[ إضاءات ]

"من علمني حرفا... صرت به حرا" أستاذي سيف الدين .....| | | | |..... "هناك فرق بين أن تكون عالما، وأن تكون إنسانا" كولن .....| | | | |..... "إن الدعاة اليوم لا يفتقرون إلي الإخلاص... وإنما في كثير من الأحيان إلي الحكمة" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام" محمد إقبال .....| | | | |..... "الطاقة الإبداعية بحد ذاتها مطلب شرعي ومقصد إيماني‏" فالإبداع "صنو الاجتهاد، ورديف له، من الصعب أن ينفك أي منهما عن الآخر" طه جابر العلواني .....| | | | |..... "ولا تزال الدنيا عامرة وديار المسلمين في سلام ما أخبتت النفوس وهبطت ساجدة تردد: "رب زدني علما" محمد أحمد الراشد .....| | | | |..... السياسة ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس به أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا نزل به وحي، فإن أردت بقولك: لا سياسة إلا ما وافق الشرع: أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردت ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة" الإمام ابن عقيل الحنبلي .....| | | | |..... "طلب الحرية مقدم علي تطبيق الشريعة... تقديم ترتيب، لا تقديم تفضيل" فهمي هويدي .....| | | | |..... "الإنسان المعاصر إنسان ذو بعد واحد، فاقد الهوية، وصاحب نزعة استهلاكية، وقليل الحساسية تجاه الغير، ويعاني عزلة وضياعا، وهو أسير المرحلة الراهنة، والسرعة الفائقة، والوقائع السريعة الكفيلة بأن تُنسيه ما قبلها، وتتركه يتحفّز لما بعدها" مدرسة فرانكفورت .....| | | | |.....

الخميس، ربيع الأول ١٠، ١٤٢٨

"عومارتنا" اللي من غير مية: 2/2



صدقوني!
والله ما هتفهموا حاجة غير لما ت
بصوا هنا الأول!

- - - - -

اللي حصل باختصار إن اللي ماسك صندوق العومارة ما دفعش فاتورة المية، فالبلدية -اللي بتفتكر ساعتها بس إن فيه حاجات عايشة في البلد دي- إجت وشالت العداد...

- إيه يعني، ما بتحصل في أحسن العائلات...

لأ يا زميل!
أصل لو عرفت إن في تلاتة من سكان العومارة داهيت -اللي هما سبعة أساسا- عاملين عدادات مياة لوحديهم: عداد لكل مواطن، أكيد رأيك هيختلف... خصوصي بجا لو عرفت إن اللي كان ماسك الصندوج ونسي يدفع الفاتورة تالت التلاتة دول ذات نفسياتهم!

لأ وكمان العومارة ما فيهاش بواب! وبجالها كام شهر علي ده الحال...

بس العومارة بتـ"أوفرز يو" حاجات حلوة كتير؛ عشان ما تزهقش... فمثلا: ممكن تكتشف في يوم من الأيام إن فيه واحد غريب عن العومارة كان نايم إمبارح في الدور اللي فاضي فوقينا، والسلم غالبا بتبقى نضافته ما وردتش علي حد -و سبت حتى- إلا لو "ماي ماذر" خلت الشغالة تمسحه.

بس الـ...
الألطف من ده كله إنك مش محتاج تسمع عبد المطلب في الراديو بيقول "رمضان جااانا... وفرحنااا به... بعد غياااب"!
لو شوفت حد منهم -غير أخو د. مصطفى الصغير- في المسجد اللي جنبنا، يبقى أساسي رمضان إجه.

- - - - -

نرجع بقى للنهاردة الصبح [28/3/2007]، مامتشي كانت مفقوعة من العبقرينوي اللي ماسك صندوق العومارة وما دفعهش المية، وطظ في الأربع عائلات اللي هتتقطع عنهم المية، وعندهم مدارس وكليات وشغل، وأكل لازم يتطبح وغسيل عايز يتغسل ومطبخ المفروض يتنضف!
وفيها إيه يعني لما يعيشولهم يومين كده من غير مية... ده حتى يبقي تغيير، ويعيشوا سبور... أومّال أجدادنا كانوا عايشين إزاي يعني؟!

لغاية هنا مامتي كانت بس متضايقة، ومفقوعة، ومخنوقة وفقط... بس لما-×.…),
مامتشي نادت أخويا: "انزل يا عمار لـ... خليه يروح يشوف المية"... شوية ورجع عمار: "أخوه فتحلي الباب، وبيقوللي إن هوا ما بيصحاش قبل الساعة تمانية"...
هنا مامتي ما كانتش قادرة تمسك دموعها... صحيت علي صوتها المدمع: "كأن العمارة دي مش بتاعتهم"، "وأنا اللي كنت بقول للشغالة نضّفي ونفّضي المشاية اللي قدام كل شقة كويس"... وأبويا يا عيني صحي من النوم هوا كمان مفزوع علي صوت عييطها، وقاعد يهدي فيها، وصوت البكا المكتوم أصعب عليك من البكا ذات نفسه!

عرفت بعدها إنها كانت مخنوقة ومقهورة علي "رجالة البلد" اللي بيقعدوا يشتكوا وخلاص، وأول ما يبقوا مسئلين عن حاجة بيروحوا يناموا، أو بيـ.....
كانت زعلانة علي الخير اللي ما بيتمرش، والحاجات الحلوة اللي ما بتفضلهم... أكيد هي كانت بتعمله عشان ربنا، وكمان عشان حقوق الجيرة، وعشان بتحب بلدها وأهل بلدها... بس بتكون حاجة وحشة قوي لما تكون/ ي قاعد/ ة تحسب /ي، وتفكر/ ي، وتراعي مشاعر الناس قبل مصالحهم، وهما مش فارقة معاهم أساسا...

- - - - -

الحقيقة كل اللي حصل ده، والحكايات اللي بنسمعها عن العلاقات بين البشر والبني آدمين، وقصص الناس اللي بيلاقوها ميتة بعد خمس وست أيام، وغيره خلاني اتعكر، وأفكر، واسأل، واستفسر:

هل تجوز تسمية هذه "الأشياء" التي نسكن فيها بالـ"عمارات" -اللي مفردها للي ما أخذوش ثانوية عامية من مصر المخروسة "عمارة"؟
ما مفهوم "العمارة"؟ حد يفهمني يعني إيه "عمارة"؟

هل "العمارة" هي "مبنى كبير فيه جملة شقق في طبقات متعددة" -كما يقول المعجم الوجيز"- وفقط؟
هل "العمارة" البنيان وفقط؟، بعبارة تانية: هل للـ"عمارة" وجدان؟
هل اعتبار أن "العمارة" هي "البنيان" يتفق والمفهوم القرآني لـ "الاستعمار: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"؟
أين المعنى من المبنى؟

أليست العمارة نقيض الخراب؟
أليس خراب النفوس وخراب القلوب وخراب الذمم وخراب الهمم أخطر علي الإنسان من خراب الجماد؟
أليس هناك أساس معنوي للـ"عمارة"؟ أم أنها جسد لا روح له؟

يعني لو الطوب والزلط والمية والرمل والأسمنت عناصر تكوين مادة للـ"عمارة"... فهل نبالغ إن قلنا أن المشاعر والأحاسيس والقيم والمعاني والأرواح هي جوهر معنى للـ"عمارة"؟
وإذا كانت الهندسة المعمارية والمدنية تعبر عن "فن العمارة المادي"... فما هو "فن العمارة المعنوي"؟ الأخلاق؟ التربية؟ الفلسفة؟ أم ماذا؟

أخيرا وليس آخرا

إذا كانت "العمارة" ولو كان "العمران" هو: البنيان...

فلماذا سمى ابن خلدون
علم الاجتماع البشري
:
"علم العمران"
؟!
يا أهل الله يا اللي هنا:

حد يرد عليا!

الأربعاء، ربيع الأول ٠٩، ١٤٢٨

هوامش علي دفتر اللي جراله: 4/؟


يا هلا...
إيه النظام يا شباب؟

اتكلمنا
المرة اللي فاتت عن أول مدخل من المداخل التفسيرية للسؤال الذي أثرناه حول تأخر وضعف المشاركة الإخوانية في مولد التدوين في مصر، واللي اتكلمنا فيها عن "العامل الزمني"...
في التدوينية دي إن شاء ها تقرُوا -وأتمنى تقرّوا- بعض الأسباب الأخرى، وتبقى لنا تدوينة أخيرة في المداخل التفسيرية، ثم نواصل...
ولكن، أولا فيه كلام مهم لازم اللي ما قراهوش يقراه، و
أنا ما حطيتلوش عنوان؛ عشان تسَمُّوه بِمَعْرفِتْكُم!

بقية الأسباب العبقرينوية:


[2]

الصورة الذهنية السلبية الاستباقية عن المدونين والمدونات

قلت في
تدوينتي الأولى ما معناه أن ظاهرة التدوين دخلت إلي مصرنا المخروسة، وكان "حارس البوابة" ممن يصنفون علي أنهم من اليسار بصفة عامة...
أدى ذلك منذ البداية -وكنتيجة لعقلية الحروب الفكرية الاستباقية وخطايا الصور الذهنية والأحكام المسبقة المتحيزة وفظائع التعميمات التعويمية التسميمية- إلي انطباع عام -لم يتم التأكد من صدقيته أساسا- تجاه المدونين عامة وكلية... هذا من ناحية أولى.

ومن ناحية ثانية، لم تقف السلطة ساكنة، بل حاولت طعن المقاومة التدوينة في ظهرها، ووأدها في مهدها... واُستخدمت في ذلك كل الوسائل المتاحة: المباحة منها وغير المباحة؛ حتى تساهم في عملية صناعة الصورة، ولكي تنتج في النهاية رسما كاريكاتوريا تنميطيا لشخصية المدون/ ة، تتوفر فيه كل الخصائص الكافية لتنفير الناس وإبعادهم، ليس فقط عن المدونات، بل عن المدونين عموما.
وكانت هذه إحدى الأوراق التي لعبت بها السلطة في مصر لتصريف إعجاب الشارع المصري بالتدوين، بعد أن فشلت ذريعا في صرف الانتباه عنه. ولكنها أيضا فشلت في ذلك، وبصورة أكثر كوميدية.
ولم يتوقع منها أحد شيئا غير ذلك، حيث وظفت في رسم ملامح هذا النموذج كل تراث وميراث الحروب الأهلية الفكرية، ووظفت العداء القديم -اللي بيفك واحدة واحدة- بين الاتجاهين: الإسلامي، واليساري، بكل تعقدات خرائط تصنيفاتهما.
وربما ساعد علي ذلك بعض النماذج المقارِبة -الفردية والقليلة أظن- بشكل من الأشكال لذاك النموذج الكاريكاتوري، من ناحية ثالثة.

حتى أصبح الحديث عن أي مدون/ ة يتم باعتبار إن "إن شاء الله ربنا يهديه/ ا"، و"غلطة، وهتتصلح قريب إن شاء الله"، أو إنه/ ا "شوية وهيعقل/ هتعقل"!
ولكن تحطمت هذه الصورة تحطما "يصعب علي الكافر" علي صخرة الواقع الشجاع والمشرف والصامد للطليعة الأولى للمدونين، وفي القلب منها وعلي رأسها "المدونات الرموز"، وأصبح موقف السلطة في النهاية بـ ـطـ ـيـ ـخـ ـة.

[3]

الفشل في التفاعل مع أداة جديدة ومواكبتها

وخصوصي بأه إن أغلب المصريين علاقتهم بالنت مش ولا بد يعني: فهم غير معتادين علي التعامل معه، ونادر أن تجد من يَشْغَل النت في حياته/ ه قسما ثابتا وأساسيا، بل وما زال أكثرهم يعتبرونه حتى اليوم رفاهية ملهاش لازمة قوي...
فصلا عن ذلك، فإن الشريحة العظمى المتعاملة مع النت هي فئة الشباب، وأغلبهم تنحصر علاقتهم به في جانب التلقي وفقط، وللأسف التلقي السلبي: يعني آخرهم ميدال -اللي بيقولوا عليها ميديل-، وجينرالز، ودراجون إيجز.

[4]

الهاجس الأمني

تعودت العقلية الإخوانية وتربت منذ رخاوة خلاياها علي "قبول" و"التعايش" مع جو الرصد، والترصد، والترقب، والحيطة، والملاحظة، والمراقبة، والتتبع، والمباغتة، والحذر، والمفاجأة؛ نتيجة الممارسات الحكومية وتراث العار الذي يلطخ جبين هذا النظام...
وبمرور الوقت، واستمرار الأوضاع علي ما هي عليه، "تكيف" الإخوان مع هذا الجو المريض البغيض، وكان هذا التكيف في صورة العمل غير المعلن -لم أقل السري، وهناك فرق كبير-، وفي جو تلفه سحابة من الغموض والخوف، ظاهرة ومحسوسة...

ومن تأثيرات ذلك، ومن نتائج اختيارهم وتبنيهم وتطبيقهم لاستراتيجية "التكيف"، أنهم اضطُروا إلي "اختزان" قدراتهم، و"طمس" رموزهم، و"تدمير" إمكانياتهم... كان تكيفا أشبه بالـ"تشوه"، واختزان هو أقرب إلي "الاختزال"، وهدر الموارد...
السبب الأبسط هو أن الإنسان كائن متفاعل ومتحرك: "ديناميكي" يعني، ولذلك حالة الثبات غير موجودة، فهو إما في زيادة أو في نقصان، أما تجميل حالة النقصان، ووصفها بأنها ثبات وبيات شتوي خطأ فادح...
وحتى إذا سلمنا بأن من سنة الله في الكون أن يكون الشتاء أحد فصول العام، بس ده المفروض إن الشتاء بيكون أربع شهور بس!

ثم إن من المهم أن نعرف ماذا نقصد بمفهوم الثبات حتى نفهم بصورة صحيحة؟
في رأيي، هناك فرق بين [ الثبات المادي للإنسان-البنيان ]، وبين [ ثباته المعنوي-الوجدان ]... الأول ممكن، لكن التاني مستحيل!
حد جرب قبل كده يقف في الشمس من غير أي حركة لمدة ساعتين تلاتة؟
شكلك كده بيقول إنك ثابت/ ة أهو، بس يا ترى حالتك النفسية عاملة إزاي؟، وبالتالي إيه قدرتك علي استخدام مهاراتك، وتفعيل قدراتك، واستثمار إمكانياتك، فضلا عن تطوير كل الحاجات دية؟

بالتأكيد
أنا لا أحاسب عليا علي ظلم معاوية له، ولكن يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح...
صحيح أن الحكومة ظالمة وقاهرة ومتعسفة ومذنبة ومستبدة ومجرمة ومكللة بالعار بما فعلته وتفعله وستفعله مع الإخوان وبهم، ولكن إذا كانت الحكومة مسئولة عن [ الفعل-التحدي ]، فإن المسئول الأساسي -وربما الوحيد- عن [ رد الفعل-الاستجابة ] هم الإخوان.

ليس لدي حل محدد أو مخرج بعينه حاليا، ولكن ما أعرفه هو أن قواعد اللعبة لابد أن تُغَيَّر، وتوازنات وموازين القوى يجب أن تتقارب!

نكمل المرة الجاية إن شاء الله...

"عومارتنا" اللي من غير مية: 1/2


النهاردة -[28/3/2007]- صحيت الساعة سبعة من نوم العوافي... ومع إن يومي غالبا بيبدأ بالكامبروررر بس أنا النهاردة ما عملتش حاجة غير إني غسلت وشي وقعدت أطرقع علي طول، بس بعد ما الحوار الفاشل ده خلص... اليوم ده أصله كانت بدايته غريبة حبتين!
هوا أنا أساسا إمبارح الساعة تمانية ونص كان بقالي يومين ما نمتش، وخلصان علي الآخر... رجعت من التمرين مفحوت، الحمد لله لقيت أبويا قاعد مع بقية الأسرة العظيمة بيتعشوا وبيتكلموا -ووجود أبويا في البيت قبل الساعة واحدة شيء غريب أصلا! يا رب علي طول بقى يا حج-...
المهم قعدت معاهم شوية... وبعدين أبويا قال لأختي الصغيرة آية افتحي الجزيرة، أصل الساعة كانت تسعة ساعتها، وبعد ما خلصت النشرة إجه البرنامج العبقرينوي اللي اسمه "الاتجاه المتعاكس"، الحج فيصل كان جايب عمك جمال البنا وواحد تاني غريب شويتين مش فاكر من اسمه غير مبروك... ورغم إني مش بتفرج عليه غالبا، بس المرة دي قلت أشوف المسقفين دول هيعملوا إيه... أبويا قاللي هتشوفه ولا أغير، قلت له سيبه شوية... وبعد ساعة إلا ربع كنت خلاص جبت آخري، وكمان أبويا كان جاب جاز من العك ده، كان كل شوية يسألني: "إنت لسا عايز تتفرج؟".

- - - - -

نمت...

- - - - -

صحيت النهاردة الصبح علي صوت زعيق ودوشة؛ أصل أنا كنت نايم في الصالة؛ ما كنتش قادر حتى أقوم أدخل أودتي وأنام جنب سلحفتي.

المهم، لقيت مامي -اللي بقوللها أماه- صوتها عالي قوي، وده شيء نادر وسعفان وحنفي جدا للغاية يعني، سمعت حاجات كتير: "يعني إيه يقطعوا المية؟"، "إمال اللي ماسك الصندوق ده بيعمل إيه طول الشهر"... وحاجات تانية كتير، بس كنت لسا تعبان، ففضّلت إني أفضل تحت البطانية لغاية ما أفوق...

نمت شوية صغيرين، وبعدين صحيت تاني، بس المرة علي صوت عييط! قلت ما بدهش بقى، وأدي قومة...

لقيت المامتي بتاعتي بتعيط وأبويا قاعد بيحاول يهديها!

- - - - -

الحكاية أساسا إن العمارة اللي أنا ساكن فيها عومارة مصرية عبقرينوية بجد.

في الدور الأرضي علي اليمين وإنت/ ي داخل/ ة هتلاقي أ. عبد الرحيم: شاب حليوة كده، لسا متجوز، وساكن من سنتين ونص تقريبا، بيشتغل تاجر حر، معرفش في إيه والله... علاقته بمراته مش مستقرة، وكانوا اتطلقوا مرة تقريبا، بس رجعوا تاني عشانعندهم بنت صغيرة.
وهوا منفض للدنيا تماما، علاقتك بيه لا يمكن أن تتجاوز "صباح الخييير" أو "مساء البتنجان"، وكمان لما تشوفه لازم تعرف إما إنك جيت غلط أو إن فيه كسوف كلي للشمس النهاردة...

في الدور الأرضي علي اليمين برده، بس وإنت/ ي خارج/ ة بقى المرة دي، يقبع شيء غريب اسمه "الأكاديمية الهولندية -تقريبا- للمش عارف إيه كده"!
معرفش عنها حاجة غير إنك ساعات ممكن تلاقي ماسورة بنات انفجرت وحنفية ولاد اتكسرت، والشباب الحلو ده واقف قدامها، أو قاعدين جواها، بيعملوا أي حاجة غير العلم أكيد...

فوق أونكل عبد الرحيم ساكن عمو سعيد...
راجل طيب وابن حلال وحبوب، وساعات بروح معاه الجامعة؛ أصل شغله جنبها... وبنقعد نتكلم في الطريق عن كل حاجة...
عن مصر، عن الإسلام، عن الموسيقى، عن الأغاني، عن الأفلام، عن التدين، عن شباب مصر، عن مستقبل مصر، عن حمار مصر، عن آثار مصر، عن عطارة المودة اللي بيجيب منها كل حاجته عشان الراجل صاحبها أمين طحن، وحاجته حلوة وفيها البركة...
غير كده ما تشوفوش خالص، بس ممكن تخبط في أحمد وهو راجع من كلية الهندسة، أو تتزحلق في علي وهو رايح درس.

قدامه يتقوقع د. مصطفى: دكتور في مستشفى كده في وسط البلد، ومتجوز وعنده ابن صنغنغون...
أعرف كويس أخوه اللي هوا بيقعد عنده لما بيجي من البلد -طنطا غالبا- أو من السعودية -أصله عقبال اللي لسا شايفين الخليج جنة بيشغلوه أو بيشتغلوه هناك-، وهما عموما عيلة لتيفة...

أما تحتنا فممكن تلاقي أ. ماهر: راجل شغال في المرور، معرفش بيعمل إيه بالظبط، بس هو غريب شويتين...
وبحس إنه بيزعق كتير لمراته: طنط وردة، ولعياله الصغيرين: يارا، ومحمد، وكيمو، وعندي شعور إن اللي مصبرهم وجود جدهم الحنين اللي قاعد معاهم.

وتحت اللي قدامنا يقطن الحج حسن: -أظن- في الخمسين من العمر، عنده مصنع وكام محل ملابس رياضية في عابدين، وعنده ولاد كتير ما شاء الله... ورغم إنك ممكن تشوفه كتير، صعب تتكلم معاه.

أما الدور التالت بقى، فهو منور بينا:

عيلة مصرية أصيلة بنت حلال

:

أب
،
وأم
،
وشوية عيال

-سبحان الله يا عبد العال-

مفيش حاجة ممكن أقولهالك عننا غير إننا عيلة بتحب مصر قوي، وبتحب البحر خالص مالص، وبتحب العلم جدا، وبتحب السمك طحن!

خييير...

بعد الخلفية -أو الباك جراويند للمتأزمين هُويتيا- التاريخية والاجتماعية دي عن عومارتشي العزيزة، نيجي بقى للي حصل النهاردة الصبح...

بس في مية... قصدي في مرة تانية إن شاء الله!

تابع هنا

الثلاثاء، ربيع الأول ٠٨، ١٤٢٨

هوامش علي دفتر اللي جراله: 3/؟


اتكلمنا في المرة الأولى علي الماشي عن سطوع شمس الظاهرة التدوينية علي مصرنا المخروسة... المرة دي هنبدأ ندخل في موضوع الإخوان والتدوين... بس أحب أفكركم بالكلام اللي قلناه في المرة التانية.

كان سلوك الإخوان غريبا يثير علامات التعجب والمئات من علامات الاستفهام، ويمكن تلخيصه في كلمتين ونص: الاستكشاف الحذر، والدخول البطيء... والإخوان اتأخروا في اقتحام الساحة التدوينية... طيب ليه؟
.
.
.

[ تأخر الإخوان في التدوين: المداخل التفسيرية ]

لو هنتكلم عن أسباب تأخر الإخوان في التدوين، فممكن نحط الأسباب دية في مجموعتين: أسباب عامة مرتبطة بالمجتمع المصري، وأسباب خاصة بالمجتمع الإخواني وقاصرة عليه، وإن كان من الممكن تعميم بعضها علي الحالة الإسلامية عموما.
بس
أنا فضّـلت إني أخلّيهم مجموعة واحدة وأشير للنقطة دية في الأول؛ علشان الحوار ما يكلكعش مني.

أكثر من هذا، ما أطرحه ليس أسبابا وإن بدا كذلك!

- شكلك من الصبح ما كانش عاجبني أساسا!

طب اصبروا بس عليا شوية.

أفضِّل أن أسميها مداخل تفسيرية...

- إيه يا عم الراجل ده! من صباحية ربنا وهو عمال يتفحطل علينا!

والله مش فحلطة ولا تفطحل أو تفحطل، وبعدين هوا حد عارف يعني إيه تفحطل الأول؟

الفرق مثلا إن
أنا وعمرو ممكن نكون متفقين علي إن في علاقة واضحة زي الشمس -سلايت عباد الشمس- بين عدم أكل الفول الإسكندراني الساعة تمانية إلا نص وخمشتاشر دقيقة وثانتين وتلت فيمتو ثانية، وبين ضعف المشاركة السياسية مثلا.
بصوا بأة الحركة دي... لا سحر ولا شعوذة:
عمرو عايش في نظرية المؤامرة، فبيقول إن الحاكومة حاطة للمواتنين شاي أخضر في الفول؛ عشان العلماء الاستراليين في بلجيكا، أثبتوا من تجاربهم في الفلبين، إن اللي يشرب كركم نيو جيرسي في اليمن بتوقيت نيروبي، غالبا بيكون "مواطن مصري صالح"... للاستبداد.
أما
سعادتي بقى، فشوفت إن البني آدم اللي مش بياكل فول الصبح ده غالبا بني آدم معترض علي كل حاجة، ومن ثم هو معارض للحاكومة، بس لإنه مش عارف يشغل دماغه-؛ طبعا عشان مش بياكل فول-، فهو بيعارض وبيقول لأ لكل حاجة، وعشان كده مش بيشارك.

يعني بصريح العوبارة كده ممكن نكون متفقين علي إن فيه علاقة ما بين عاملين، لكن في نفس الوقت -وفيه كلمة إنجليزي يا مرسي معقدة بس بنت حلال قوي: ساي مال تي ني يص لي- وارد نختلف في شكل العلاقة والعوامل الوسيطة.

وبالتالي إحنا ممكن نتفق علي المداخل التفسيرية لقضية زي إن
عمرو مثلا مش بياكل البسبوسة والكنافة والحاجات اللي تقرب لهم، بس ممكن قوي وجدا -وأبا عن جد كمان- إن تفسيراتنا تطلع مختلفة!
علي رأي
عمرو "مش عيب"، وعلي رأيي أنا كمان -إشمعنا هوا يعني- "ولا حرام".

ما علينا!

المهم، أهم الأسباب العبقرينوية هي كالتالي:


[1]

العامل الزمني


وأعني به: الفترة الزمنية التي فيها ظهر التدوين، وبدأت الظاهرة التدوينية تشق مجراها بثبات وقوة في أرضنا العطشى.

كانت الفترة التي ظهر فيها التدوين، وبدأ في الانتشار فترة عصيبة علي مستوى الحوش السياسي المصري عموما، وعلي مستوى الفعل الإخواني خصوصا... فمن تحضير لانتخابات محلية إلي إلغائها، مرورا بالانتخابات التشريعية وما رافقها وتبعها من أحداث ونتائج وتأثيرات هامة، وصولا إلي أزمة القضاة ودور الإخوان وباقي القوى الوطنية في مواجهة تجبر السلطة وتغولها، وانتهاء بفيلم التوريث الهابط، ومسرحية ملوخية المحاكمات العسكرية بالأرانب.

- طب وإيه العلاقة يا فكيك؟

كان الإخوان مستهلكين تماما ومستوعبين لشوشتهم في غمرة هذه الأحداث المتلاحقة -دي غير محطة المترو اللي قبل رمسيس-...

الغريب هو أن الحركة التدوينية الوطنية قد اكتسبت زخما -زي ما بيقولوا- وكسبت أرضا، وحققت نجاحات مذهلة في ذات الفترة العصيبة!

لكن ما يثير الاستغراب أكثر ما نشاهده ونعلمه من ضعف الإخوان إعلاميا، وحاجتهم إلي كل وسيلة يمكن توفيرها لسد النقص، وجبر التقصير، ومحاولة مواجهة الحرب الإعلامية الحكومية -اللي غالبا بتجيب نتايج عسكية بالمناسبة-. وفي ذات الوقت نجد أن المدونات تقدم مساحة ضخمة من الحرية غير قابلة للرقابة عموما، وغير المكلفة إطلاقا، مقارنة بالوسائل الأخرى.
فلِمَ لَمْ يحدث هذا الاتصال، وكيف لم يوجد ذاك التواصل، وعشان إيه لم تنعقد تلك الصلة بين الإخوان والظاهرة التدوينية؟ رغم شدة الطلب وتميز العرض!

ملاحظة أخرى عن الحركة التدوينية المصرية عموما:
أظن -علي حد علمي- أن معظم المدونين -أو علي الأقل نسبة كبيرة منهم- ليسوا من المنضمين لحركات، أو منضويين تحت تنظيمات، بل وربما لا ينتمون إلي تيارات فكرية محددة، بل وقد تجد كثيرين وكثيرات قد اتخذوا من النشاط التدويني وسيلة لنقد، وانتقاد، ورفض، ونقض، الحركات التي خرجوا منها، مطرودين أو مخنوقين. فاندفعوا إلي التدوين كنشاط جديد، وجميل، وبديل، وفعال؛ كي يحققوا ما يمكن وصفه بـ"أهدافهم الوطنية" علي العموم.

السؤال المنطقي هو: لماذا لم يكن للإخوان نصيب في كعكة التدوين؟
لم ظلوا يراهنون فقط علي مسارات العمل التقليدية التي أثبتت قلة العائد من ورائها، والتي تتطلب بذل جهد وتحمل عبء يثقلان كاهل الإخوان، فضلا عن أن مسارات العمل التقليدية هذه، هي ذاتها التي حرمت الإخوان من اقتناص هذه الفرصة؟

ولو جبنا من الآخر، يُقرأ السؤال كالتالي:
هل هناك سمات -لم أقل مشكلات أو أزمات!- بنيوية، وخصائص -حد اتكلم عن إشكاليات أو أخطاء؟!- هيكلية في الإخوان-الجماعة تمنع أو تؤخر الإخوان-الأفراد عن التحرك الفردي الطبيعي، والذي تتطلبه أساسا مسارات العمل التقليدية تلك -غريب!-؟ لم كانت الوسيلة ذاتها العائق الأبرز أمام تحقيق الهدف الذي وجدت من أجله؟!

هذا السبب مهم جدا في رأيي؛ لأنه عامل كاشف!

فإذا كان يمكن الإدعاء بأن الإخوان-الجماعة ظلوا منهكين طوال تلك الفترة، فأين كان الإخوان-الأفراد... وإذا احتج أحد بأنهم كانوا منهكين أيضا بطبيعة الحال، أقول لا!

فمن ناحية، التدوين لا يستقطع وقتا طويلا من حياة الإنسان إلي هذه الدرجة، إذا عرف كيف يديره بفاعلية. ومن ناحية أخرى، ألا يستحق التدوين أن يتبوأ مكانة ملائمة علي سلم أولويات الإخوان -مش في أمريكا اللاتينية المرة دي-؟

والسؤال الأخير هو بيت القصيد، بمعنى: أن كل ما حدث يعكس موقع قضية ونشاط مثل التدوين علي قائمة أولويات الإخوان، وهذا بدوره يعبر عن شيئين دالين:

1- نمط تفكير والعقلية التي يمتلكها "عموم الإخوان"، والتي لم يثر انتباهها بريق التدوين، هذا إذا كان قد انتبهت إليه أساسا!

2- أسلوب الحياة التي تعودت عليه، وقنعت به "صفوة الإخوان"، بالشكل الذي منعهم ويمنعهم من المشاركة بفاعلية في مولد التدوين، ده طبعا بافتراض إنهم أكيد عارفينه ومتابعينه!

نكمل مرة تانية إن شاء الله...


طالع/ ي أيضا:

هوامش علي دفتر اللي جرى
مولد التدوين في مصر
سَمُّوهَا بمَعْرفِتكُم!
المداخل التفسيرية_2

حبيبتي ترررم!



إلي حبيبتي
ترررم:

وحشتيني...

مش كفاية كده ولا إيه؟!

تعالي بأه!

هوامش علي دفتر اللي جراله: 2/؟

[ سموها بمعرفتكم! ]

سموها مقدمة أو بداية أو افتتاحية أو توطئة أو اتفاق ناس جدعة أو كلام رجالة أو وش القفص أو فتحة خير أو إثبات قيد أو بدل فاقد أو أي حاجة كويسة وخلاص... المهم:
كثير من هذا الكلام لست متأكدا من درجة عموميته، ومدى صحته، يعني كل الناس المحترمين اللي وصلوا لغاية هنا قبل ما يقروا، أو يحاولوا يعكوا بأية طريقة كانت أو أصبحت أو أمست أو باتت... إحم إحم لا مؤاخذة...
كنا بنقول إيه؟
آه، كل الناس المحترمة قبل ما يقروا أو يعكوا بأية طريقة -بلاش كانت بقى المرة دي- يصلحوا نيات سيادتهم، ويعدلوا نضارات حضراتهم، ويفتحوا إدمغة سعادتهم...
ومن ثم لا يجب أن يفهم أي بني آدم/ أية بنت حواء أشياء غريبة وعجيبة ومتلونة من أي حاجة هتلاقوها هنا...
هنا يا أبيض يا أسود!
أي نعم... اللون الرمادي خلاويص، يمكن تلاقوه في الدكاكين اللي جنبنا!

وأتمنى ألا أجد إنسا يقوِّلني ما لم أقله، ويبني كشكا من الأحكام المسبقة، أو يفتكر كبشة صور ذهنية خاطئة، ولا لبشة أساطير منسية، ويتخذ علي أساسها موقفا عدائيا وعدوانيا واستباقيا... ما تخلونا صحاب أحسن. ولا إيه؟
لست هنا في موقع من يلقي الاتهامات، أو يبحث عن ضحية، أو يفتش في الضمائر، أو يسعى خلف سراب أي حاجة ملهاش لازمة... شغلنا كله في النور، وعلي بياض، وسلمني نضيف أسلمك نضيف...

هدفنا هو الحقيقة، وبالمناسبة بيقولوا "قد تتعدد الحقائق... ولكن تظل الحقيقة واحدة". أهي الحقيقة دي بقى هي اللي إحنا عايزينها، وإن شاء الله نجيبها، بس مش من قفاها زي أمن الدولة ما بيعمل.

بعبارات أكثر تقعررا وتعقددا، وبمعنى أدق وأشد وضوووحا: حديثي كله عبارة عن "ادعاءات"، وفضيلتك هتلاقي إنك ممكن تفرق/ ي بين حاجتين يمكن تصنيف كلامي علي أساسهما:

أولا: ادعاءات بحقائق .: Claims of Facts :. وهي وجهات النظر المتعلقة بما هو "كائن" أو موجود "فعلا".

ثانيا: ادعاءات بقيم .: Claims of Values :. يعني آراء مرتبطة بتفضيلات شخصية واختيارات فردية تعبر عما "يجب" أن "يكون".

أوعدكم، سأبذل أطول جهدي -معرفش بيقولوا قصارى ليه؟!- كي يكون معظم كلامي من القطعية الأولانية؛ عشان ما نبقاش بنبيع سمك في ميه، وتقولوا لي: قطيعة تقطعه هوا واللي يتشدد له...
وحتى عندما نجد اختلافا في النوع الثاني فهو المفروض إنه بيكون حاجة كده زي الدكاترة ما بتقول: صحي ومفيد وزي الفل، والبيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الزبيب...
من الآخر، فلنحاول أن نجعل اختلافات ادعاءاتنا بخصوص قيم معينة منطلقة من أساس متين، أو طالعة من فرشة كده بنت حلال، وهي: الحقائق المتفق عليها... وإلا يبقي نروح نقعد في بيوتنا أحسن، بدل حوار الطرشان اللي هنعمله ساعتها!


طالع/ ي أيضا:

هوامش علي دفتر اللي جرى
مولد التدوين في مصر
المداخل التفسيرية_1
المداخل التفسيرية_2

الأحد، ربيع الأول ٠٦، ١٤٢٨

خليك في حالك


في بداية هذه التدوينة لابد أن أشكر "مستر إبراهيم" عضو مجموعة الجنوب؛ لأنه أرسل هذا الرابط الجامد طحن.

المهم...
الموضوع وما فيه يا سيدي/ ستي إن فيه "إذاعة من تحت الأرض... يبثها فريق شبابي جدا، ومنتظر أن تثير قلقا في الأوساط الإذاعية الدولية بسبب جرأتها وحيويتها"...

الإذاعة أطلقها مجموعة من الطلاب المطرقعين في
جامعة بني سويف -وفي الرواية الحكومية شوية عيال-...

يبدأ هذا العرض الإذاعي بأغنية جامدة طحن:

بإيديك وبإيدين الحبايب... يا عاشق الأوطان
هنعيد قمر مصر اللي غايب... حرية الإنسان

حمل الأغنية لوحدها!
[ شكرا لعمرو مجدي ]

وبعدين طبعا نشرة الأخبار... لأ وكمان فيه.×.،.-.:):..

إيه ده ما تدخلوا وتسمعوا بنفسكم!

الحوار ده كله رد علي التشويهات الدستورية، بس جامدة جدا أس تلاتة... بمناسبة الجامدة، فيه جامدة برباط، وبيقولوا فيه جامدة بلزق، أنا رأيي تلبسوا سابوهات أو صنادل أحسن عشان الحر!

مش هأقول رأيي فيه دلوقتي... اسمعوا واحكموا بنفسكم!

الجزء الأول
الجزء الثاني
[ للتحميل:Right Click ثم Save Target as ]

ونصيحتي ليكم يا حلوين: يا ريت تخليكوا في حالكم!

السبت، ربيع الأول ٠٥، ١٤٢٨

هوامش علي دفتر اللي جراله






من فترة وأنا عايز أكتب عن ظاهرة أظن أنها مهمة، ولافتة، ومثيرة...

بس قبل ما نبتدي فيه كام نقطة نظام لازم يتقالوا:


-1-


الموضوع ده كله أساسا انطباعات شخصية، ومعها ربما بعض النقاشات مع الأصدقاء وزملاء الكار... وعشان كده ربما تجد/ ين أن الموضوع تغلب عليه الذاتية، ويمكن شوية تحيزات نتيجة طبيعة التكوين المعرفي والثقافي والاجتماعي... المهم يعني الكلام ممكن يكون شكله كبير بس لو حد مش فاهم أو مش عاجبه... ممكن يقول عليه كلام فاضي... وبعدين يرميه في أقرب...!


-2-


هذه مجرد مشاهد رأيتها وخواطر أحسستها، ولذلك فهي بالتأكيد ليست أحكاما نهائية، بل مجرد بداية لحوار ممتد ممكن يطول شوية، ومن ثم فالساحة مفتوحة للأخذ والرد، والموافقة والاعتراض، وإظهار الإعجاب أو التعجب أو الخنقة أو الفرسة أو الامتعاض.


-3-


كل ما ستجدونه هنا مجرد أطروحات أولية ومواقف مبدأية، ليس الهدف من عرضها التأكيد عليها ونشرها، وإنما التأكد من صحتها واختبارها... وأحد الأشياء التي أتمنى رؤيتها مقدار الاختلاف بين ما سأطرحه في البداية، وما سنصل إليه في النهاية.


-4-


أزعم أن هذا الموضوع سيتيح مجالا كبيرا وواسعا للاختلاف والاجتهاد والتأويل والاستحسان والاستبعاد والاختيار والتضحية... فحتى نصل بسفينة الحوار إلي بر الأمان: عايزين نحترموا وقتنا، ونحافظوا علي بعضشنا، ونعلى بنفسياتنا مع ذات نفسياتنا... يا كباتن، عايزين جودة في الأداء!

طيب...

كان ياما كان، يا سعد يا إكرام، في يوم من الأيام، في سالف العصر و الزمان والمكان والأوان، ظاهرة اسمها التدوين... ظهرت في أوروبا والدول المتقدمة -اللي هي بتاكل مع الكباب طحينة-، ولم تكن -فيما أعلم حتى الآن- سوى مساحة حرة للكتابة، أخذت طابع المذكرات الشخصية عموما...
المهم الأخت تدوين سافرت وإجت عندنا، ومع مساحة الحرية الواسعة التي تمنحها المدونات، اكتسبت ظاهرة التدوين مساحات وأبعادا وأدوارا أخرى غير التي كانت عليها في بيتها ومطرحها، وأثارت أسئلة وقدمت إجابات، وعبرت عن مخاوف، وكشفت عن انطباعات، وأبدت ملاحظات كانت قد غابت أو تورارت خلف ستار المشهد الدامي في مصرنا المخروسة، أهمها -فيما أرى-:


[ مولد التدوين في مصر ]

[1]

ترى ماذا يمكن أن يحدث عندما نأتي بظاهرة تقدم مساحة ضخمة من الحرية كظاهرة التدوين، في مجتمع مكبوت مقهور مثل مجتمعنا العزيز؟
ليس أقل من ذلك الصوت الذي نسمعه عندما نضع الطاسة التيفال في الحوض بعد ما نقلي البيض!
ما حدث ببساطة هو التالي: تم استثمار أسلوب التدوين، بمميزاته الكبيرة والجديدة علي مجتمع الديجيتال -فضلا عن المجتمع العربي الراكد الراقد-، كأحد أدوات معركة الإصلاح -لا أقول السلطة-، وتم توظيفه في حرب التغيير...
ظهرت وتبلورت مجموعة من المدونات، يمكن أن نسميها "المدونات الرموز": قادت وأدارت هذا "النضال" الإلكتروني، وكانت المسئولة عن إدخال ودعم التدوين في مصرنا المفروسة، وازداد الزخم واحلو اللعب أكتر مع اتساع ساحة المواجهة لتشمل أقسام الشرطة، وأقبية السجون، وساحات المحاكم، إضافة إلي الحروف والصور والكلمات.

باختصار...

كانت لحظة الاستقبال لحظة فارقة، وصادمة، ومفاجئة، وموحية...
- كانت لحظة فارقة بين عهدين: عهد منعت فيه الكلمة -أية كلمة-، وعهد جديد لم يجد المنع متسعا له فيه...
- كانت لحظة صادمة لمجتمع أبي إلا أن يعيش منافقا لنفسه حتى النهاية، يخشى المواجهة، ويقدس كل ما يتوهمه ثوابتا، حتى أصبح كالدبة التي قتلت صاحبها.
- كانت لحظة مفاجئة لنظام متسلط مستبد تيبست أركانه، وإيديه اتقشفت، وريقه نشف... أصبح في حالة يرثى لها، وقد تبين جبنه وضعفه وخوفه ورعبه وبلله حتي أمام "مجرد" قلم وورقة أو كيبورد وماوس.
- كانت لحظة موحية، قد تبدو لمن ينظر من بعيد أملا جديدا لاح في الأفق... لكن الدرس الأهم الذي كان علينا أن نستوعبه ونفهمه جيدا أن علينا أن نغير وسائلنا ونجدد عملنا، بعد أن أصبحت كل وسائلنا وأدواتنا تقليدية قديمة عتيقة... وهذه الوسائل والأدوات التقليدية القديمة العتيقة، عديمة النفع، بالية القيمة.


[2]


تبدى سؤال مهم وسط ركام ذاك المشهد المضطرب، وهو: أين الإخوان؟...
بطبيعتي، لست أميل إلي هذه التصنيفات و-التي تستدعي وتستعدي بالضرورة- خبرات وتحيزات واختيارات، ولكن لابد مما ليس منه بد -وفي رواية أخرى اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين- وعملية التصنيف والتعريف أحد أهم وأولى مراحل البحث والتحليل...
ما علينا... المهم يعني عندما دخلت ظاهرة التدوين إلي مصرنا المنكوبة -بنا أولا-، كان "حارس البوابة" بالأساس ممن يوصفون بـ"الاشتراكيين" و"الشوعيين" وغيرهم من أعضاء حركة كفاية بالأساس.
-"حارس البوابة" مفهوم اتصالي يشير إلي عملية انتقال وتفاعل المفاهيم والظواهر بين الثقافات والحضارات المختلفة، ويعني من قام بنقل المفهوم ونشره ودعمه، ومن ثم كان المسئول والمؤثر الأساسي علي مساحات الظاهرة، وأبعاد المفهوم، والمتحكم في حدودها وسماتها-.
بطبيعة الحال كان "حارس البوابة" أكثر من شخص/ شيء، تمثلوا في "المدونات الرموز"... ولكن لأن "حارس البوابة" مفهوم تغلب عليه الأبعاد الفكرية أساسا، ولأنه يمكن الزعم بأن "المدونات الرموز" كانت تنتمي إلي مدرسة/ اتجاه فكري واحد، فأنا أفضل أن نقول "حارس البوابة" بصيغة المفرد، فلسنا أمام "حراس" في حقيقة الأمر، بل مرجعية فكرية ونموذج معرفي واحد.
لم يأتِ السؤال عن موقع الإخوان من خريطة التدوين علي أساس أنهم أهم أو أفضل من غيرهم، أو انطلاقا من تحيز شخصي... يعني ليس ذلك انطلاقا من حكم قيمي تفضيلي يميز الإخوان.

أبدا!

كان شيئا غريبا!

- الإخوان أكبر وأقوى فصائل المعارضة، وأكثرها إثارة للجدل والدجل والنقاش العام والخاص، واللي بيجي علي دماغها جزء لا بأس به إطلاقا من طيش وعناد وغباء واستغباء واستبداد هذا النظام الفاشي الفاشل...
- معظم المطالبين بالتغيير، والناشطين من أجل مستقبل أفضل لمصرنا المخروسة، انطلقوا في "تراك" التدوين -يللا يا عمرو، شوية أزمة هوية عشان ما تزعلش- وخاضوا التجربة بحلوا ومرها، ومرت جولات كثيرة، وبرزت تطورات عديدة، وتحققت نجاحات مريرة.
- الإخوان ما زالوا في صمتهم...

حتى لا يكون حديثنا هلاميا، وعشان نمسك حاجة في إيدينا الحلوة، فلننظر مثلا إلي تاريخ إنشاء أول مدونة إخوانية فعالة وهي -فيما أظن- مدونة "أنا إخوان"، وصاحبها عبد المنعم محمود صحفي إخوان، تعرض للاعتقال من قبل، وبدأ في التدوين منذ أكتوبر الماضي [2006]...
علي الجانب الآخر، مثلا نجد علاء سيف، صاحب مدونة "منال وعلاء"، يصفنونه ضمن اليسار، وتعتبر مدونته أحد أهم "المدونات الرموز"، وتاريخ إنشائها [15 يناير 2004]...

إيه ده؟ يعني كده فيه 33 شهر تقريبا بينهم؟!

السؤال الذي نجيب عنه فيما بعد هو: لماذا؟
ما تفسيرات تأخر الإخوان في التدوين؟ ولما نسأل سؤال زي ده بيكون قصدنا طبعا الإخوان-الأفراد لا الإخوان-الجماعة!


[3]


بمرور الوقت، وابتعاد لحظة الاستقبال... قلت حدة الموقف، وزالت عن التدوين بعض -ليس كل- هالات القداسة التي منحت له، باعتباره عضوا جديدا في شلة النضال والتغيير والإصلاح.


[4]


بدأ الإخوان دخول الساحة التدوينية متأخرين نوعا ما، يعني شويتين تلاتة أربعة كده، و...

مش كتير أوي! حوالي 3 سنين بس نو!


- - - - -


نتكلم بس الأول شوية عن قصة التدوينة دي، واللي هيكون بعديها حبة تدوينات إن شاء الله...
هوا زي ما قلت في الأول، أنا من فترة عايز أكتب عن الموضوع ده: التدوين في مصر، كان عندي شوية ملاحظات.
ومن شويتين كنت باتكلم مع صديقي مجدي عن حياته "اللي جراله" وتدويناته الأخيرة: نفسه يتجوز بقى، ثم تقدمه لإحدى بنات الحلال وانتظاره لتليفون، وأخيرا قصة رفضه، والانعكاسات الدولية والأصداء الإقليمية والتأثرات المحلية المنبثقة -حلوة دي- عن كل العك ده.
وبعدين توسع الحديث من الخاص إلي العام، واتكلمنا عن تفاعلات الناس مع أسلوبه في التدوين، وما يصح وما لا يصح، والحاجات الكويسة، والحاجات البطيخ... لقيت كلام كتير عايز أقوله!
يعني من الآخر اتفقت رغبتي المؤجلة وتوافقت علي غير ميعاد مع حديثنا، ورغبتنا في تسجيله، واختبار افتراضاتنا، والتحقق من صحة ما نظنها وما نراه حقائق...
إذاً هذه مجموعة تدوينات/ اجتهادات/ طرقعات -اختر مما سبق- عن "الإخوان المدونين".

هل تسمعني؟

حوّل!

ما رأيكم؟... دام فضلكم!



6/6
!
نشرت منذ أكثر من أسبوع: دفقات -لم تكن أبيات- من مشاعري -لم تكن شعرا-...
المهم، أريد أن أعرف رأيكم فيها من كل الزوايا، الممكنة وغير الممكنة.










ساعات معدودات: 1/6

ساعات معدودات: 2/6

ساعات معدودات: 3/6

ساعات معدودات: 4/6

ساعات معدودات: 5/6





خبر جامد... شعور جامد... و مطلوب دعاء جامد

شوفوا بقي...
امبارح حصل حاجة عجيبة جدا...
بس قبل ما أقول هي ايه، في حقيقة لازم تعرفوها...
إني عندي امتحان كمان كام ساعة...
الحدث العجيب بتاع امبارح كان ايه بقي؟؟؟
أنا قعدت ذاكرت... مختارا... في غير زنقة، و لا حشرة... لمدة تزيد علي النصف ساااااااااااااااااااااااااااعة...
طبعا دلوقتي تلقيكوا بتقولوا ده ماله ده؟
لا فعلا... و ربنا ذاكرت... و كان شعور جامد طحن...
حسيت اني باتديت أستعيد صفتي كطالب...
بس للأسف بعدها... يعني، مش هقول عدت كما كنت، بس هي دي الحياة... كل شيء فيه مد و جذر...
الشاهد في الموضوع ايه بقي...
إني اكتشفت اكتشاف عظيم... يليق بعظمة الحدث...
إني - كما قال عبدو في التليفون بتاع نص الليل - معنديش مشكلة في فعل المذاكرة ...المشكلة كلها في حمل نفسي علي البدء في الفعل...
يا جماااااااااااااااااااعة... ده في حد ذاته إنجااااااااااااااااااااااااااز... أولا ذاكرت .و دي حاجة لوحدها عاوزه تسقيف... ثانيا ضحدت تلك الإدعاءات السلبية الفاشلة التي بنيتها في رأسي إني مبعرفش أذاكر... و حولت المعركة لمعركة انتصار علي النفس... معركة إرادة... أو كما يقول المتأزمون هويتيا
self control
و كما يقول الإسلاميون: مجاهدة النفس...
في النهاية... سميها زي ما تسميها... هو ده اللي أنا بعمله دلوقتي... و الموضوع مش سهل... صعببببببببب... بس مش مستحيل... و علي يقين إني أقدر إن شاءالله... ساعدني يا رب... أرجوك متسيبنيش لوحدي...
ربنا يعينني في أسبوع الامتحانات العبقري اللي أنا فيه ده...لو كان امتحان العلاقات الدولية أهو عملنا قبله كده... ربنا يستر في بقيت الامتحانات و نقدر نتحكم في نفسنا شوية...
دعواتكم كتييييييييييييييير...

الأربعاء، ربيع الأول ٠٢، ١٤٢٨

كلمات عن ال.... قرار؟!!!



أتت النتيجة... تخبرني... بأني كنت أحلم... كانت أحلامي واهية... كنت أظنني إنسانا... جاءت لتعلمني أني لم أصر بعد... جاءت تصيح بي... أن أفق... جاءت تحاول جهدها تصحيح وضع قائم... تبصير قلب نائم... كيما يصير للعوالم مثالا يحتذي... لا لن أدعه ... حلمي لم يمت... طموحي لم أراهن عليه يوما و خذلني... انهض يا قلبي لا تحزن... فجراحاتك لم تقتلك... بل أصبحت الآن قوي... و الأقوي دوما في القمة... و الأقوي دوما في القمة.

فالآن... قد آن الأوان لی کی أتحرك بصدق... أنا قد رسمت الطريق لكنني... لم أسر فيه منذ زمن... أدري به، و بحاله ، و بطوله و شقائه... لكنني قررت خوض غماره... و سأنتصر... ما عاد يجديني النواح علي الحوادث و الزلل... قد كنت أعلم دائما أن الريادة لم تكن لذوي العلل.... و ما العلل... علل العزيمة ليس يخطئها النظر... هي هادمات للقلوب مع العقول... هي تلك تعصف بالبشر ... فيصير كل منهم كيان لم يكن... و مكان اسمي ليس بين أولائك... أنا قد خططته بين أسماء عظام للرجال.. هو في ثنايا العز نما... سلك الطريق إلي العلا... هو في صفحة التاريخ تذكر عزه ... و جميل فعله ليس يكفيه الدرر... هو عند ربي يذكر... فيصير رمز بين أعلام الكرام من البشر... هو في جوار المصطفي.... هو تحت ظل العرش... هو في المنابر نورها يعمي البصر... هو في صحبة الأخيار من كل البشر... هو كل هذا...و أكثر... إن أنا "قررت"... و ذاك العهد يا نفسي...
فقد قررت!!

الثلاثاء، ربيع الأول ٠١، ١٤٢٨

ساعات معدودات: 5/6

...
...




إلي قصاص...
وإلي كل قصاص!


- - - - -

فإليك يا قصاص
وإلي كل قصاص
وإلي كل إنسان
أقولها
...
مني فخذها
عني فبلغها
...
إن الشمس إذا اشتد حرها
تأكد قرب أفولها
وهان أمرها

وما هم من الشمس إلا مثل حرها ونارها
أما نحن؟
...
فأنت تقولها
...
نحن ضياء هذا البلدة
إن غابت الشمس عن ميقاتها
ونحن النجوم يرشد الله بنا الحياري
إن سرقوا الأقمار من مداراتها
أو هدّموا وغلّقوا مناراتها
ليتيه الناس في ظلماتها
لكن!
لا وربي...

لا
...
لنُنصرن ولو بعد حين
نحن جند الله... نحن -بإذنه- الغالبين
فلنصمد صمود الثابتين
ولنشعل من أرواحنا نورا للعالمين
فاصبروا...
نراه أمامنا
طريق الفوز المبين
طريق المؤمنين
إلي
أعلى عليين



طريق طويل
فوطنوا النفوس علي اليقين
بأن لله سننا وآيات محقَقِين
بأن الأرض يرثها عبادي الصالحين
وإن حزب الله هم المفلحين
وإن جند الله لهم المنصورين


قال لي عمرو:
ولم كل هذا الخطر؟
أجبت بعد تفكر ونظر:
حتى لا نعيش كالحُمُر
ولأن الله خلقنا
لنحيا
كالبشر...
ولذلك
علينا أن نكون إنسا وبشر

أرهقني كعادتنا، فقال:
ما لنا ومال البشر الآخرين؟
ألا يكفي أن نعيش صالحين

أتعبني عمرو تعب المجرمين
وصدمتني مقالته صدمة الجاهلين

تحدثنا دهرا
حتى انفض الجمع
وملَّ السامعون
و...
وخلاصة المقال أنه:
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم و...
...
وأهلها مصلحون




كي يزهر الورد
ويثمر الشجر
...
وغدا يقول بني البشر:
مروا من هنا وهذا الأثر

فهذه أربع
فاحفظها عني
وخذها مني



فلنكتبها بدموعنا...
وآهاتنا...
بدمائنا...
بل ورفاتنا!


يا رب العالمين
يا من ترى خلقك الظالمين
وتسمع عبادك المساكين
...
أعّنهم
أغثهم
كن معهم في كل حين
فهم عبادك
...
قد باعوا
ليسوا بمشترين
ولا باخلين
ولا آيسين
ولا قانطين
ولا عاجزين
ولا يائسين
ولا مستيئسين

هل علمت يا عمرو
وهل سمعت عن ياسين
كان يرى الفجر المبين
من دجي ليل الأنين
سألني عمرو فقال:
وكيف هم في ساعاتهم المعدودات
وأيامهم المعلومات؟

قلت متعجبا:
أملهم... أكيد
صبرهم... عجيب
ثباتهم... غريب
ربهم... مجيب
نصرهم... قريب

إنهم يرونه...
يسمعون زقزقات العصافير
يلمسون طيف الحلم الجميل

لقد كانوا يعلمون
يعملون
يستعدون
ينتظرون
تلك الساعات
...
الساعات المعدودات!

واليوم نقول
...
علموا
فعملوا
واستعدوا
وترقبوا

أما غدا
...
فبإذنه يُقال

اِبْتُلُوا
فثبتوا

اِمْتُحِنُوا
فصمدوا

صبروا

فانتصروا

وانتصروا

ثم انتصروا

!



الأحد، صفر ٢٨، ١٤٢٨

ساعات معدودات: 4/6











إلي قصاص...
وإلي كل قصاص!



- - - - -






أخي الصغير...
لا تخجل من دمعتك
دمعاتك
دموعك
آهاتك
...
لا يزعجك بكاء الصغيرة
ذات الضفيرة
...
فقصاص سيعود
وكل قصاص سيعود
وعد من الله
من قبل موعود

أختي...
امسحي دموعك الساخنة
ارفعي الرأس عاليا
فلنا الله
ولسنا مع الله نخشَ جاهلا

أخي...
أختي...
أمر أخير!
قد ترونه صعب عسير
ولكن قصاص -كل قصاص- به جدير
لا تدعوا علي الظالمين
بل ادعوا لهم مخلصين
لسنا نكرهم رغم كل المقهورين!
رغم المعذبين
رغم البين
ورغم الأنين
...
ليس ضعفا أو لين
هذا سر قوتنا يا حاسدين
أتذكرون محمدا؟
ماذا يا ترى كان سيكون المسلمين؟
لو أطبق عليهم الأخشبين





فيا أيها الظالمون مهلا...
إن للسماوات والأرض جبارا...
يوم تبيض من هوله وجوه...
وتسود وجوه خزيا وعارا...




ألا فامضِ يا قصاص
امضِ... لا تخشَ علي زوج أو مال أو ولد
انهض...
اركض...
الحق بالركب
لا يلتفت منكم أحد
...
فالزوجة والمال والولد
والبلد
مع الله
الله الصمد





ستعود يا قصاص
...
متى هو؟
قل عسى أن يكون قريبا!








ستعود يا قصاص
ستعود
لتكون قصاصا بحق
لن ترضَ بالسكون
سكون الموت...
بل قل:
الموت للسكوت!

ستعود لتقص الحكاية
من البداية
حكاية المصلحين
الثوار
الأحرار
الشرفاء
الأتقياء
الأنقياء
الأخفياء
الأمناء
الصابرين
المحتسبين
الثابتين
المكافحين
المناضلين
المرابطين
المجاهدين

...

وحكاية الظالمين!





فيا عباد الله اثبتوا...
اثبتوا... واذكروا ذا النون...
فأنتم مثله:
داعون
علي الناس حريصون
علي الإنسان مشفقون

رسالتكم رسالته
يا أيها الناس
اعملوا علي بصيرة
فقد ادخرها الله لكم:
عليون
فاسعوا إلي جاهدين
يحدوكم الأنين والحنين
بروح وثابة لا تستكين
لا يقيدها قهر السنين
بعقل لم يسرقه الظالمين
بعزم لا يلين



ألا فاعملوا!
واعملوا
ثم اعملوا
إنها عليون
ألا تعقلون؟
...
فاعملوا وجدوا
تنالوا عليون
...
اعملوا
ولو كان دونها المنون
حتى وإن سرتم...
ليالي...
وشهور...
أو حتى سنين...
اعملوا
وإن نمتم غير هانئين
وإن طعمتم غير شبعانين
وإن شربتم غير مرتويين
وإلي الأهل غير مستأنسين
وما يضركم...؟!
ما يسوءكم يا عاقلين؟
قد سبقكم بها صهيب
وسمع البشرى من سيد المرسلين
أن ربح البيع أبا يحيى
وإنه والله للفوز العظيم

السبت، صفر ٢٧، ١٤٢٨

ساعات معدودات: 3/6









إلي قصاص...
وإلي كل قصاص!


- - - - -







أيا قصاص صبرا صبرا
فإن مع الصبر نصرا
إن بعد العسر يسرًا
...
لا تظن السجن قهرًا
رُبَّ سجنٍ قاد نصرًا




يا قصاص
لا تأس أبدا
وكن فرحا
فهذه أشعة الفجر تتبدى
تظهر
تشتعل
رويدا... رويدا

لا تحسبن الله يتركنا
لا تصنع بك الأوهام جبنا
...
نحن علي العهد كنا
ولا زلنا
...
لا تظنن بنفسك ضعفا
ومثلك "نُعَيم" في الحديبية قد أمسى
ثم أصبح بفضل الله رجلا بألفاً

يا قصاص
لا تحسبنهم في زنزانتك سجنوك...
انظر
فهم داخلها مسجونون!
أنت عاقل تريد ما تفعل
أنت حر تفعل ما تريد
أما هم...
أنت السيد... وهم... العبيد!


يا قصاص
أتدري؟
زنزانتك الرطبة العفنة العطنة
علي ضيقها
أوسع عندك من قصره وقصرها
نعم! قصره
قصره الفخيم يا أبا البنين
الدنيا علي اتساعها أضيق عليه منها
إنها...
زنزانتك العطنة العفنة الرطبة







الدنيا...
كلاكما ترونها شيئا واحدا
فرصة!

لا تبتئس
يا صاحبي
لا بأس
...
فاجتماعكما
شر لا يضيرك
وشرف لا يستحق

إنكما وإن اجتمعتما
إلا أن الفاء أبت إلا التمنع!
...
بم؟
بك!
...
وكفاها فخرا أنها فرقت بينه
وبين شريف مثلك




تأملت حالكما
فنظرت
وتفكرت
...
وجدت شيئا عجبا
أتدري؟
رأيت الدنيا تجمعكما

اهدأ وانتظر
واسمع الخبر

شيء واحد...

الدنيا
...
هي فرصة

اتساع الدنيا هذه
يعني أن دنو أجله قد اقترب!
لأنها فرصة

فرصة واحتمال
لقتل أو اغتيال
ينفذه أحد الموتورين
-وهم كما تعلم خلق كثير-
يستقطع من حقه يوم الدين

إن أخوف ما يخافه
يوم نهايته
هذه الكلمة
باتت شبحا يهابه
ويخشى حتى كل جرف من حروفها
حروفها الخمس
ن هـ ا ي ة

أما أنت
فدنياك أيضا
...
فرصة
كي تعد العدة
ليوم الظُلَّة
وكلما اتسعت
عني ذلك أنك اقتربت من هدفك...
خطوة

فكل إنسان استثمار وثمار
وبها تغدو دنياك
هـ ا ن ي ة

هل لاحظت أن الحروف هي ذاتها
ألا فلتتدبر!





أما رأيت أيها الرفيق؟
النتيجة واحدة وإن اختلفت الطريق
كل الطرق إلي روما تؤدي...
فابحث فيما وراءها
ودعك من التجلي!






يا قصاص
لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
إنما ليوم شديد الحر يؤخرهم
وعندها تعلم -بل ترى- مستقرهم ومستودعهم

وحق لك أن تعلو وتفخر
وجبين السفهاء والسفلاء بالعار يدنو ويزخر
وبمثلك يا قصاص يغدو السجن
قبلة الشرفاء
وبيت المصلحين

الجمعة، صفر ٢٦، ١٤٢٨

ساعات معدودات: 2/6







إلي قصاص...
وإلي كل قصاص!


ساعات معدودات...

أما وصلك عن خاتم الرسالات
أن هناك صلوات بالنهار قائمات
وبالليل ركعات راقيات باكيات
أما الأولى فهي للمسلم كما الماء للنبات
وأما الأخريات
فقد ادخرهن الله هدية وبركات
نعمة وتكرمات
لمن يُرِي الله من نفسه همما عاليات
فيرزقه من فضله دعوات ودعوات
لو وزنت بها الأهرامات
ما كفتها ولا حتى السماوات





ساعات معدودات...

هي لمن ينظر
هي الباقيات الصالحات
بها ندخل الجنات
وعليها نلقى أصحاب النبوات والرسالات
ليعلموا أن قد خلفوا سوادا من رجالات
ما تركوا مكرمة، ولا أضاعوا الصلوات

ساعات معدودات...

هي نار وأنوار
نار تحرق
وأنوار تضئ
نار تلسع المصلحين
تطهرهم من ذنوبهم
إن كانوا مقترفين...
وتقرب خطوهم من رب العالمين
...
هي نار الدنيا
عليها يعرض المؤمنين
لتميز الخبيث من الطيب
وكي ينطق الله الولد
اثبتي يا أماه... فإنك علي الحق
ولو فت الكبد!

فمن فاز فاز...
ومن انزلق... هوى فاحترق!

واعلم يا عمرو
أن النار تكون
للجراح تطهيرا وتضميدا
وللذهب تنقية وتمحيصا
ثم...
تكون النار
نورا
...
كانت شرا
ثم غدت
فرحا وسرورا

وكما خرج المعدن الأصيل ذهبا...
يخرج الحطب فحما...
وكذا ميزان الدنيا!

أما علي الظالمين
فلا نار!
بل تستحيل نيرانا
...
نيران لا تستكين
تكاد جهنم من شدتها تشتكي
وإلي الله تحكي شكوها وبوحها
يا ربي ما بال هذه النيران
تفعل هذا بضال الإنسان
أليس لهذا خلقتني؟

فقط لو عَـلِمَت حينها
أن هناك حقوقا إذا انتقصت لا يؤجلها
من رحمته يمهلها
أما إذا أخذها لم يفلتها
...
في الدنيا
هنا
وقبل أي شيء
هنا
وغدا يعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون




ساعات معدودات...
ثم تتحقق الآمال ومثلها الغايات

ساعات معدودات...

بعدها تصبح الآهات
ضحكات...
بسمات...
وبطولات...
ذكريات...





ساعات معدودات...

من فاته خيرها فقد مات
فالموات خمول العقل والإرادات
وبضدها -لو تدري- تتميز الأشياء!

فلا والله ما قضينا كل هاتيك السنين
لنكون اليوم للعهد ناسين أو متناسيين
ولا غافلين ولا متغافلين
ووالله لن نكونن من الخوالف أو القاعدين
فهو القدوة... وهو المثال: ياسين
مُقعد... لكن لم تفت في عضده جراحات السنين

فلنشد مئزر العزم ونربط العُصابة...
عُصابة اليقين...
ولنري الله من أنفسنا خيرا وأملا وثّابين
عملا...
وجهدا...
إرادة لا تلين

فخذ منا يا رب حتى تكون من الراضين
خذ منا... نحن راضيين
اشتريت...
ونحن البائعين
بائعين نعلم علم اليقين
متأكدين
واثقين
أننا بحبك
نحن الفائزين
فنحن الخالدين
نحن الوارثين
نرث الفردوس...
فيها ساكنين
آمنين
مطمئنين

فخذ منا يا رب إلي يوم الدين
يوم حشر العالمين...
وأنت العليم بأنا بائعين
صدقا مخلصين
وحدك لا شريك لك
لا لغيرك بائعين
ليس غيرك مشترين...

فخذ منا يا رب
حتى نسمعها
محلقة أرواحنا... طيبين
ونظل سامعين مرددين
أن ربح البيع...
فادخلوها خالدين
أن ربح البيع...
فادخلوها خالدين
أن ربح البيع...
فادخلوها خالدين

الخميس، صفر ٢٥، ١٤٢٨

ساعات معدودات: 1/6



أقر أنا المكتوب أعلاه، ساكن في العنوان إياه أنني أنا المدعو –"لو تزود كاف يبقي أدق"- عبدو بن خلدون، لا أدعي أن هذا المكتوب أسفله شعر، أو نص أدبي من أي نوع...
كان هذا مجرد انفعالات اجتاحتني ومشاعر تملكتني... وكانت أقوي مني...
كانت بداخلي... وكان لابد لها أن تخرج...
خرجت بسلام...
ها هي
بين
يديك
!






إلي قصاص...
وإلي كل قصاص!

- - - - -

ساعات...
تفاعلات...
وآهات...

انتظارات...
متاهات...

نيران...
ونور...

نار...
وأنوار...

آلام...
آمال...
أحوال...

عبر...
وعبرات...

دمعات...
دعوات...

انفعالات...
هي...
خاطرات...








يا عمرو
مالي أرى أنه
طوال السنوات الماضيات
يبقي من دائما الليل
ساعات معدودات
هي للنائم راحات وتقلبات...
وللحالم أحلام وتوقعات...
وللطفل بكاء وتوسلات...
أما المتبتل...
فهي له خلوات
صلوات
ودعوات







ما أتعس العجائز!
لا يذوقون من حلاوة الليل
إلا كل ما يرضع في داخلهم شعور العاجز

سألني عمرو: ألست بناجز؟
قلت له ملخصا ومخلصا
ما أكثر شبابنا العاجز

إن العجوز هو من
يحمل فوق رأسه آلام السنين
ثم يجترها في أنين
...
ويعود به إلي تلك السنين
ذاك الحنين
يراوده الحلم الجميل
ثم لا يكون بعدها
من الفاعلين
...
بل من اليائسين
وربما لعجزه
من المستيئسين
والميئسين

يا عمرو
إن العجوز...
هو العاجز

والليل للناس يا عمرو
لقاء!

بلى الليل لقاء
الطفل بأوهامه...
الصبي بأحلامه...
الشاب بطموحاته...
الفقير بكسراته...
العاشق بمحبوبه...
العبد بصلواته...
المطحون بنويماته...

ليل...
هو لفقير معدم
حزن واستغاثة
ولغني متخم
أسي وتعاسة

كل هذا جائز...
أما العجائز
فهم فيه في انتظار واحتضار...
ملل و...
جنائز!





يا ليل ما أجملك!
هل لي أن أسألك؟

ما بالك؟
نظن أنا أصحابك
وأنت المالك!

عجيب أمرك!
غريب شانك!




سألني عمرو
...
وعندما سألني
عرفت أن شبابنا
ما مات...
وأن الوقت
بعد ما فات...

سألني عمرو فقال:
يا صاحبي
قلتَ ساعات
معدودات
ثم
الفجر ينبلج
والصباح ينفلق
...
والعبد
...
هل يا تراه
من قيده ينعتق؟



ساعات معدودات...

إنها ساعات الليل الأخيرة
ساعات حالكات
مظلمات

أشد الساعات حلكة وظلاما
قد تبدو للوهلة الأولى للأمل انحسارا
ولكنها لكل ذي لب
بالأمل إيذانا
وللفجر انبلاجا
للشمس إشراقا





يا عمرو...
هي ساعات معدودات
سود حالكات
لكن بالنصر المبين مبشرات
وبالبشائر آتيات
تهتف بنا أن انتبهوا
فالليل وإن طال
لابد له من فجر قريب آت

ساعات...
معدودات
بغيوم الظُلَم ملبدات
فيها يرعد برق الظُلْم في السماوات
ولكنها بالأمل آتيات
تهتف بنا
يا هؤلاء
أن انتبهوا من الغفلات
واستيقظوا من النومات
قوموا من الرقدات
تابعوا الركضات
لا تستسلموا للعثرات
لا للحفر
ولا المتاهات

هي ساعات معدودات
للوعد منجزات
ومن الذنوب مخلصات
وبالأرواح محلقات
وللدرجات رافعات

ساعات معدودات
هي للعباد أسس بانيات
أنوار مطهرات
من شر الإنس والإنس حافظات

ساعات معدودات
هي عن الرجال كاشفات
وليس كل ذكر برجل، وهذا في الكتاب
فما يولد الرجل إلا في الملمات
وما الرجل في المزلات إلا بالثبات
وما للرجل عند القاهرات إلا الثبات