[ إضاءات ]

"من علمني حرفا... صرت به حرا" أستاذي سيف الدين .....| | | | |..... "هناك فرق بين أن تكون عالما، وأن تكون إنسانا" كولن .....| | | | |..... "إن الدعاة اليوم لا يفتقرون إلي الإخلاص... وإنما في كثير من الأحيان إلي الحكمة" أستاذتي هبة .....| | | | |..... "الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام" محمد إقبال .....| | | | |..... "الطاقة الإبداعية بحد ذاتها مطلب شرعي ومقصد إيماني‏" فالإبداع "صنو الاجتهاد، ورديف له، من الصعب أن ينفك أي منهما عن الآخر" طه جابر العلواني .....| | | | |..... "ولا تزال الدنيا عامرة وديار المسلمين في سلام ما أخبتت النفوس وهبطت ساجدة تردد: "رب زدني علما" محمد أحمد الراشد .....| | | | |..... السياسة ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس به أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا نزل به وحي، فإن أردت بقولك: لا سياسة إلا ما وافق الشرع: أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردت ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة" الإمام ابن عقيل الحنبلي .....| | | | |..... "طلب الحرية مقدم علي تطبيق الشريعة... تقديم ترتيب، لا تقديم تفضيل" فهمي هويدي .....| | | | |..... "الإنسان المعاصر إنسان ذو بعد واحد، فاقد الهوية، وصاحب نزعة استهلاكية، وقليل الحساسية تجاه الغير، ويعاني عزلة وضياعا، وهو أسير المرحلة الراهنة، والسرعة الفائقة، والوقائع السريعة الكفيلة بأن تُنسيه ما قبلها، وتتركه يتحفّز لما بعدها" مدرسة فرانكفورت .....| | | | |.....

الاثنين، مارس ٠٣، ٢٠٠٨

مجازر غزة لن تكسر إرادتنا





ياسر الزعاترة - صحيفة الدستور الأردنية

إذا اعتقد السفاح أولمرت ومجرم الحرب باراك ومن حولهما من القتلة في الكيان الصهيوني أنهم بحربهم القذرة على أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية سيفرضون الاستسلام على شعبنا الفلسطيني فهم واهمون. أية وسيلة لم يجرّبها القتلة منذ أربعين عاماً، بل منذ خمسين عاماً وأكثر، لكن مشروعهم القذر الذي قيل إنه سيمتد من الفرات إلى النيل ما زال يتراجع مرة إثر أخرى.

لا نتحدث عن تراجع التسوية في سيناء، بل عن الفرار من جنوب لبنان عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة عام 2003، وهزيمة تموز 2006، هذه المجازر التي تجري في قطاع غزة وفي الضفة الغربية هي تعبير عن هذه الحيرة الصهيونية في التعاطي مع شعبنا وصموده ومقاومته، ولولا ما يمنحه المهزومون لهم من أمل بالانتصار لكان المشهد مختلفاً إلى حد كبير.

إنه شعب عظيم يقاوم ويصمد في ظل ظرف موضوعي بالغ الصعوبة. إنه يقاوم بينما يعتبر "ممثلوه الشرعيون" مقاومته شكلاً من أشكال العبث والغباء، وسلاحها "مجرد كذبة كبرى"، بينما يصفون بعض عملياتها الاستشهادية ضد الغزاة بأنها "حقيرة".

إنه شعب يقاوم بينما تصفعه مشاهد قادته في وسائل الإعلام وهم يعانقون القتلة ويبتسمون في وجوههم، لكأن الدنيا سمن على عسل، وليس فيها قاتل ومقتول، ولا جلاد وضحية،، إنه شعب يقاوم، وهو يعلم أن بينه وبين عدوه خلل رهيب في ميزان القوى، لكنه يدرك أن البديل هو الاستسلام، وليس المفاوضات التي جرّبها سنوات طويلة من دون أن تحقق له شيئاً مذكوراً.

إنه شعب يقاوم، فيرد الغزاة على مقاومته وصموده بمنع الماء والكهرباء والدواء، وحين يجتاز حدود الأشقاء طالباً الدواء والغذاء بحر ماله يتهم بانتهاك سيادتهم وتهديد أمنهم القومي، هم الذين يعلمون أنه هو لا غيره من يدافع عن أمنهم القومي، بل هو من دفع ثمن مشروع كان يستهدفهم أكثر من سواهم.

إنه شعب يدفع خيرة أبنائه ورجاله شهداء وأسرى وجرحى دفاعاً عن أمته ومقدساتها، من دون أن يمنّ على أحد، فيأتي من يمنّ عليه بما قدّم له ولقضيته متجاهلاً أنه بذلك يدافع عن نفسه وبلده، وليس عن فلسطين وأهلها، أقله بمنطق التجزئة الذي صنعه الاستعمار.

في غزة اليوم مجازر يرتكبها المحتلون تحصد الرجال والنساء والأطفال، بينما تكتفي الأنظمة بالفرجة على مشهد الدم والموت اليومي، وإذا ما بالغت في التعاطف، فستصدر البيانات المنددة بالعدوان، من دون أن تنسى التحذير من تأثير ذلك على عملية السلام التي قيل لنا ألف مرة إنها ماتت من دون أن تدفن وننتهي من تبعاتها.

في غزة، وكما في الضفة، قتل وموت وتدمير يتم على إيقاع اللقاءات الحميمة بين شركاء السلام وأعداء "العنف والإرهاب"، أولئك الذين يصاب بعضهم بشيء من الحياء حين تلفح وجوههم سخونة الدم الطاهر، لكنهم ما يلبثون أن يعودوا إلى لعبة الشتائم "للانقلابيين" الذين يدفعون أبناءهم من أجل فلسطين، ويواصلوا إملاء شروطهم للجلوس، مجرد الجلوس معهم، حتى لو تم بوجوه متجهمة تختلف عن تلك التي تقابل أولمرت وليفني.

في غزة، وكما في الضفة رجال، ما يزالون يقاومون. ويضربون عدوهم فيوجعون. يقتلون ويقتلون، لا يلتفتون إلى ضعف إمكاناتهم. تحفزهم إرادتهم الحرة وإيمانهم العظيم.

ليس هذا تحليلاً سياسياً، بقدر ما هو نفثة صدر لا أكثر. نفثة صدر كتلك التي تصدر عن جماهير هذه الأمة من المحيط إلى الخليج ومن طنجة إلى جاكرتا، تلك التي كانت وستبقى على قدر المسؤولية، فتنتصر لفلسطين وللفلسطينيين سواء صرّحت لها الأنظمة بذلك أم لم تصرّح.

سلام على فلسطين وشهداء فلسطين، وعلى كل من بشّر بطهر دمهم وحتمية انتصار شعبهم، سلام، سلام.

ليست هناك تعليقات: