعي" -مش قالوا محظورة بقى!-، وهي علاقة "الأخ" بـ"الناس اللي فوق" -اللي اتكلمنا عن بعض أبعادها في التدوينة اللي فاتت- حيث كاد مسئوله أن يسلبه أعز ما يملك، وكان حذرا عند الولوج -وممكن الدخول برده- إلي مثل هذا الموضوع، حتى أنه دعا الله: يا رب يفهموني صح.
يمكنك القول بأن التدوين أصبح جزءا من حياة "مجدي"، يتنفسها ويشربها، يبكيها ويضحك منها، ينام بها ويصحو عليها...
حتى وصل به الأمر إلي أنه قرر أن لن يدون في اليوم الذي لا يصلي فيه الفجر، ورفع شعار "هأصلي... هأدون"!...
أما تضعضع وتواضع وانخفاض المعدل التدويني لـ"مجدي"، فسببه ببساطة أن أنشطة حياته -وخاصة عمله- غير مرتبطة تماما بالحاسوب -اللي بيسموه كمبيوتر-.
أما "منعم" فلا يمكن الزعم بأن التدوين زادت مكانته لديه عن أي نشاط آخر في حياته، ولم يكتسب أهمية زائدة أو أولوية تحتها خط، وإن كان تدوينا رساليا أيضا -يعني له رسالة-، وإن كان بطريقة مباشرة، رغم إنه صحفي جامد...
إذاً، فالإضافة الفريدة -وعزيزة وفتحية كمان- التي قدمها "مجدي" هي أنه كشف الستار عن جانب دائما ما اختفى، وكان متواريا في الخطاب الإخواني، وربما علي نحو متعمد وإرادي ومقصود، بل كانت قدرة "الأخ" علي احتمال الألم -دون حتى أن يمارس حقه الإنساني في أن تسمع منه "آه"- قدرة لها مكانتها، ومدعمة بمعمار -غريب الشكل، عجيب اللون، عريض المنكبين، شلولخ،- من الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الصبر واحتمال الأذى...
وكأن الرضى بالقضاء، والصبر علي البلاء، والجهاد والثبات علي طريق الأنبياء، يتنافى ويتناقض مع الشكوى إلي الله -الطائف ودعاء النبي صلي الله عليه وسلم-، أو التحرك لإيجاد بديل -الهجرة للحبشة-، أو حتى السعى للتحرر من هذه الكلبشات المكمِمَة -الهجرة للمدينة-! وأخرى!
ومع الوقت تحول الإخوانجي إلي مكنة لا تقف، وحريقة شغل في نظر الناس عموما، وفي عين الإخوان خصوصي... يمكن علي وزن إعلان البطارية العبقرية "إنرجايزر" : "نيفر ساي داي"...
فمن اللقاء الإداري، إلي الأسرة، ومنها إلي المظاهرة، ثم إلي دورة الكورة، وبعدين علي النقابة، وقبلها في المسجد، وبين ده وده مع الناس في الجامعة، وبعد الليلة دي كلها المنطقة بقى... وهلم جرا أو جرجرة!
وكأن الاستراحة حاجة عيب، ويكأن التقاط الأنفاس شي محظور -ما هي محظورة أصلها-، وإياك وأن تتحدث عن نفسك، أو آلامك، أو أحلامك، أو... أو... أو...
ومنطقيا النتيجة كانت: اختطاف الإنسان!
وإذا كان الإنسان قد اختطف، فإن الإنسانة مفهوم تم "اغتصابه"! أيوة!
لا مؤاخذة يعني، بس...
مش ملاحظين إننا من البداية اتكلمنا قليل قوي عن "الأخت"، يعني حتى رغم إني علي طول بأوجه خطابي لبني آدمين/ لبنات حواء -وفيه ناس زعلت من ده، بس نتكلم بعدين، مش وقته-، لكن هنا بقى حسيت إني لو اتكلمت عن أخ/ أخت هيكون كلامي مش حقيقي، وهيكون ده افتعال واضح، ومحاولة نقل صورة متساوية لواقع غير متساوي وغير مستوي أساسا.
والله هوا مش وقته ولا مكانه، بس لغاية ما نبقى نتكلم فيه، مش هأقول غير إن الإخوان اعتبروا المرأة جوهرة مصونة يجب ألا تمس، وبالتالي وضعوها في صندوق جواهر حلو خالص، بس يا خسارة طلع في الآخر مجرد قفص... حتى لو كان من دهب!
إنتوا رحتوا فين؟
نرجع تاني...
رغم كل اللي فات ده، وفي ذات الوقت لا يمكن الإدعاء بأن "أنا إخوان" غاب عنها الإنسان!
كانت هناك أشعة إنسانية خافتة تظهر بين حين وآخر، من خلف فروع الأغصان المتشابكة، بين طيات الأوراق المتداخلة، حول عبير الثمار المتزاحمة، القابعة علي تلك الشجرة الضخمة التي يرويها "منعم" يوميا.
سبيك إنت/ ي من ده كلته...
الأهم من كل العك اللي فات، إننا لو مديتنا الخط المستقيم ده لغاية آخر محطة هيكون كما الآتي:
أظن إن هيكون في تغيير جذري في إدمغة الناس، وبالتالي تغير نوعي في سلوكها ونشاطها...
اللي حيحصل إن الوعي يزيد وهيتأكد القول بأن اختلاف البشر سنة، وبالتالي كل إنسان ربه رزقه مجموعة من المواهب والإمكانيات والأدوات، ومن ثم لازم يكون فيه توزيع أدوار، وتقاسم مسئوليات، وبالتالي برده محدش يعمل حاجة غير لو هو ليه فيها فعلا!
فحكايات ومقولات المصريين الحلوين: "يا عم اتوكل علي الله"، "دوس بس وربك يسهلها"، "ما هو الأح الجامد المفروض يكون ليه في كل حاجة"...إلخ مش هيكون ليها أي عزا -زي صديكي حمادة ما بيقول-.
والنتيجة إن نفس الناس -ويمكن أقل- هيبقوا قادرين يحققوا قائمة أكبر من الإنجازات ذات الوزن التقيل، وبكفاءة أعلي.
مثلا، "منعم" نموذجا: اللي متابع "منعم" هيعرف إنه شخصية جميلة -مش وحشة قوي يعني- وصحفي ابن لذينا، وناشط قديم، يعني نشط ينشط نشاطا فهو معتقل... وعنده حلم عبكري إنه يكون "رويتز" بس النسخة العربية-الإسلامية من رويتز.
كنت دايما بسأل نفسي: هو "منعم" بيعمل كده ليه؟!
يعني أكيد تجربته، وإبداعه، وخبرته، وطرقعته، وثقباويته القديمة، المفروض يطّلعوا حاجات أكتر من مجرد تمرير أخبار أو مقالات... وساعتها لما يعمل الاختراع بتاعه، هتكون قصة نقل الأخبار وفرودة -يللا أزمة هُوية، بس بالضمة لو سمحتوا- المقالات بطلت بقى... وناس كتير مش هتلاقي حاجة تعملها قصدي حد تقلده، وساعتها هتدوّر علي الحاجة اللي هي بتقدر تعملها، ومفيش غيرها كتير بيعملوها... ثم... !
بس تصدقوا بأه؟ مش أنا ضحكت عليكم؟
- نعم يا خويا!
آه وربنا!
في الحقيقة، الحديث السابق عن "تطور" الطابع التدويني الإخواني غير دقيق بشكل من الأشكال!
أيوة؛ بمعنى أن ما حدث ليس تطورا -بالمعنى الدقيق للكلمة- في "الطابع التدويني الإخواني" -إن جاز التعبير، وحتى لو ما جازش نجوِّزه... أُمال! هوا إحنا قليلين في البلد دي ولا إيه؟-...
ما يَصْدُق عليه هذا الوصف أكثر هو إدراكنا!
يعني إحنا كنا فاهمين ومتصورين عنهم حاجة وصورة معينة، وطلعوا غيرها... طبعا ده مع التفاوت بين قضايا كنا فاهمينهم فيها زي ما هما فعلا، ومواضيع أخرى طلع اللي كنا عارفيه عنهم فيها خنتريش -برده زي حمادة ما بيقول-.
والتغيير ده أكيد مش بسبب حاجة واحدة، بس علي أي حال المدونات الإخوانية حجزت ليها كرسي درجة أولى، لا مقصورة سعادتك!
وده برده مش معناه إن الإخوان زي الفل من يومهم، تمام التمام ومخلصين كل حاجة، وقاعدين يا حبة عيني متعطلين ثابتين زي ما هما؛ عشان مستنيين حضراتنا لما نروح نبص عليهم، ونشوفهم "تتوروا" ولا لأ...
أكيد الإخوان اتغيروا كتير في السنين الأخيرة، ولسا هايتغيروا أكتر في السنين الجاية، وتغيرهم ده كان -وهيكون- جزء من الحاجات اللي ساعدت -وهتساعد- إننا نفهمهم أحسن من زمان.
قبل ما نقفل بس...
لو كنت فهمت/ ي من حديثي أن "منعم" و"مجدي" طرفي نقيض، فـ"تيك إت إيزي يا عزيزي"، كفاية إنهم ثقباويين زي بعضشيهم.
"منعم" و"مجدي" في السكة ذات نفسيتها، بس هي الحكاية إن فيه واحد سبق التاني بكام خطوة...
- كلمة ونص!
طيب... باقول: هما نموذجان "تدوينيان" -زي حداثيان كده-، أنا أظن أن الظاهرة التدوينية، مع استمرارها، ونضجها، وتطورها وتنطورها، سوف تنتج من النقاشات، والاشتباكات، والتجليات، والنشاطات، والتفاعلات، والتغيرات، الكثير والعميق والعريض، بشكل ربما قد لا يختلف عن نتائج تجربة "الحداثة" -في أَرُّوبَا والدول المتقدمة- في النوع، وإن تفاوت في الدرجة والشدة -ويمكن الفتحة كمان-!
بس هي طولت شوية، وما كانش ينفع تتقسم!
بس أظنها ملاحظة مهمة، وهي متعلقة بـ"أنا إخوان" و"يللا مش مهم"...
- إشمعنى يعني؟
بصوا يا جماعة، أنا عارف إن فيه ناس ممكن تكون سبقت "أنا إخوان" و"يللا مش مهم"، فلهم كامل -ومحسن برده- الاحترام والتقدير... بس أنا شفت -ووارد جدا أكون غلطان- إن النموذجين دول هما الأكثر قدرة علي التعبير عما أقصده، أو أريد الوصول إليه... ولا يقلل ذلك إطلاقا من الجهد المهم لمن سبقوا، ولا يعني هذا أبدا الانتقاص من حقهم، فلهم فضل المبادرة والشجاعة والريادة، وبيقولوا كمان في المواإف الذي زي دي إن لهم قصب السبق -مش السكر-...
المهم، نحنا هنقارن بينهم، وهنتكلم عن حاجة اسمها "تطور الطابع التدويني الإخواني"... وخلي بالكم! ده مُعْدِي...
أريد المقارنة بينهما: كنموذجين مهمين وواضحين يمثلان تجربتين ناضجتين، وهما لم يجتمعا إلا ليفترقا، وما بيتخانقوش إلا عشان يتصالحوا ويرجعوا لبعض تاني!
يعني إيه؟
استسمحكوا بس في الأول هأتكلم دون ألقاب، مع حفظ المقامات للجميع، وهما في مقام إخواتي الكبار، وعلي دماغي من فوق، وعلي أم رأسي كمان.
أول ما نلاحظه دون جهد كبير: العنوان أو اسم المدونة!
فمن رغبة واضحة لدى "منعم" في إعلان الهوية: "أنا إخوان"، تجد "مجدي" يقول ببساطة -وربما بلامبالاة واعية-: "يللا مش مهم"!
قد يبدو للوهلة الأولى أن تدوين "منعم" هو توجيه لرسالة أكثر منه إعلان عن هُوية -يا كباتشن ويا كابتشنات: الهاء عليها ضمة مش فتحة!-... ولكن متابعة "مجدي" تشي بأن لديه رسالة أيضا، بل وتضمنت إعلانا عن الهوية بشكل لا يقل عن "منعم"، بل وعلي نحو أقوي أثرا، وأكثر عمقا في تقديري!
كان "منعم" حريصا منذ البداية علي تأكيد "إنه إخوان"، تلاحظ أن جزءا كبيرا من صوره تجمعه برموز إسلامية، إن لم تكن رموزا تنظيمية "إخوانية"، وهو دءؤب في إتخام مدونته بما يحشده من أخبار الجماعة خصوصا، وأنباء الحركة الإسلامية بصفة عامة، وحركة المجتمع المصري بصفة أعم... كيف لا؟ وهو "رويتر الإخوان"!
في ظني أن سلوك "منعم" يُظْهِر وارءه دوافعا قوية، ومشاعرا مرهفة تتلخص في حب الأم الشديد، وخوف الأب الشفيق، وخنقة الشاب اللي مرارته اتفعقت وجاب آخره من التشويه الإعلامي المقصود، والمتعمد، والغبي، والأهبل في الوقت ذاته... فخرج بمدونته لكي يقول: "لا، إحنا مش كده! والدليل: إن أنا إخوان"! خاصة بأه إن هذا هو مجال عمله، ومتنفس إبداعاته.
ما علينا...
انطلق "مجدي" في التدوين في سلاسة وببساطة يغبط عليها، وبدأ يروي ويحكي قصة "إنسان"... إنسان وإن كان إخوان...
ساعده في ذلك خبرته الإنسانية والاجتماعية الواسعة رغم صغر سنه -تصدّق إنك لسا صغير يا صاحبي، يعني هتتجوز إن شاء الله-، وأكثر من ذلك نشأته في قلب مصر: وسط القاهرة، السيدة زينب، أحسن ناس، ورانا إيه؟ ورانا إيه؟
من يعرف "مجدي" عن قرب يمكنه أن يجزم بأن معظم أحداث حياته موجودة علي المدونة...
بالتأكيد لن تجد عليها فيلما تسجيليا -دوكيومينتري يعني، زي المتأزمين هُويتيا ما بيحبو يقولوا، زي حدانا في الكلية الفيبساوية- عن حياة "مجدي"، لكنك هتلاقي كل اللي هو بيعمله في حياته: أنشطته، مشاويره، أصحابه، وكمان كل اللي بيحصل جوا قلبه: انفعلاته، وأزماته، اللي بيحبه، اللي بيخنقه، وحاجات أكتر من كده...
ممكن تعرف حاجات كتير، بداية من علاقته الإنسانية بالدكتور حسن الحيوان -الله يرحمه-، حكاية أوسو أوسو صاحبه لما اتقدم واترفض، قصته مع الإنجليزي وميس منى، تعليقاته علي افتكاسة الأزهر: حماقات حركية، إضاءات حركية، حتى لا نذبح الحركة الطلابية الإخوانية، وكذلك حواره الراقي مع رحاب، حالته أثناء معرض الكتاب، بعد المعرض، لأ وكمان نفسه يتجوز، قصة محاولة ارتباطه التي لم تكلكل بالنجاح: اللهم اني مستني التليفون، راضي بقضائك يا رب، اسكت، هوامش علي دفتر "اللي جري"... والهوامش الأخيرة دية هي السبب المباشر في الانفجار التدويني اللي بعيشه حاليا -واللي بحاول أهديه شوية-.
لم يكتفِ "مجدي" بذلك، بل وصل إلي إحدى أكثر الدوائر سكونا، وسخونة، وخطورة، والمحاطة بنوع من الحظر "التطوعي" -مش قالوا محظورة بقى!-، وهي علاقة "الأخ" بـ"الناس اللي فوق" -اللي اتكلمنا عن بعض أبعادها في التدوينة اللي فاتت- حيث كاد مسئوله أن يسلبه أعز ما يملك، وكان حذرا عند الولوج -وممكن الدخول برده- إلي مثل هذا الموضوع، حتى أنه دعا الله: يا رب يفهموني صح.
يمكنك القول بأن التدوين أصبح جزءا من حياة "مجدي"، يتنفسها ويشربها، يبكيها ويضحك منها، ينام بها ويصحو عليها...
حتى وصل به الأمر إلي أنه قرر أن لن يدون في اليوم الذي لا يصلي فيه الفجر، ورفع شعار "هأصلي... هأدون"!...
أما تضعضع وتواضع وانخفاض المعدل التدويني لـ"مجدي"، فسببه ببساطة أن أنشطة حياته -وخاصة عمله- غير مرتبطة تماما بالحاسوب -اللي بيسموه كمبيوتر-.
أما "منعم" فلا يمكن الزعم بأن التدوين زادت مكانته لديه عن أي نشاط آخر في حياته، ولم يكتسب أهمية زائدة أو أولوية تحتها خط، وإن كان تدوينا رساليا أيضا -يعني له رسالة-، وإن كان بطريقة مباشرة، رغم إنه صحفي جامد...
إذاً، فالإضافة الفريدة -وعزيزة وفتحية كمان- التي قدمها "مجدي" هي أنه كشف الستار عن جانب دائما ما اختفى، وكان متواريا في الخطاب الإخواني، وربما علي نحو متعمد وإرادي ومقصود، بل كانت قدرة "الأخ" علي احتمال الألم -دون حتى أن يمارس حقه الإنساني في أن تسمع منه "آه"- قدرة لها مكانتها، ومدعمة بمعمار -غريب الشكل، عجيب اللون، عريض المنكبين، شلولخ،- من الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الصبر واحتمال الأذى...
وكأن الرضى بالقضاء، والصبر علي البلاء، والجهاد والثبات علي طريق الأنبياء، يتنافى ويتناقض مع الشكوى إلي الله -الطائف ودعاء النبي صلي الله عليه وسلم-، أو التحرك لإيجاد بديل -الهجرة للحبشة-، أو حتى السعى للتحرر من هذه الكلبشات المكمِمَة -الهجرة للمدينة-! وأخرى!
ومع الوقت تحول الإخوانجي إلي مكنة لا تقف، وحريقة شغل في نظر الناس عموما، وفي عين الإخوان خصوصي... يمكن علي وزن إعلان البطارية العبقرية "إنرجايزر" : "نيفر ساي داي"...
فمن اللقاء الإداري، إلي الأسرة، ومنها إلي المظاهرة، ثم إلي دورة الكورة، وبعدين علي النقابة، وقبلها في المسجد، وبين ده وده مع الناس في الجامعة، وبعد الليلة دي كلها المنطقة بقى... وهلم جرا أو جرجرة!
وكأن الاستراحة حاجة عيب، ويكأن التقاط الأنفاس شي محظور -ما هي محظورة أصلها-، وإياك وأن تتحدث عن نفسك، أو آلامك، أو أحلامك، أو... أو... أو...
ومنطقيا النتيجة كانت: اختطاف الإنسان!
وإذا كان الإنسان قد اختطف، فإن الإنسانة مفهوم تم "اغتصابه"! أيوة!
لا مؤاخذة يعني، بس...
مش ملاحظين إننا من البداية اتكلمنا قليل قوي عن "الأخت"، يعني حتى رغم إني علي طول بأوجه خطابي لبني آدمين/ لبنات حواء -وفيه ناس زعلت من ده، بس نتكلم بعدين، مش وقته-، لكن هنا بقى حسيت إني لو اتكلمت عن أخ/ أخت هيكون كلامي مش حقيقي، وهيكون ده افتعال واضح، ومحاولة نقل صورة متساوية لواقع غير متساوي وغير مستوي أساسا.
والله هوا مش وقته ولا مكانه، بس لغاية ما نبقى نتكلم فيه، مش هأقول غير إن الإخوان اعتبروا المرأة جوهرة مصونة يجب ألا تمس، وبالتالي وضعوها في صندوق جواهر حلو خالص، بس يا خسارة طلع في الآخر مجرد قفص... حتى لو كان من دهب!
إنتوا رحتوا فين؟
نرجع تاني...
رغم كل اللي فات ده، وفي ذات الوقت لا يمكن الإدعاء بأن "أنا إخوان" غاب عنها الإنسان!
كانت هناك أشعة إنسانية خافتة تظهر بين حين وآخر، من خلف فروع الأغصان المتشابكة، بين طيات الأوراق المتداخلة، حول عبير الثمار المتزاحمة، القابعة علي تلك الشجرة الضخمة التي يرويها "منعم" يوميا.
سبيك إنت/ ي من ده كلته...
الأهم من كل العك اللي فات، إننا لو مديتنا الخط المستقيم ده لغاية آخر محطة هيكون كما الآتي:
أظن إن هيكون في تغيير جذري في إدمغة الناس، وبالتالي تغير نوعي في سلوكها ونشاطها...
اللي حيحصل إن الوعي يزيد وهيتأكد القول بأن اختلاف البشر سنة، وبالتالي كل إنسان ربه رزقه مجموعة من المواهب والإمكانيات والأدوات، ومن ثم لازم يكون فيه توزيع أدوار، وتقاسم مسئوليات، وبالتالي برده محدش يعمل حاجة غير لو هو ليه فيها فعلا!
فحكايات ومقولات المصريين الحلوين: "يا عم اتوكل علي الله"، "دوس بس وربك يسهلها"، "ما هو الأح الجامد المفروض يكون ليه في كل حاجة"...إلخ مش هيكون ليها أي عزا -زي صديكي حمادة ما بيقول-.
والنتيجة إن نفس الناس -ويمكن أقل- هيبقوا قادرين يحققوا قائمة أكبر من الإنجازات ذات الوزن التقيل، وبكفاءة أعلي.
مثلا، "منعم" نموذجا: اللي متابع "منعم" هيعرف إنه شخصية جميلة -مش وحشة قوي يعني- وصحفي ابن لذينا، وناشط قديم، يعني نشط ينشط نشاطا فهو معتقل... وعنده حلم عبكري إنه يكون "رويتز" بس النسخة العربية-الإسلامية من رويتز.
كنت دايما بسأل نفسي: هو "منعم" بيعمل كده ليه؟!
يعني أكيد تجربته، وإبداعه، وخبرته، وطرقعته، وثقباويته القديمة، المفروض يطّلعوا حاجات أكتر من مجرد تمرير أخبار أو مقالات... وساعتها لما يعمل الاختراع بتاعه، هتكون قصة نقل الأخبار وفرودة -يللا أزمة هُوية، بس بالضمة لو سمحتوا- المقالات بطلت بقى... وناس كتير مش هتلاقي حاجة تعملها قصدي حد تقلده، وساعتها هتدوّر علي الحاجة اللي هي بتقدر تعملها، ومفيش غيرها كتير بيعملوها... ثم... !
بس تصدقوا بأه؟ مش أنا ضحكت عليكم؟
- نعم يا خويا!
آه وربنا!
في الحقيقة، الحديث السابق عن "تطور" الطابع التدويني الإخواني غير دقيق بشكل من الأشكال!
أيوة؛ بمعنى أن ما حدث ليس تطورا -بالمعنى الدقيق للكلمة- في "الطابع التدويني الإخواني" -إن جاز التعبير، وحتى لو ما جازش نجوِّزه... أُمال! هوا إحنا قليلين في البلد دي ولا إيه؟-...
ما يَصْدُق عليه هذا الوصف أكثر هو إدراكنا!
يعني إحنا كنا فاهمين ومتصورين عنهم حاجة وصورة معينة، وطلعوا غيرها... طبعا ده مع التفاوت بين قضايا كنا فاهمينهم فيها زي ما هما فعلا، ومواضيع أخرى طلع اللي كنا عارفيه عنهم فيها خنتريش -برده زي حمادة ما بيقول-.
والتغيير ده أكيد مش بسبب حاجة واحدة، بس علي أي حال المدونات الإخوانية حجزت ليها كرسي درجة أولى، لا مقصورة سعادتك!
وده برده مش معناه إن الإخوان زي الفل من يومهم، تمام التمام ومخلصين كل حاجة، وقاعدين يا حبة عيني متعطلين ثابتين زي ما هما؛ عشان مستنيين حضراتنا لما نروح نبص عليهم، ونشوفهم "تتوروا" ولا لأ...
أكيد الإخوان اتغيروا كتير في السنين الأخيرة، ولسا هايتغيروا أكتر في السنين الجاية، وتغيرهم ده كان -وهيكون- جزء من الحاجات اللي ساعدت -وهتساعد- إننا نفهمهم أحسن من زمان.
قبل ما نقفل بس...
لو كنت فهمت/ ي من حديثي أن "منعم" و"مجدي" طرفي نقيض، فـ"تيك إت إيزي يا عزيزي"، كفاية إنهم ثقباويين زي بعضشيهم.
"منعم" و"مجدي" في السكة ذات نفسيتها، بس هي الحكاية إن فيه واحد سبق التاني بكام خطوة...
- كلمة ونص!
طيب... باقول: هما نموذجان "تدوينيان" -زي حداثيان كده-، أنا أظن أن الظاهرة التدوينية، مع استمرارها، ونضجها، وتطورها وتنطورها، سوف تنتج من النقاشات، والاشتباكات، والتجليات، والنشاطات، والتفاعلات، والتغيرات، الكثير والعميق والعريض، بشكل ربما قد لا يختلف عن نتائج تجربة "الحداثة" -في أَرُّوبَا والدول المتقدمة- في النوع، وإن تفاوت في الدرجة والشدة -ويمكن الفتحة كمان-!
هناك ٧ تعليقات:
ما شاء الله
مقال رائع جدا
على فكره الفكرة دي كانت معايا
اني اكتب عن مدوني الاخوان ا و تجربة المدونين
لكن انت اسلوبك مش ممكن
بجد ربنا يوفقك
:) مدونتكم رائعة
بالنسبة لمنعم ومجدي .. فالاتنين تجربتهم ثرية
وأرى ان تجربة الاستاذ مجدي تستحق الدراسة أكثر.. لأنها قابله للتطبيق في العموم
اما تجربة عبدالمنعم فهي تجربة خاصة جدا
فقليلا ما نجد أحدهم يلقى الدعم اللوجستي الذي يلقاه منعم من القيادة والقاعدة بل والعلاقات التي بناها
أما الاستاذ مجدي فهو يتكلم عن الاخ انسان
بس
فعلا تدوينة خطيرة
تحياتي
سلامو
طبعاً قريت المقال الجميل اللى انا متفق معاك عليه كله من اول حرف لآخر حرف
ونفسى
مش بتاعة مجدى
أن منعم
يكتب شخصياً شوية
أنا حتى لما كان بيكتب حاجة فيه لمحة شخصية صغيرة
كنت باقول له عاوين من ده كتييير
الله ينور عليك
ماشاء الله على الجمال
لا بجد مقال جامد جدا
اكتر حاجة بتعجبنى فى كلامك انك بتكركز على حاجات دقيقة جدا جدا
وبتحلل المواقف والكلمات بطريقة رائعة
بس ده لا يعنى ان فى شويةدعنى اقول تعقيدات فى الاسلوب اللى بيؤدى الى توهان بعض الناس مثلى قليلى التركيز
ربنا يكرمك ويعزك
مقال أكثر من رائع
وبالنسبة لتجربة يلا مش مهم
فأرى أنها تسنحق دراسة أكثر وتعميمها كتجربة اخوانية
وجزاك الله خيرا
قلت في اول مقالك انها ملاحظة صغيرة بس دي مش صغيرة ولا حاجة
لا صغيرة في حجمها ولا قيمتها ولا معناها اللي اعتقد انك عايز توصله
في رايي ...الاتنين سواء عبد المنعم او مجدي سعد ماشيين علي التوازي او نقول بيكملوا بعض
اختار مجدي سعد ان ينقل لنا حياة اخ من الاخوان بجانبها الانساني اكتر فنلاقيه بيتكلم عن امنيات واحلامه وكورس الانجليزي وصاحبه انس
بينما اختار عبد المنعم ان يتحدث عن حياة اخ من الاخوان دعويا وحركيا .. فنلاقيه بيتكلم عن زيارات ومؤتمرات ومظاهرات وسفر واعتقالات
في جميع الحالات استمتع كثيرا بقراءة كتابات اي منهما
واعتقد انهم عملوا نقلة نوعية كبيرة فادت المدونين الصغنتتين من امثالي اننا ناخدهم قدوة ونحاول نمزج بين النوذجين ونصنع شئ نتمني انه يفرق مع الناس
والله شكرا علي المرور
وشكرا علي تعلقاتكم
بس أنا عايز اشتباكات
بس من غير دم طبعا
!
We will have every Hizbollah women fucked by dogs.
We will send Phallus of ours into ass of All priests moslems.
We will have Khamenei and Rafsanjani and Ahmadinejad and Khatami and Akbar Ganji fucked by a great penis Of donkey and whale .
We will fuck all foreign government which help mullah.
کیر سگ تو کس ننه سید اولاد پیغمبر و کس ننه خود پیامبر اسلام.
کیر خوک تو کس ننه امام حسین.
کیر خر تو کس ننه شیعیان.
کیر خر آغشته به سنده خوک تو کس ننه ماموران وزارت اطلاعات و بسیج و سپاه و پلیس جمهوری اسلامی و تمامی کسانی که فعالیت حراست و حفاظت و اطلاعاتی دارند.
کیر خر تو کس ننه ماموران سانسور اینترنت.
صلوات: الله و کیر خر تو کس ننه محمد و آل محمد.
إرسال تعليق