[ إضاءات ]

"من علمني حرفا... صرت به حرا" أستاذي سيف الدين .....| | | | |..... "هناك فرق بين أن تكون عالما، وأن تكون إنسانا" كولن .....| | | | |..... "إن الدعاة اليوم لا يفتقرون إلي الإخلاص... وإنما في كثير من الأحيان إلي الحكمة" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام" محمد إقبال .....| | | | |..... "الطاقة الإبداعية بحد ذاتها مطلب شرعي ومقصد إيماني‏" فالإبداع "صنو الاجتهاد، ورديف له، من الصعب أن ينفك أي منهما عن الآخر" طه جابر العلواني .....| | | | |..... "ولا تزال الدنيا عامرة وديار المسلمين في سلام ما أخبتت النفوس وهبطت ساجدة تردد: "رب زدني علما" محمد أحمد الراشد .....| | | | |..... السياسة ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس به أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا نزل به وحي، فإن أردت بقولك: لا سياسة إلا ما وافق الشرع: أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردت ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة" الإمام ابن عقيل الحنبلي .....| | | | |..... "طلب الحرية مقدم علي تطبيق الشريعة... تقديم ترتيب، لا تقديم تفضيل" فهمي هويدي .....| | | | |..... "الإنسان المعاصر إنسان ذو بعد واحد، فاقد الهوية، وصاحب نزعة استهلاكية، وقليل الحساسية تجاه الغير، ويعاني عزلة وضياعا، وهو أسير المرحلة الراهنة، والسرعة الفائقة، والوقائع السريعة الكفيلة بأن تُنسيه ما قبلها، وتتركه يتحفّز لما بعدها" مدرسة فرانكفورت .....| | | | |.....

الخميس، ربيع الأول ١٩، ١٤٢٩

في طريق الأبدية!



وجودنا مســــتمد من وجود الخالق تعالى، وعظمته تحيط بالكون وبالكائنات، ونوره يتألق في كل شيء. السماوات ‏والأرض لمعة من بريق نوره، والوجود كله عبد خاضع لديه. هو المحراب الأبدي لكل قلب واصل إلى الحقيقة... هو الوجود ‏الوحيد للأولياء العارفين الذين سموا بأحاسيسهم إلى الأعالي... هو القبلة الوحيدة... مجنون من تركه وتوجه إلى غيره... ومخدوع ‏من شكى حاله لسواه... من ترك بابه خسر خسراناً أبدياً وضل طريقه... القلوب التي لم تتنور بنوره تركض وراء السراب، ‏وتتعب دون جدوى... الكون مضاء بنوره ومنقلب إلى كتاب... والزمان يغدو بالأنفاس السحرية اللاهثة في طريقه من كونه شيئاً ‏نسبياً ويكتسب معنى وقيمة.




هو الذي أوجد الأشياء وقدرها تقديراً وجعلها تتكلم بألف لسان ولسان.. لولاه لما وجد أي شيء من نفسه، ولولاه لما انتظم ‏أي شيء... بعنايته تحول الكون إلى إنسان، والنظام إلى لسان ولغة. كل شيء يهمس به، وكل شيء ثمل بجماله. إن لم يكن ‏الوجود مرآة له فما فرقه إذن عن حديد صديء؟ وهل يكون الإنسان إنساناً إن لم يذكره ويعرّفه؟ آه أيتها الأرواح المظلمة! وآه ‏أيها الصُمّ عن صراخ القلوب! متى سينتهي لهوكم بالدمى، والى متى ستغمضون عيونكم عن الحق؟





ولأن الإنسان ألفى نفسه موجوداً في عالم تحيط به المادة من حواليه، وجد نفسه يؤمن أول ما يؤمن بما يصل إليه من هذا العالم ‏بوساطة حواسه الخمسة، ثم يقوم بتفسير معاني الأشياء ويكسر القيد الحديدي عن عنقه ليرى الحقيقة الموجودة في قلبه. ولكن هناك من ‏يبقى طوال حياته أسيراً لهذا الطوق الحديدي حول عنقه فلا ينجح في التقدم خطوة واحدة إلى الأمام. لذا كان علينا عندما نتناول ‏الأشياء المحيطة بنا أن نقرأها ككتاب وأن نستمع إليها كنغمة ونشيد. في هذه القراءة والاستماع علينا ألاّ نغفل عن كاتب هذا الكتاب ‏وملحن وقائد أوركسترا هذا النشيد، وإلا فإن الغافلين لا يسمعون أنفاس الحقيقة ونبضها في قلوبهم. ومهما غرقوا في الأدلة المستقاة ‏من دراسة الكون فلن يستطيعوا معرفته، ولن يستطيعوا المثول بين يديه. والأرواح البائسة التي لا تستطيع -ببيانه وبكتابه تعالى- رفع ‏الأستار عن عيونها وآذانها لا تستطيع الارتفاع لمعرفة الحقيقة في وجدانها، أي لن تستطيع معرفته... معرفة كاتب كتاب الكون.‏






يا من وُجدنا بوجوده وتنورنا بنوره! يا صاحب الرحمة اللانهائية الذي أنقذنا برحمته من ظلمات النفس الأمارة! لو لم يكن ‏نورك الأزلي الذي تنورت به الكائنات لما استطعنا رؤية أي شيء على حقيقته، ولما استطعنا إصدار أي حكم صائب. وُجدنا جميعاً ‏بعنايتك أنت، فلتكن عنايتك معنا... تعلمنا الحقيقة من علمك، ولو لم تتلطف بإلهام أرواحنا عن وجودك كيف كنا نعرفك؟ ومن ‏أين كنا ندرك وجودك؟ وكيف كنا نصل إلى الاطمئنان؟ ‏





جعلت كل موجود لساناً، ومن بين هذه الألسنة جعلت الإنسان بلبلاً، فلا عدمنا من يعرّفك! أجل نثرت الآيات التي تتحدث ‏عنك في كل أرجاء الكون، وجعلتنا نقرأ هذه الآيات، وأَسْمَعْتَ قُلوبنا صَوْتَ الحقيقة، فبدأنا نحدس بفضل هذا العلاقة بين الموجد ‏والموجود... بين الخالق والمخلوق... وبشوق وفوران هذه الحقيقة في قلوبنا بدأنا نرتفع نحوك، ونتخلص من ظلام النفس ومن ‏دوامات الرغبات الجسدية ونصان منها.‏

عندما عرفناك وصلنا إلى لب المعرفة وأدركنا سر الجمال الذي نقشته في روح الأشياء. لذا فإن كنا نحدس الحكم الموجودة في ‏سيماء كل وجود، ونسمع في كل صوت في الطبيعة موسيقى ساحرة ونغمات حلوة فكل هذا بفضلك أنت... نثرت اللوحات ‏الرائعة للجمال الموجود في الكون، أي في كتابك المذهل، فأثرت قلوبنا بالوجد. وفككت عقال ألسنتنا أمام هذا الجمال الذي أنت ‏صاحبه، فسالت منها روائع البيان. ولو تأملنا جمال كتاب الطبيعة الذي لا مثيل له مئات المرات، واستمعنا إلى النغمات التي تهمس ‏بوجودك مرات ومرات، وعرضنا ذلك بوجد على المشاهدين المشتاقين إليك، لما ارتوينا من هذا العالم النوراني، وبقينا في شوق ‏لسماعك والإنصات إليك، وبقينا في لهفة وفي وجد إليك وحدك.‏





يا سلطان الوجود الذي جعل قلوبنا عارفة بصور جماله الخفي! كم ألف مرة حاولوا أن يعرّفوك من الأمس حتى اليوم، وكم ‏كأسا من كؤوس كوثر حبك قدموا لعطشى حبك! ولكن أيمكن لصاحب هذا الصوت الخافت، ولصاحب نغمة هذه الربابة ‏المكسورة في هذه اليد العاجزة أن يقول شيئاً بجانب النغمات السحرية لتلك الأرواح المشعة نوراً من سالكي الطريق الموصل إليك؟ ‏ولكننا نلوذ بحمى لطفك ومسامحتك وبكرمك الذي أعطى للجميع حرية الكلام والحديث. لذا أقبلنا على بابك الواقف أمامه أمراء ‏البيان والبلاغة ونحن نخفي من الحياء وجوهنا بنقاب ونقول: "هذه هي بضاعتنا المتواضعة من النغم..." نقول هذا ونطلب العفو ‏والصفح.‏
ومع هذا، فإن الكلام الحقيقي في هذا الموضوع يعود أيضاً إليهم. نحن نعترف بهذا مرة أخرى، فبجانب بيانهم الذي يشبه ‏الشلال الهادر نحاول نحن أيضا الحديث عنك وعن قدرتك وحكمتك اللانهائية.‏
لقد استمعنا حتى الآن إلى بعض المرشدين إليك، وأنصتنا إلى أصواتهم، وحاولنا فهم إشاراتهم. ومن خلال النوافذ التي انفتحت ‏في قلوبنا وبالإشارات المختلفة الواصلة إلينا من هؤلاء المرشدين نحنّ إلى أن نراك في كل شيء، ونسأل عنك كلَّ شيء، ونرتفع ‏إليك من طرق مختلفة.‏
نوّر أعيننا وبصائرنا بنورك واشف صدورنا. وَهَبْ السعادة الأبدية لنا... لعبيدك الذين لا يريدون العتق من العبودية... وعرفهم ‏بنفسك أكثر لكي يدلوا الحائرين إلى طريقك وينجدوهم. فالعفو يليق بك... والإرشاد إلى طريقك يليق بهم...‏



محمد فتح الله كولن

الجمعة، ربيع الأول ١٣، ١٤٢٩

"ترن ترن... أمن دولة... افتح!"... التالتة تابتة إن شاء الله...



أيوة
للمرة الثالثة في أقل من ستة أشهر تقريبا
...
رائد أمن الدولة العزيز
جنود القوات الخاصة
مغاوير الأمن المركزي
مخبري الشرطة
كل هؤلاء
يقتحمون بيتنا
ينتهكون كرامتنا
يدمرون خصوصيتنا
يجرحون العرض
والشرف
والمروءة
...
كانوا عندنا إمبارح
...



معنديش غير تلات كلمات


التانية
تدوينة جديدة
هي تكملة الكلام اللي فات
الدعاء وحده لا يكفي... إخوان ضد الجمود والتجميد!
بس لسا ما خلصتش!
عن العمل خارج المألوف
عن النقد الإيجابي
عن التدوين
عن المشاركة في بناء دعوتنا
عن الحب
وأكثر...
استنوها في أمواج التغيير قريب إن شاء الله




التالتة
ادعولي عشان مستني نتيجة التيرم الأول
خير إن شاء الله





أما الأولى

فاعلموا جيدا
أنه
قد بطلت كل الأسباب
إلا قدرته
وانقطعت منا الحيل
إلا عونه
وتبخرت كل الأماني
إلا رجاءه
...
نعم!
إنه الله
الوكيل
العدل
القوي
الجبار
العزيز

لا تقلقوا
لا تخافوا
لا تخشوا
لا تجزعوا
لا تهنوا
...
اعملوا
فكروا
افهموا
ثقوا
انهضوا
انطلقوا
احلموا

ثقوا أن شيئا عظيما وجميلا سيحدث مهما كان الظلام حالكا

اعلموا أن كل شيء سيكون علي ما يرام في النهاية
إذا لم يكن كذلك... فهي ليست النهاية!

أثق أننا نستطيع، وأؤمن أكثر من أي وقت مضى أنا نحقق الحلم، فاستعينوا بالله واصبروا...

واخضعوا لعظمته
ولتستلهموا منه الحب
والأمل
والنور
...

كلمة
في أهبة الرحيل إلي البعيد...



في أهبة الرحيل إلي البعيد...



أيها الكبير المتعال!‏

لقد فتحنا أعيننا على المشاهد والمعارض الساحرة التي نثرتها على طريقنا ودعوتنا لمشاهدتها... مشاهدة آثار صنعتك الخارقة ‏والرائعة والأبدية التي هي بعض التجليات الخفية لجمالك. وذلك ضمن كرنفال من الألوان وصور ولوحات في الطبيعة تذهل ‏العقول وتأخذ بالألباب بجمالها وتناسقها.. ثم مشاهدة التناسق والتناسب الموجود بين الأشياء وبين الحوادث.
في فرصة رؤيتك من خلال كتابك الكريم نحس وكأننا نملك أجنحة ونطير إليك بأرواحنا، وفي ضوء أسمائك الحسنى التي نطل من ‏منافذها ونرى النظام والتناسق في الكون ونسمع النغمات الحلوة المتناسقة التي تشكل "كورساً" و"سمفونيات" تصدح في أرجاء ‏الكون... عند ذلك تثمل أرواحنا وتغيب عن الوجود في ظلال أسرار العالم العلوي الذي هو منبع كل صور الجمال. ‏

من خلال المنافذ التي انفتحت في قلوبنا، وأمام عيون إيماننا بدأنا نطل على العالم البعيد... عالم فيما وراء هذا العالم. وتجرأنا ‏لمشاهدة شجرة طوبى في الجنة لأن بذرتها موجودة في قلوبنا... وطمحنا في السفر إلى ما وراء الأفق... بل إلى ما وراء الوراء... ‏سفر طويل مرهق ولكنه لذيذ... في سفرنا ورحيلنا هذا جعلنا بيان كتابك دليلاً ومرشداً لروحنا، وأسماءَك الحسنى وصفاتك هادية ‏لنا.‏

شرحت لنا في كتابك الكريم العالم الآخر حتى أدق تفاصيله ورسمت لنا لوحات رائعة عنه، وعندما أنعمت على عبد محظوظ ‏من عبادك بنعمة المعراج، انفتحت أبواب أسرار هذا العالم على مصاريعها. وأصبح بإمكان قلوب العارفين الارتفاع إلى ذلك العالم ‏في سياحة مباركة... فإن لمست أصابعنا مطرقة أبواب الأسرار، وتجرأنا على ذلك على الرغم من عدم نضوج روحنا فنحن نطلب ‏العفو والصفح.‏

يا خالقنا العظيم! الجميل فوق كل جمال... أنت الذي أوصلتنا إلى شاطئ الوجود، وأذقت قلوبنا اللذة اللانهائية للوجود... ‏أنت من بسط الكون الواسع الرحب أمام أنظارنا مثل كتاب... وأنت من هز قلوبنا بأسرار الوجود... أنت من جعلت قلوبنا ‏شاطئاً تضربه أمواج الأسرار اللاهوتية... لو لم توجدنا لكنا عدماً... لو لم تجعل هذا الكون صحيفة مفتوحة، ولو لم ترسل لنا ‏الأدلاء والمرشدين العظام ليُعَرِّفُونَا بك ويصفوك لنا لما عرفناك، ولقضينا حياتنا جهلة وميتي القلب... لو لم تهبنا نعمة تعريفنا بك، ‏كيف كنا نستطيع أن نصل إلى إدراك الذات الإلهية أو الوصول إلى سر العلاقات بين العالم الخارجي وبين قلوبنا؟ وكيف كنا ندرك ‏العلم الحقيقي والمعرفة الحقيقية لو لم تنقش العلم الأولي في قلوب فطرتنا؟ كيف كنا نعرفك، وكيف كنا نصل إلى التوله بك ‏والشوق إليك؟

نحن العبيد أمام عتبة بابك... الومضات الموجودة في قلوبنا من ضياء نور وجودك... بكل ما نملكه من نعمة منك وعطية منك ‏نعلن هذا مرة أخرى، ونعترف بأننا عبيد فضلك وكرمك ونجدد عهدنا معك.‏

لقد أردنا يا سلطان القلوب الذي لا تطمئن القلوب إلاّ بذكره أن ننقل إلى القلوب الميتة -الشبيهة بقلوبنا- حقائق ما علمتنا ‏وما أوصلت إلى أرواحنا من أمور... دخلنا إلى معترك الحوادث، ورجعنا إلى أنفسنا لنرسم إطاراً عاماً لسير الخطى، ومن النوافذ ‏المطلة على وجودك حاولنا البحث عن الطرق الموصلة إليك. وعندما حاولنا أن نوصل سعادة ذلك اليوم -الذي سنراك فيه دون ‏حجاب ولا ستر- إلى القلوب الفجة التي لم ترتبط كما يجب بالحقائق السامية التي لا يستطيع التعبير عنها سوى أجمل العبارات ‏وأنقاها وأصفاها... كنا نريد إيصال هذه الحقائق إلى القلوب التي تعلقت بالقشور وتهافتت على الجمال الظاهري لهذا العالم فجفت ‏أرواحها. من أجل هذا قمنا بضرب الأمثال الواقعية للحقائق القدسية المجردة. ولكن ربما عجزنا عن تقديم الحقائق بكل صفائها ونقائها ‏وأخطأنا، وربما اختلطت أهواؤنا بمحاولتنا هذه دون أن ندري.‏

إن كنا قد أخطأنا وتعثرنا، فقد تعثرنا ونحن نسير نحوك ونحاول أن نرشد الآخرين إليك، وإن شاب القصور عملنا، فقد شابه ‏ونحن في الطريق المؤدي إليك. ولكن الخطأ هو الخطأ، والقصور هو القصور على الدوام... نحن الذين على جباههم علامات ‏العبودية لك ننتظر بقلوبنا المكلومة وأرواحنا الخاشعة حكمك، ونرضى به كل الرضا. وعندما نقول هذا نؤمن بأن رحمتك الواسعة ‏واللانهائية قد سبقت غضبك. ولا ندري إن كان الخطأ والقصور يليق بنا نحن عبيدك، ولكننا نعلم علم اليقين بأن العفو والمغفرة ‏تليق بك.‏

أجل! "السلطنة تليق بالسلطان، والتسول يليق بالمتسول".‏

فإن سامحتنا فإننا سنحتفظ بحقائق السياحة للعالم الآخر في صدورنا، ونرجع لنتفحص ولنتأمل صفحات كتاب الكون الذي ‏أنت صاحبه، ونستمع وننصت إلى المرشدين والأدلاء إليك ونستمع إلى ترانيم هذا الكون الذي يسبح لك. فاشرح صدور من يريد ‏الإقبال عليك يا رب السموات والأرض.

محمد فتح الله كولن

الثلاثاء، ربيع الأول ١٠، ١٤٢٩

لن ننحنِ!




أبي...
في يوم من الأيام...
لن تقول لي...

ألم أوصيك قبل الممات
فأين وصاتي التي ما وعيت



وفيها كتبتُ تزول الجبال


فلا تنحنِ أبدا فانحنيت



وفيها تعصف هوج الرياح


فكن قمةً صلبةً فانحنيت



وفيها سيمتدُ ليل الأسى


فلا تبتاس بالأسى فانحنيت



وفيها يكون جفافٌ وجوع


فمتّ بالطوى شامخا فانحنيت



وفيها انتصب بالثبات العتيق


وبالصبر في عزةٍ فانحنيت




وقلتُ تجنب مخازي الطريق


ولكن لخزي الطريق انتهيت



فأين وصاتُ أبيك الذي


إلى دفء مهجته قد أويت



عصيت وصاتي التي صغتها


بدمي و للمخزياتٍ مشيت



وكنت أظنك نعم الوريث


فكيف تبيع الذين اشتريت



فبعت جوادي الأصيل الكريم


وأماً واختاً وأرضاً وبيت




فكيف تبيع التراث العزيز


بكسرة خبز ونقطة زيت



وتاجٌ من الشوك يدمي الجبين


ووعدٌ كذوب وكيت وكيت



ففي غدك المستباح الجريح


ستصرخ يا ليتني ما انحنيت



ويرتد سهمك في مقلتيك


ولن ينقذَ البيت آلاف ليت



و تدرك بعد فوات الأوان


بأنك لما انحنيت انتهيت

بأنك لما انحنيت انتهيت
بأنك لما انحنيت انتهيت



أبي،
لن ننحنِ




الخميس، صفر ٢٨، ١٤٢٩

!There will come a day


It's not easy trying to understand

How the world can be so cold
Stealing the souls of a man
Cloudy skies rain down on all your dreams
You wrestle with the fear and doubt
Sometimes its hard but you gotta believe

There's a better place
Where Allah is
(org: Where our Father waits)
And every tear He'll wipe away
The darkness will be gone
The weak shall be strong
Hold on to your faith
There will come a day (There will come a day)There will come a day

Wars are raging
Lives are scattered
Innocence is lost
And hopes are shattered (shattered)
The old are forgotten
The children are forsaken
In this world we're living in
Is there anything sacred (anything sacred)

There's a better place
Where Allah is
(org: Where our Father waits)
And every tear He'll wipe away
The darkness will be gone
The weak shall be strong
Hold on to your faith
There will come a day
(There will come a day)There will come a day(There will come a day)

Hooh, there will come a day, oh
The song will ring out
Down those golden streets
The voices of Earth
With the angels will sing (Hallelujah)
Every knee will bow
Sin will have no trace
In the glory of his amazing grace (amazing grace)
Every knee will bow
Sin will have no trace
In the glory of his amazing grace
There will come a day
(There will come a day)
There will come a day
(There will come a day)
Oh, there will come a day
(Oh there will come a day)
I know there's coming a day
Coming a day, ooh, ooh



Get this widget Track details eSnips Social DNA

الثلاثاء، صفر ٢٦، ١٤٢٩

نقطة نظام... الحقائق الغائبة في أزمة وهمية اسمها عصام الحضري








ياسر أيوب_المصري اليوم_29 فبراير 2008

(١)

عصام الحضري.. الأزمة والفضيحة وكواليس المسرح






رغم كل هذا الذي قيل وكتب عن عصام الحضري، طيلة الأيام القليلة الماضية.. فإنه كان كلاما وكانت كتابات لم تحرض أحدا علي الالتفات للأبعاد والمعاني الحقيقية للأزمة.. فتركنا كلنا الأسباب والدوافع الحقيقية ملقاة بإهمال في الكواليس بينما بقيت أذهاننا وعيوننا وألسنتنا معلقة بواجهة المسرح حيث الأضواء اللامعة والنجوم أمامنا يمثلون ويتظاهرون بالغضب أو الحزن أو الدهشة أو حتي بالارتياح والفرحة.. وبدا الأمر كما لو أن الجميع.. مسئولين وجماهير.. ارتاحوا إلي ذلك..

فالمسؤولون في الأهلي واتحاد الكرة وأي مكان.. أسعدهم وأراحهم أن ينشغل الناس بعصام الحضري وهل يعود أم يبقي في سويسرا، وكم ستبلغ مدة عقابه، وما حجم التعويض الذي سيقبضه الأهلي.. وأن تصبح جمرات الغضب واللعنة كلها من نصيب الحضري وحده بعدما نجحت إدارة الأهلي وإعلامه في حبك سيناريو الخيانة والهروب والتآمر.. أما الجماهير في عمومها.. فقد انبهرت.. أكثر من الضروري ومن اللازم أيضا.. بهذا الذي يجري علي خشبة المسرح فلم تسنح منها أية التفاتة للكواليس وما يجري فيها.. وكانت لحظات أو أيام من تلك التي يجري فيها تغييب متعمد ومقصود للعقل الجماعي لجماهير الكرة في مصر..

فلم يتوقف أحد.. أو ينتبه.. إلي أن عصام الذي حملته هذه الجماهير فوق أعناقها وفي قلوبها وحفرت اسمه وصورته في ذاكرتها بعد فوز مصر بكأس أمم افريقيا.. لا يمكن بأي حال أن يصبح خائنا وفاسدا بعد اثنتين وسبعين ساعة فقط لمجرد أنه اختلف مع النادي الأهلي.. وكأن الاهلي في لحظة أصبح أهم وأغلي وأبقي من مصر كلها.. وبالتالي يصبح معيار وطنية أي لاعب هو احترامه والتزامه بالعطاء للنادي الأهلي وليس لمصر.. حتي إن بعضهم بدأ يطالب بإسقاط الجنسية المصرية عن الحضري لأنه ترك الأهلي..

فالاهلي لا يزال فوق الجميع وفوق مصر أيضا.. وهو ما يفسر لنا هذا السكوت المخزي عن محمد بركات الذي ثبت رسميا وطبيا تهربه من اللعب لمنتخب مصر.. فلا أحد يتحدث عن بركات طالما بقي يلعب للاهلي ويلتزم بقواعد اللعب للأهلي وفي الأهلي.. وهكذا باتت الورود والبركات كلها من نصيب بركات الذي رفض اللعب لمصر وفضل البقاء في الأهلي بينما الحجارة واللعنات كلها باتت من نصيب الحضري الذي أعطي كل شيء لمصر ولكنه لم يعد يريد أن يلعب للأهلي.. ثم إن أحدا لم يتوقف أمام صرخات مسؤولي الأهلي..

وبالتحديد عدلي القيعي مدير إدارة التسويق بالنادي.. واتهاماتهم لمسؤولي نادي سيون السويسري بعدم الأخلاق وعدم الاحترام لأنهم فاوضوا لاعبا لا يزال عقده ساريا مع ناديه.. وأرادنا عدلي القيعي.. هكذا في لحظة واحدة.. أن ننسي أن ما قام به مسؤولو نادي سيون مع الحضري هو نفس السيناريو الذي قام به عدلي القيعي مع نصف نجوم الكرة المصرية في سنواتها الأخيرة.. هو الذي حرضهم وأغراهم ودفعهم لترك أنديتهم لينتقلوا للأهلي.. بل إن عدلي القيعي يملك في أحد أدراج مكتبه عقدا سبق أن وقعه نجم الإسماعيلي حسني عبد ربه مع الأهلي رغم أن عقد حسني وقتها مع الإسماعيلي كان لا يزال ساريا..

وأظن أن جماهير الكرة لم تنس بعد أزمة إينو وحكاية انتقاله من الزمالك للأهلي وكيف فاوضه الأهلي قبل أن ينتهي تعاقده مع الزمالك.. ولم يكن عدلي القيعي وحده الذي يقوم بذلك ويبدع ويتألق في التحايل علي اللوائح والنظام.. كلهم في أنديتهم حاولوا ذلك ولم يعترضوا علي هذا التحايل.. ومثل الأهلي كان الزمالك والإسماعيلي وبقية أندية مصر.. لكن القيعي يريدنا الآن أن ننسي وأن نجلس معه في سرادق العزاء الضخم الذي يقيمه حاليا للوائح الكرة التي قتلها نادي سيون ومسؤولوه..

وأخيرا جاءتنا اللحظة المؤلمة والمهينة التي اكتشفنا فيها مدي جهلنا العظيم بكل اللوائح والقوانين الخاصة بانتقالات اللاعبين.. كلنا جاهلون.. مسؤولين ولاعبين وصحفيين.. أدرنا مؤسسات الكرة وأنديتها.. وكتبنا مئات وآلاف الصفحات عن الكرة.. ولم يكلف أحد منا نفسه ـ حتي أنت يا أنا ـ عناء قراءة قانون الكرة أو لوائح الفيفا.. فكان هذا هو الفشل العظيم الذي لم يعترف به أحد حتي الآن.. لا في اتحاد الكرة ولا في الاهلي ولا الزمالك أو أي ناد آخر..

وبدلا من الاعتراف بهذا الجهل وهذا الفشل.. رحنا نكتب ـ بكل جرأة ـ عن أزمة الحضري.. نكتب بتمنياتنا وحساباتنا الشخصية وليس استنادا إلي حقائق ولوائح كانت موجودة أمامنا طول الوقت لكننا رأينا الاهتمام بها ودراستها رفاهية لا نحتاجها هنا في مصر حيث كلنا خبراء وكلنا عباقرة.. وجري المسؤولون عن التسويق والتعاقدات في الأهلي واتحاد الكرة إلي فضائيات التليفزيون وميكروفونات الإذاعة للحديث عن أزمة الحضري بمفردات مثل أظن.. وأتخيل وأتوقع.. ولا أعرف.. وربما.. ومن الممكن.. وكأن برامج الصورة والصوت استعانت بضيوف من سوق الخضار وليس بمسؤولين عملهم الأصلي الذي يقبضون عنه رواتبهم الضخمة هو الإلمام واتقان التعامل مع هذه اللوائح والقوانين.

وأظن أننا بعد هذا الذي جري أصبحنا مطالبين بوقفة مع النفس.. وأن يدرك اتحاد الكرة أن منصب رئيس لجنة شؤون اللاعبين له مواصفات وصلاحيات وشروط لابد من احترامها.. ومناصب مسؤولي إدارات التسويق بالأندية لها قواعد لم تعد تنطبق علي من يشغلونها الآن.. أولئك الذين تنقصهم الخبرة والدراسة واللغة واللياقة الذهنية.. ولا يملكون إلا الفهلوة وشطارة الفصال والمساومة والسمسرة والتآمر علي أندية الآخرين ولاعبيهم..

أظن أيضا أن الأهلي لابد ان يتعلم من هذا الدرس وأن يقود أندية مصر إلي فلسفة وفكر جديد في التعامل مع اللاعبين واحترافهم وانتقالاتهم بشكل قانوني محترم وسليم.. وأن يكف الإعلام الأحمر عن ترديد نغمة أن الحضري خائن وعميل وفاسد لأنه تجاهل وأنكر وجحد ما أعطاه له النادي الأهلي.. ونسي هؤلاء ما سبق أن أعطاه الحضري نفسه للنادي الأهلي.. وأنه في زمن الاحتراف والعقود لا مجال للحديث عن المشاعر والانتماء ورد الجميل أو حتي العرفان به أو فانلات حمراء أو بيضاء أو صفراء.. وإن لم يكف مسؤولو الأهلي عن هذه النغمة.. فقد كان الأولي بهم أن يكفوا منذ وقت طويل عن ملاحقة حسني عبد ربه والضغط عليه رغم ان اللاعب أعلن كثيرا أنه يريد البقاء في الإسماعيلي.. ولم يعد يليق بمسؤولي الأهلي أن ينسوا ما الذي أعطاه الإسماعيلي لحسني عبد ربه..

وربما كان مانويل جوزيه هو المحترف الوحيد الآن في النادي الأهلي.. فهو الوحيد الذي اجتمع باللاعبين وطالبهم باعتبار الحضري قد مات وعليهم نسيانه وتمزيق صورته.. وقد يتخيل كثيرون منا أنها قسوة من ديكتاتور أوروبي متبلد الحس عديم المشاعر.. ولكن الحقيقة تبقي ان هذا هو الاحتراف وتلك هي قواعده.. فكل لاعب يلعب هنا اليوم وسيلعب هناك غدا.. مجرد عقد واتفاق وأوراق وليست قصة حب أو حكاية غرام وانتقام.. وتبقي المشكلة الوحيدة الخاصة بجوزيه هي أنه لم يطبق قواعد الاحتراف حتي آخرها.. فلم يتعامل مع لاعبيه بقواعد الاحتراف وحدها وإنما تم تمصيره في أوقات كثيرة ليتعامل بقواعد الحب والكراهية وبها يقوم بتوزيع حقوق ومكافآت اللاعبين المعنوية مثل شارة الكابتن التي أصر علي ألا يعطيها للحضري كابتن المنتخب المصري.

أما الحضري نفسه.. فقد أخطأ في أنه لم يواجه مسؤولي الأهلي ولم يعلمهم برغبته في الانتقال لناد آخر.. ولم يمنح ناديه إنذارا كما تنص علي ذلك لوائح الفيفا.. وهو خطأ جسيم بالفعل.. وسيدفع الأهلي ثمنه بالتأكيد وهو يخوض بطولة أفريقيا والدوري المحلي بدون حارسه الأساسي.. وهو خطأ لن تتساهل معه الفيفا.. وسيكون عقابه غرامة مالية يدفعها النادي السويسري فقط.. أو النادي والحضري أيضا.. ولكنها لن تكون عقوبة تقضي علي الحضري كلاعب كرة.. لأن الفيفا أصلا تحترم لاعبي الكرة وتحافظ عليهم ولا تطردهم من ملاعبهم خاصة إذا تجاوزا سن الثمانية والعشرين عاما..

وبالتأكيد يعرف الحضري ذلك.. وهو ما شجعه علي السفر إلي سويسرا.. وبالتحديد إلي مدينة سيون وناديها.. ومن بين كلام كثير سمعته وقرأته عن دوافع الحضري للسفر.. توقفت كثيرا وطويلا.. وضحكت أيضا.. حول ما نشرته بعض صحفنا مؤكدة أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا.. كان شخصيا أحد الذين تآمروا وخططوا لانتقال الحضري من الأهلي إلي سيون.. فلا أظن أن بلاتر مهموم إلي هذا الحد بعصام الحضري.. وقد يكون مهموما بعض الوقت بمدينة سيون باعتباره أحد أبنائها..

وقد كنت أقف إلي جواره في مدينة سول وهو يدعو أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية للتصويت لمصلحة مدينته التي كانت تتنافس مع تورينو الإيطالية علي استضافة الألعاب الأوليمبية الشتوية.. ولكن بلاتر يومها خسر الرهان والسباق.. وحين جري الجميع لتهنئة مسؤولي تورينو بقيت أنا وقليلون جدا مع بلاتر يحكي لنا عن مدينة سيون وجمالها وتاريخها.. ورغم ذلك لا أتصور أن بلاتر ينزل من عليائه كرئيس للفيفا ليتآمر مع رئيس نادي سيون لاختطاف الحضري من النادي الأهلي.. ولكنها عقلية المؤامرة التي تحكمنا.. والتي نحتاجها لتفسير كل ما يجري لنا أو أمامنا..

ومن المؤكد أن اسم سيون نفسه يليق بالتآمر والمؤامرات.. فـ«سيون» ليس فقط اسما لمدينة سويسرية ولكنه أيضا اسم لجمعية سرية تأسست عام ١٠٩٩ وبقيت قائمة من ذلك التاريخ.. وانضم إليها مئات من مشاهير العالم مثل ليوناردو دافنشي.. كلهم آمنوا بأن المسيح لم يكن إلها وإنما بشر عادي، أحب وتزوج مريم المجدلية.. أما نحن في مصر.. فلم تعد سيون بالنسبة لنا مجرد مدينة وناد.. ولا جماعة سرية.. وإنما أصبحت عنوانا وتجسيدا لانهيارنا الإداري والكروي.. ورغم كل ذلك تبقي لأزمة الحضري عدة فوائد ومنافع مهمة وضرورية للغاية.. فسيتغير الطاقم الإداري والتسويقي في اتحاد الكرة والأندية.. ولن يعود اللاعبون بعد اليوم عبيدا بعد أن ولدتهم أمهاتهم أحرارا..

وسيدرك كل النجوم.. لاعبين ومدربين أيضا.. أن جماهير الكرة تعيش حياتها لحظة بلحظة.. ولا تعرف أو تعترف بالنجم الذي يبقي طول الوقت فوق الأعناق.. والدليل هو ما جري للحضري وممكن أن يجري غدا بداية من حسن شحاتة وحتي أصغر لاعب في المنتخب.. أما الدرس الأخير فهو أنني.. كأحد المصريين الذين انتموا للنادي الأهلي وارتبطوا به.. أعدت اكتشاف أن صالح سليم مات وغاب عن النادي الأهلي.







(٢)

كلهم قبضوا في دبي.. إلا أيمن يونس






لولا بقية من عقل ومنطق لا أزال أستند إليهما وأنا أقرأ وأسمع وأشاهد.. لكنت صدقت الذين كتبوا عن تآمر اتحاد الكرة ضد النادي الأهلي وأن مسؤولي الاتحاد كانوا يعلمون بانتقال الحضري إلي نادي «سيون» السويسري، وأخفوا الأوراق والأخبار حتي يسافر الحضري بالفعل ويرتبك مسؤولو الأهلي.. فلو كنت مكان سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. لأعطيت لعصام الحضري كل ما يمكن أن تطاله يدي من جوائز ومكافآت..

فسفر الحضري تحول إلي قضية رأي عام خفتت أمامها كل الأصوات التي كانت تطالب بالحساب في فضيحة دبي وما تلاها من فضائح.. فلم يحفل أحد بقائمة المكافآت المالية التي تلقاها رئيس وأعضاء اتحاد الكرة في دبي، والتي نشرها أسامة خليل في جريدة الفرسان بعدما نجح في الحصول عليها من أحد الموظفين الإماراتيين في مكتب السركال، رئيس اتحاد الكرة الإماراتي.. وقال لي أحمد موسي إنه تلقي اتصالا تليفونيا من شوبير عقب انتهاء برنامجه في «الأوربت» وكان عتابا من شوبير لأحمد موسي الذي طالبه بإعادة المال والهدايا باعتباره عضوا في مجلس الشعب..

وتساءل شوبير: لماذا لم يطالب أحد سمير زاهر بإعادة نفس المال والهدايا رغم أنه عضو في مجلس الشوري.. أما أيمن يونس.. عضو اتحاد الكرة.. فقد كان هو أكثرهم احتراما بعدما ذهب للاتحاد وأعاد كل شئ، سبق أن تسلمه في دبي.. وقال لي أيمن إنه مقتنع بما قام به.. وسبق له أن قام بذلك عقب بطولة ٢٠٠٦ ولم يتحدث عنه ولن يفعل طالما هو مقتنع بذلك.. وقد شكرت أيمن يونس علي ذلك وكنت بالفعل سعيدا به وباحترامه لنفسه ولمنصبه ولنا جميعا.. ولا يعني ذلك كله إلا أنه كان هناك من مد يده في دبي.. وغير دبي.. وقبض ما لا يستحقه وما لم يكن يليق به أن يحصل عليه.. وأظن أن هناك تحقيقًا في هذه الفضيحة، لابد أن يبدأ الآن بدون مجاملات أو مواءمات سياسية وإعلامية.




(٣)

الضرائب الغائبة.. والعقود المزورة



جهتان اثنتان لا تعلمان حتي الآن قيمة العقد الحقيقي لعصام الحضري مع النادي الأهلي.. الفيفا ومصلحة الضرائب المصرية.. وفي جريدة «شووت».. كشف عاطف عبد الواحد بالأدلة والمستندات الرسمية أن النادي الأهلي.. تلك المؤسسة الكبيرة والعريقة.. توقع مع لاعبيها عقودا لا تكتب فيها المبالغ الحقيقية التي يتقاضاها اللاعبون.. النادي الأهلي أصبح يشجع النجوم الكبار علي التهرب من الضرائب.. وكانت النتيجة هي تلك العقود المزورة.. والتي بمقتضاها سيحدد الفيفا قيمة التعويض الذي سيقبضه الأهلي..

وهكذا سيشرب الأهلي من نفس الكأس التي سبق أن قدمها النادي الكبير لمصلحة الضرائب وللدولة ولكل الناس في مصر.. أما الحضري نفسه.. فقد سافر دون أن يسدد ما عليه من ضرائب للدولة.. والتي اقتربت من المليون جنيه.. لا هو ولا بقية نجوم الأهلي بعدما راجت إعلاناتهم علي الشاشة.. ولا حسن شحاتة أو بقية لاعبي المنتخب بعدما قبضوا مكافآت كأس الأمم.. بل إن النادي الإسماعيلي نفسه ثبت تهربه من سداد خمسة ملايين جنيه هي قيمة الضرائب المستحقة عليه للدولة.. وبهذا الشأن لا أتمني إلا أن تراجع إدارة الأهلي نفسها فتقوم بتغيير عقودها المزورة والملفقة.. وأن يلتزم النجوم الكبار بأحد أهم واجباتهم الاجتماعية والأخلاقية فيسددون ما عليهم من ضرائب.




(٤)

رسائل قصيرة



* رغبة نادي الزمالك في التعاقد مع أحمد سليمان.. مدرب حراس المرمي الناجح والمميز في المنتخب.. للعمل كمدير للكرة في مثل هذا الوقت الصعب الذي يعيشه الزمالك.. دليل جديد علي أن الإدارة الحالية في الزمالك.. عشوائية وساذجة ينقصها الوعي والذكاء والحكمة ولا تستحق البقاء فوق مقاعدها ولو ليوم واحد.. ويكفي عجزها حتي عن توفير مياه للاعبيها.

* خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة.. لم ولن يكون أبدا مبررا مقنعا لأن يقوم اتحاد الكرة بتسليم كأس أمم أفريقيا للنجم أحمد حسن يحتفظ به في بيته ويذهب به إلي مقاهي وبيوت مغاغة ثم منشية فوزية في محافظة المنيا.

* في زمن الاحتراف.. لم يعد النادي الأهلي مضطرا لمجاملة اللاعبين.. وبالتالي ليس مجبرا علي اختراع وظيفة وهمية في لجنة التنسيق لطارق السعيد.. فاللاعب تعاقد وقبض ولعب وآن أوان الاعتزال.. وهناك ألف شاب آخر أكثر كفاءة من طارق لتولي أي منصب في الأهلي.

* أحمد السيد.. نجم النادي الأهلي المتهم بالرشوة.. لم ينتظر انتهاء قضيته وإثبات براءته أو إدانته.. وبدأ يتحدث ويوزع الورود علي من وقف بجانبه والأشواك والعتاب علي من لم يقف.. ولكنني لم أفهم سر عتاب أحمد السيد لمسؤولي الزمالك، الذين لم يقوموا بزيارته في السجن.. وأنه مصدوم في هذا السلوك ولن ينساه!

الاثنين، صفر ٢٥، ١٤٢٩

مجازر غزة لن تكسر إرادتنا





ياسر الزعاترة - صحيفة الدستور الأردنية

إذا اعتقد السفاح أولمرت ومجرم الحرب باراك ومن حولهما من القتلة في الكيان الصهيوني أنهم بحربهم القذرة على أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية سيفرضون الاستسلام على شعبنا الفلسطيني فهم واهمون. أية وسيلة لم يجرّبها القتلة منذ أربعين عاماً، بل منذ خمسين عاماً وأكثر، لكن مشروعهم القذر الذي قيل إنه سيمتد من الفرات إلى النيل ما زال يتراجع مرة إثر أخرى.

لا نتحدث عن تراجع التسوية في سيناء، بل عن الفرار من جنوب لبنان عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة عام 2003، وهزيمة تموز 2006، هذه المجازر التي تجري في قطاع غزة وفي الضفة الغربية هي تعبير عن هذه الحيرة الصهيونية في التعاطي مع شعبنا وصموده ومقاومته، ولولا ما يمنحه المهزومون لهم من أمل بالانتصار لكان المشهد مختلفاً إلى حد كبير.

إنه شعب عظيم يقاوم ويصمد في ظل ظرف موضوعي بالغ الصعوبة. إنه يقاوم بينما يعتبر "ممثلوه الشرعيون" مقاومته شكلاً من أشكال العبث والغباء، وسلاحها "مجرد كذبة كبرى"، بينما يصفون بعض عملياتها الاستشهادية ضد الغزاة بأنها "حقيرة".

إنه شعب يقاوم بينما تصفعه مشاهد قادته في وسائل الإعلام وهم يعانقون القتلة ويبتسمون في وجوههم، لكأن الدنيا سمن على عسل، وليس فيها قاتل ومقتول، ولا جلاد وضحية،، إنه شعب يقاوم، وهو يعلم أن بينه وبين عدوه خلل رهيب في ميزان القوى، لكنه يدرك أن البديل هو الاستسلام، وليس المفاوضات التي جرّبها سنوات طويلة من دون أن تحقق له شيئاً مذكوراً.

إنه شعب يقاوم، فيرد الغزاة على مقاومته وصموده بمنع الماء والكهرباء والدواء، وحين يجتاز حدود الأشقاء طالباً الدواء والغذاء بحر ماله يتهم بانتهاك سيادتهم وتهديد أمنهم القومي، هم الذين يعلمون أنه هو لا غيره من يدافع عن أمنهم القومي، بل هو من دفع ثمن مشروع كان يستهدفهم أكثر من سواهم.

إنه شعب يدفع خيرة أبنائه ورجاله شهداء وأسرى وجرحى دفاعاً عن أمته ومقدساتها، من دون أن يمنّ على أحد، فيأتي من يمنّ عليه بما قدّم له ولقضيته متجاهلاً أنه بذلك يدافع عن نفسه وبلده، وليس عن فلسطين وأهلها، أقله بمنطق التجزئة الذي صنعه الاستعمار.

في غزة اليوم مجازر يرتكبها المحتلون تحصد الرجال والنساء والأطفال، بينما تكتفي الأنظمة بالفرجة على مشهد الدم والموت اليومي، وإذا ما بالغت في التعاطف، فستصدر البيانات المنددة بالعدوان، من دون أن تنسى التحذير من تأثير ذلك على عملية السلام التي قيل لنا ألف مرة إنها ماتت من دون أن تدفن وننتهي من تبعاتها.

في غزة، وكما في الضفة، قتل وموت وتدمير يتم على إيقاع اللقاءات الحميمة بين شركاء السلام وأعداء "العنف والإرهاب"، أولئك الذين يصاب بعضهم بشيء من الحياء حين تلفح وجوههم سخونة الدم الطاهر، لكنهم ما يلبثون أن يعودوا إلى لعبة الشتائم "للانقلابيين" الذين يدفعون أبناءهم من أجل فلسطين، ويواصلوا إملاء شروطهم للجلوس، مجرد الجلوس معهم، حتى لو تم بوجوه متجهمة تختلف عن تلك التي تقابل أولمرت وليفني.

في غزة، وكما في الضفة رجال، ما يزالون يقاومون. ويضربون عدوهم فيوجعون. يقتلون ويقتلون، لا يلتفتون إلى ضعف إمكاناتهم. تحفزهم إرادتهم الحرة وإيمانهم العظيم.

ليس هذا تحليلاً سياسياً، بقدر ما هو نفثة صدر لا أكثر. نفثة صدر كتلك التي تصدر عن جماهير هذه الأمة من المحيط إلى الخليج ومن طنجة إلى جاكرتا، تلك التي كانت وستبقى على قدر المسؤولية، فتنتصر لفلسطين وللفلسطينيين سواء صرّحت لها الأنظمة بذلك أم لم تصرّح.

سلام على فلسطين وشهداء فلسطين، وعلى كل من بشّر بطهر دمهم وحتمية انتصار شعبهم، سلام، سلام.