ماذا علمتني الحياة؟
تبدأ القصة البسيطة بمنظر بحر واسع، يخرج منه رجلان يرتديان ملابسهما الكاملة، ويحملان معا، كل منهما في طرف، دولابا عتيقا ضخما، يتكون من ثلاثة ضلف، وعلي ضلفته الوسطى مرآة كبيرة. يسير الرجلان في اتجاه الشاطئ، وهما يحملان هذا الدولاب بمشقة كبيرة، حتى يصلا إلي البر في حالة إعياء شديد، ثم يبدأن في التجول في أنحاء المدينة وهما لا يزالان يحملان الدولاب. فإذا أرادا ركوب الترام حاولا صعود السلم بالدولاب وسط زحام الركاب وصيحات الاحتجاج. وإذا أصابهما الجوع وأرادا دخول مطعم، حاولا دخول المطعم بالدولاب فيطردهما صاحب المكان.
لا يحتوي الفيلم إلا علي تصوير محاولاتهما المستميتة في الاستمرار في الحياة وهما يحملان ولابهما الثقيل، إلي أن ينتهي بهما الأمر بالعودة من حيث أتيا، فيبلغان الشاطئ الذي رأيناه في أول الفيلم، ثم يغبان شيئا فشيئا في البحر، حيث تغمرهما المياه وهما لا يزالان يحملان الدولاب.
منذ رأيت هذا الفيلم وأنا أتصور حالي وحال كل من أعرف وكأن كلا منا يحمل دولابه الثقيل، يأتي معه إلي الدنيا ويقضي حياته حاملا إياه دون أن تكون لديه أية فرصة للتخلص منه، ثم يموت وهو يحمله. علي أنه دولاب غير مرئي، وقد نقضي حياتنا متاهرين بعدم وجوده، أو محاولين إخفاءه، ولكنه قدر كل منا المحتوم الذي يحكم تصرفاتنا ومشاعرنا واختياراتنا أو ما نظن أنها اختياراتنا. فأما لم اختر أبي وأمي أو نوع العائلة التي نشأت بها، أو عدد إخوتي ومقعي بينهم، ولم اختر طولي أو قصري، ولا درجة وسامتي أو دمامتي، أو مواطن القوة والضعف في جسمي وعقلي، كل هذا عليّ أن أحمله ظاينما ذهبت، وليس لدي أي أمل في التخلص منه.
هناك ٥ تعليقات:
يا سيدي
صحيح لكا منا دولابه الخاص
حلو الكتاب يا باشا
هاتلي بقى النسخة بتاعتي
انا منتظر
أموت وأعرف بتجيب اللوحات الفنية البديعة ديه منين
على فكرة مفيد وبرضه من إحترام حقوق الملكية الفكرية حتى لو كانت مجانية
أنك تذكر أسم صاحب المصنف (شوية قانون)
يعنى الأغانى واللوحات والصور الجميلة اللى بتحطها نفسنا نعرف مين اللى عاملها
التسجيل ده طويل اوى يا عبد الرحمن ...انا نمت !!!
بس الموضوع كويس .وان كنت مش مستسيغة الاستايل الخاص بالتسجيل.تحياتى
وماله
الكتاب ده من احلى الكتب اللى قريتها
جلال امين ليه اسلوب خاص جدا فى نقل تجاربه
بس التسجيل مسمعتوش كله
ده لينك بوست كنت عملته عن الكتاب
http://elfagreya.blogspot.com/2007/08/blog-post.html
إرسال تعليق